3 حلول.. 3 ميزانيات افتراضية

كيف تجعل مطبخا مساحته 95 قدما مربعا أكثر فاعلية وعملية؟

TT

عندما تتأمل الشقة المبنية من أحجار بنية في بروكلين هايتس لا تصدق أنها منزل. توجد الشقة الواقعة في الطابق الثالث في «عمارة تصطف على جانبيها أشجار» وبها «غرف ذات أبعاد متناسبة» و«إضاءة شديدة» و«تفاصيل معمارية ساحرة»، فضلا عن وجود «صاحبي العقار سريعي الاستجابة»، على الأقل هذا ما صاغته لغة سمسار عقارات متحمس.

حينما وجدته قبل عامين، بعد بحث مضن استمر لعدة أشهر، لم أنزعج من كون المطبخ ضيقا وداكنا لم يتم تحديثه منذ مطلع الستينات من القرن العشرين. ورغم أنه لم تكن به مساحة كافية حتى لجهاز ميكروويف، لم أهتم كثيرا، فأنا لست طاهيا ماهرا، كما أنني لا أقيم حفلات عشاء. فقد كان للخزانتين المعدنيتين المعلقتين على الحائط بشكل يبدو عشوائيا سحر مؤقت. بمرور الوقت، تصبح العيوب أكثر وضوحا.

المطبخ الصغير جدا، الواقع بين غرفة النوم وغرفة المعيشة، شبه فارغ باستثناء خزانتين يتيمتين أعلى الحوض. لا توجد كذلك أشياء كثيرة على سطح الطاولة، لذلك، إذا رغبت في تحضير وجبة أكثر تعقيدا من مجرد إعادة تسخين شريحة دجاج ستكون مهمة صعبة.

ونظرا لأنني أخطط للبقاء في الشقة لفترة طويلة، كان لا بد من التفكير في إجراء تغييرات لتحديث المطبخ وجعله أكثر فاعلية. ولحسن حظي فإن صاحبي المنزل، وهما زوجان مسنان يعيشان بالطابقين السفليين ويتوليان مهمة العناية بالمبنى المؤلف من خمسة طوابق، مستعدان للنظر في اقتراحي.

كانت أهدافي متواضعة: أردت خزانات حديثة المظهر يمكن أن تزيد سعة التخزين في مساحة 95 قدما مربعا، على الأقل مساحة طاولة محدودة وأرضية جديدة لتحل محل المشمع البالي. ولتحقيق هذا الهدف، تشاورت مع ثلاثة خبراء، كل بمستوى سعر مختلف، وطلبت منهم وضع مخطط لتحويل المساحة.

* الطريق الأوسط

* «إنه مطبخ في رواق»، هكذا تحدثت غيتا ناندان، وهي تقف أمام موقدي صبيحة أحد أيام الصيف الماضي، وهي تحمل لوحا مشبكيا.

كانت ناندان، وهي أحد الشركاء في شركة «ثريد كوليكتيف»، شركة تصميم في «بروكلين»، صريحة بالمثل بشأن التحديات الأخرى. قالت: «بمجرد أن تأتي بالمستوقد والحوض والثلاجة في مثل هذه المطابخ المصغرة،، لن يتبقى لديك سوى مساحة تتراوح ما بين 24 إلى 48 بوصة».

تملك شركة «ثريد كوليكتيف» مجموعة من المشروعات، عادة ما تكون أكبر من مجرد تجديدات المطابخ، وقد أعجبتني كثيرا المطابخ التي صممتها الشركة لمنزل في بروكلين وشقة صغيرة في المدينة. رغبت في طلب نصيحة مهندس معماري قبل أن ألجأ إلى متخصص في تصميم المطابخ، لتخيل شكل الجدران ومدى إمكانية هدم الغرفة للحصول على مساحة أكبر بالقدم المربع، بجعل المطبخ مفتوحا. تحدثت ناندان بأسلوب مهذب مشيرة إلى الميزانية المتفق عليها، والمقدرة بنحو 20 ألف دولار: «عليك بالتحقق من أن كل ركن وشق مصمم بطريقة يمكن معها استخدامه في التخزين أو في بناء أجزاء مدمجة أو في وضع أشياء يمكن جرها». إلا أن ناندان أشارت إلى تغيريين هيكليين سلسين لم أضعهما في اعتباري. بتحريك المداخل بأحد جوانب المطبخ قدما واحدا في اتجاه واحد، للحصول على ركن غائر على الحائط الفارغ. هناك، قد توفر الخزانات المثبتة في الجدران مساحة للتخزين والأرفف ولمساحة سطحية للمؤن.

اقترحت أيضا كسر جزء من ذلك الجدار وإدخاله في حمام غرفة النوم، بحيث يمكن نقل الثلاجة إلى المساحة الغائرة، حيث ستكون مليئة بأثاث مثبت في الجدران. وقالت: «يمكنك أن تضع بابا خشبيا عليه بحيث يبدو مثل قطعة أثاث».

بعد التقاط بعض الصور، حددت موعدا لحضور مساعد لأخذ المقاسات وأخبرتني بأن شركتها سوف تقدم اقتراحات كثيرة. وبعد أسبوعين عرضت ثلاثة مخططات.

تمثل المخطط الأول في غرفة مؤن لها خزانات عليا وسفلى وطاولة بينهما، لكن تظل فيها الثلاجة ثابتة في موقعها. أعطى لي هذا المخطط مساحة طاولة أنا في أمسّ الحاجة إليها، ولأن الحمام لن يمس، فإن التكلفة ستقل إلى النصف. لكنني أيضا سوف أخسر مساحة الأسطح الإضافية والمظهر الأملس لقطعة مثبتة في حالة نقل الثلاجة.

