عطور «نوار» تدخلك عالم «السحر»

خلاصاتها تختزل غموض الشرق وحيوية الغرب

TT

بعد موجة «فيلم نوار» و«ماجي نوار» أو ما يعرف بـ«السحر الأسود»، تكتسح الأسواق هذا الموسم موجة أزكى وأطيب رائحة تتمثل في عطور «نوار»، ومعناها «الأسود» باللغة الفرنسية. المقصود هنا ليس فقط عطر «لايدي غاغا» الذي يأتي على شكل سائل أسود يتحول إلى شفاف بعد ملامسته الجلد، بل عطورا تتمتع بالقوة والسحر، وتخاطب شريحة ذواقة تعشق كل ما هو مترف.

الأسود، وكل ما يمت له بصلة، تعشقه المرأة أينما كانت؛ فهو صديقها الوفي الذي يمكنها أن تعول عليه في كل المناسبات، الفرق الآن أن اعتمادها عليه لم يعد يقتصر على الأزياء فحسب؛ بل امتد إلى العطور. من «كوكو نوار» Coco Noir الشرقي النغمات من «شانيل» و«بلاك داليا» Black Dahlia من «جيفنشي»، و«لابوتيت روب نوار» La Petite Robe Noire من «غيرلان» إلى «تجاسمين نوار» Jasmine Noir من «بلغاري» و«ماجي نوار» Magie Noire من «لانكوم» و«فيلفييتن نوار» Velveteen Noir من توم فورد، و«سيرج نوار» Serge Noire من «سيرج لوتانز».. وغيرها، سنعيش هذا الموسم موجة سوداء ستضفي على الشتاء دفئا نحن في أمس الحاجة إليه بعد أن تنخفض درجات الحرارة. كما أنها موجة تأخذنا إلى عوالم الفيلم «نوار» مع نجمات مثل مارلين ديتريش ولورين باكال وريتا هايوراث وصورهن وهن يتهادين بفساتين سهرة ناعمة مع قطعة فرو صغيرة تنسدل على الأكتاف. ولو كان بالإمكان أن تنبعث من الشاشات رائحة عطورهن، لفاحت بخلاصات البخور، والفيتفير، والعنبر والباتشولي والفلفل الأسود.. وغيرها من المكونات التي تدخل في عطور اليوم؛ أي مكونات تتمتع بشخصية ساحرة تزيد قوتها كلما اجتمعت معا. يقول البعض إن هذه الموجة بدأت بسبب الرغبة في مغازلة شريحة نخبوية من ناحية، والعرب من ناحية أخرى؛ فالشرق الأوسط عموما، والعرب خصوصا، أكثر من يقدر العطور ويفهم نغماتها.. هم أيضا أكثر من أتقن خلطاتها عبر التاريخ؛ إذ اكتشفت شركات صناعة العطور أنهم قد يفتقدون إلى إمكانات تصنيع العطور بشكلها العصري، إلا أنهم لا يكتفون باقتنائها فحسب، بل يضيفون إليها لمساتهم الخاصة بمزجها بزيوت خاصة بهم.

وهكذا وجد الغرب نفسه مضطرا لمواكبتهم في جرأتهم ورغبتهم في التميز بتقديمه الجديد والفريد طوال الوقت حتى يبقي عليهم زبائن مخلصين.. وهذا ما أكسب العطور جرأتها الحالية ونغماتها الشرقية الواضحة، بدليل العود الذي دخل صلب العديد من العطور في المواسم الماضية وأصبح جزءا لا يتجزأ ليس فقط من مكوناتها؛ بل أيضا من أسمائها. خلطات «نوار» الجديدة أيضا مضمونة ومغرية، بمكوناتها التي تعتمد حينا على الورود وحينا آخرا على الأخشاب الثمينة والتوابل. وفي كل الحالات تضمن شد الأنفاس. ورغم أن البعض قد يقول إنها صرعة جديدة ستتبخر بعد موسم أو اثنين، فإن الحقيقة أن هذا النوع من العطور، وحتى أسماؤها، ليست وليدة الساعة أو مجرد استراتيجية تسويقية تلعب على المخيلة والحواس، بل تعود إلى أكثر من قرن، أثبتت فيه أنها تفي بما تعد به بدليل عطر «نارسيس نوار» من «كارون» الذي ابتكر منذ 101 عاما تقريبا ولا يزال له مستعملات ومعجبات وفيات.