«بلماكس».. لقاء الفن بالجواهر

TT

قبل أن يتحول الكثير من أصحاب المحلات إلى أصحاب «ماركات» عالمية، كانت هذه المحلات تتمتع بخصوصية وحميمية قلما تجدها الآن. محل «بلماكس» (Belmacz) الواقع بـ45 ديفيز ستريت، على بعد خطوات من فندق «كلاريديجز» يكسر القاعدة لأنه يعانق العصر وفي الوقت ذاته يحافظ على شخصية مميزة تجمع الموضة بالفن. فصاحبته جوليا موغنبورغ، وقبل أن تكون مصممة جواهر، فنانة درست الرسم والنحت، مما انعكس على القطع التي تطرحها وأيضا على ديكورات المحل وتعاونها مع فنانين تخصص ركنا مهمّا لأعمالهم فيه. لهذا فإنك ما إن تمر أمام المحل، حتى تستوقفك واجهته الزجاجية التي تطل منها جواهر من الذهب أو اللؤلؤ والمرجان أو أحجار ومعادن أخرى أكثر حداثة صاغتها المصممة في أشكال فنية وألوان شهية. هذه الجواهر تتنافس بقوة مع منحوتات وأعمال الفنانين الذين يمكن القول إن محلها بمثابة معرض مصغر لأعمالهم وبطاقة تعريف بهم. فالزائر إلى محلها هذه الأيام، مثلا، سيجد أعمالا للفنان فيل روت، الذي أقام عدة معارض وله بصمة معروفة في الأوساط الفنية وإن كان اسمه غير معروف لدى الجميع. أهم ما يميز أعماله تأثره بالأشكال الطبيعية والتصاميم المبهمة التي تتضمن في كل الأوقات رسالة معينة. فبينما تبدو بعض لوحاته مثلا وكأنها مخططات عائمة في الفضاء تبدو أخرى تصويرية أو ضمن إطار محدد، بالإضافة إلى تلك الازدواجية الواضحة في أعماله والتي تمزج بين الحداثة والأعمال اليدوية القديمة، وبين الرمزية والتصوف.

سيجد الزائر أيضا لوحة للفنان هنري غودييه برزيسكا، الذي عاش ما بين 1891 إلى عام 1915 بعنوان «الرجل العاري» رسمها في عام 1910. لكن تبقى إبداعات جوليا موغنبورغ، هي الغرض الأول لزيارة المحل، خصوصا إذا كانت النية الحصول على قطع جواهر تحمل بصمات فنية مبتكرة وغير مألوفة، من أقراط ذهبية مزينة بأحجار المرجان المعتق والماس، إلى سلاسل وخواتم بتصاميم يمكن وصفها بالسهل الممتنع. وفي ما يتعلق بالأسعار فهي معقولة إذا أخذنا بعين الاعتبار الفنية التي تعبق بها والمعادن الغريبة التي تجلبها المصممة من أماكن غير متوقعة قد تكون متحفا أو مزادا.