«الشفتشي».. كنز الجدات في عصر الحفيدات

من نسيج الملابس إلى إبداعات فن الحلي

TT

يظل صندوق مجوهرات الجدات «الشكمجية» مثار إعجاب واهتمام، بمثابة كنز يتلألأ ويزداد جمالا في عيون الحفيدات؛ فغالبا ما يضم هذا الصندوق الكثير من أسرار عالم المجوهرات، من صنعة وإتقان وابتكارات تكون ابنة بيئتها، وليس أدل على هذا من «الشفتشي»، المجوهرات.

تقول مصممة الحلي وهاد سمير، لفظ «الشفتشي» كان يطلق على أنواع من القماش ذات نسيج رقيق يشف عما تحته، وقد أخذ الصانع الماهر هذه الفكرة ليستخدمها في الحلي والمجوهرات. من أسلاك الذهب والفضة والنحاس نسج أجمل مشغولات «الشفتشي» ذات التقنية المعقدة، وكان المصري القديم أول من أبدعها قبل العثمانيين.

تعتمد تقنية «الشفتشي» كليا على عملية برم الخيوط المعدنية من الفضة والذهب بدقة شديدة لتكوين أشكال تشبه الدانتيل، ونظرا لما تتطلبه هذه التقنية من وقت ودقة، من الصعب أن تتم إلا يدويا، وهو ما جعل صناعة هذا النوع من المجوهرات تختفي تقريبا، باستثناء بعض الورش في حي الحسين والأزهر، التي ما زالت تحاول المحافظة عليها منذ أكثر من قرن من الزمان، وبالتالي لا تزال اليد المحترفة هي التي تنسج خيوطها وتصوغها في أشكال أقرب إلى الدانتيل.

تشير مصممة الحلي وهاد إلى أن هذا لا يمنع أن تصاميمها تجددت مع الوقت، إذ كان لا بد من التنوع في تصميم «العقود والأساور والخواتم التي تم تطعيمها بالأحجار الكريمة ونصف الكريمة، والعقيق والأصداف، لتتماشى مع الموضة الحديثة». وتشير أيضا إلى ضرورة أن تتناغم هذه الحلي، كغيرها، مع الأزياء: «فكما يبدع الفنان في التصميم لا بد أن تجتهد المرأة في توظيف هذه التصاميم حتى تظهر بأجمل حلة وشكل».

وتتابع: «هذا لا يمنع أن هناك بعض قطع حلي (الشفتشي) من ميراث الجدات تبقى موضة وتحافظ على ألقها بغض النظر عن الزمان والمكان، وإن كانت تتناسب أكثر مع الأزياء ذات اللمسات التراثية أو العباءات. وهذه أهم مميزات الحلي والمجوهرات اليدوية، إنها أشبه بعمل فني تزداد قيمته بمرور الزمن».

ولفتت مصممة الحلي إلى أنه من المهم جدا العناية بهذه الحلي، والتعامل معها برفق أثناء ارتدائها وحفظها في علب خاصة مبطنة بالقطيفة أو الشامواه أو الحرير، حتى لا تتعرض للخدش أو التواء نسيجها. وتشير أيضا إلى أن أكثر التصميمات جمالا في «الشفتشي» هي أنواع الورود المختلفة والسلاسل المجدولة وبعض الأشكال الهندسية التي تلتحم مع بعضها.