أما المخطط الثاني «الموسع»، فتمثل في نقل الثلاجة إلى الخزانة، مما يوفر مساحة سطح إضافي مقداره قدمان، إلى جانب تركيب جدار غرفة المؤن. فرغم أن الخزانات العلوية ستبقى متوفرة، فإن الخزانات السفلية ستختفي، بينما أصبح سطح الطاولة الرئيسي مسنودا بدعامة وممتدا إلى البهو.

تمثلت نسخة أخرى معدلة نسبيا من ذلك المخطط في نقل الخزانات العلوية إلى السقف لتوفير مساحة تخزين أكبر.

اشتملت المخططات الثلاثة على فرن «فيرونا» وموقد «مييل» وجدار قرميد خلف الحوض ماركة «هيث»، واستعاضت عن مشمع الأرضية بالخشب الصلب الذي تماشى مع الأرضية بمختلف أجزاء الشقة. ولأنني كنت أنفق أموالا نظرية، سيدفعها صاحب المنزل، اخترت أن أوسع المخطط دون أن تصل الخزانات إلى السقف. وبلغت التكلفة 20 ألف دولار للمواد الخام وللتركيب، و7 آلاف دولار أجر المهندس المعماري. تصميم ناندان بقي لدي كخريطة طريق. كان الاختيار الأساسي بين صف من الخزانات أعلى الحوض أو صفين أحدهما فوق الآخر يصلان إلى السقف. ولعدم رغبتي في أن يكون المكان خانقا، اخترت الصف الواحد الذي يوفر مساحة للتنفس قدرها 10 بوصات أعلى الخزانات. هناك أيضا حوض جديد وسطح صغير بجانبه وخزانات جديدة أسفلهما.

* الخيار الأرخص

* لمطبخ عملي بتكاليف أرخص، اقترحت ناندان استعمال مطابخ «إيكيا» التي يمكن تعديلها لتناسب المكان. في زيارة إلى المتجر رأيت فيه وحدة عائمة مكونة من سطح وأرفف تشبه تلك التي اقترحتها ناندان، وأعجبتني. وبعد بعض قياسات بالشريط، استعنت بسيزاري الذي يعمل بمحلات «إيكيا» لأخذ مقاسات الطول والارتفاع المناسب لمطبخي. ناقشنا تفاصيل أخرى من بينها سطح واقٍ للجدار أعلى الحوض وأرضية أشتريها وتتولى تركيبها شركة «غيفرلاست»، وبعد بضعة أيام أرسل لي سيزاري رسالة عبر البريد الإلكتروني يوضح فيها المخططات بالتفصيل. كنت سأجلبها معي إلى «إيكيا»، لأختار منها الخزانات والسطح العلوي والحوض والتركيبات الثابتة. وقررت أخيرا شراء خزانات من خشب رقائقي بدرجة بني متوسطة وأسطح على طراز «العاصفة الثلجية»، وحوض وصنبور ومقابض للخزانات. مع ذلك بدت التكلفة مرتفعة جدا بالنسبة إلى مطبخ صغير، حيث كانت تكلفة السطح العلوي 1460 دولارا، والخزانات ومواد أخرى 2,540.70 دولار، فضلا عن رسوم التركيب التي بلغت 3,313 دولار، مما يجعل التكلفة الإجمالية 7,313.70 دولار.

اكتشفت أن صاحب المنزل، الذي يتمتع بمهارات متعددة، يستطيع المشاركة في التركيب، وهو ما ساعد في خفض التكلفة، لكنني عدت إلى «إيكيا» واخترت سطحا بسعر أقل، وخزانات من خشب مضغوط، وحوضا سعره أقل من الأول بمائة دولار. لا أنكر أني تحسرت قليلا على قطع المطبخ الأغلى، لكن كانت القطع الأقل سعرا أكثر واقعية وتظل تحسينا كبيرا أدخله على المطبخ. على الأقل سأحصل على آلة تحميص خبز وأتوقف عن تحميصه على الموقد.

كانت تكلفة المواد 2,398.70 دولار مع خصم سعر الأرضية والسطح الواقي للجدار أعلى للحوض، وتكلفة التركيب 2,113 دولار.

* الحل الأغلى

* فلنتخيل للحظة أن صاحب المنزل أكرم رجل في تاريخ تأجير الشقق في مدينة نيويورك، وأنه أعطاني شيكا على بياض من أجل تجديد المطبخ، إلى أي مدى يمكن أن يكون المطبخ، الذي تبلغ مساحته 95 قدما مربعا، فخما؟ لقد طرحت هذا السؤال على روجر زيرمان، المصمم في شركة «بوغينبول» الألمانية التي تأسست منذ 120 عاما، والتي اخترعت عمليا المطبخ الفخم العصري.

وسع زيرمان، مثل الكثير من المستشارين الآخرين، مطبخي الصغير. وقال لي والابتسامة ضغط للنفقات. وأوضح قائلا: «لن نعمل على مطبخك ليكون مطبخا أبيض عاديا. لا يمكن للأمر أن يسير بشكل جيد إذا قمنا بذلك. يجب أن يكون مطبخا مثيرا». واقترح شجرة بلوط في منتصف أرضية بيضاء ضاربة إلى الرمادي وألومونيوم لتغطية الجدار أعلى الحوض الذي كان له مظهر وملمس أكثر نعومة من المعدن الذي لا يصدأ. كان اللون الكريمي الذي اختاره للسطح يشبه ما اخترته من «إيكيا».

لقد وافقت على خيارات زيرمان باستثناء الخزانات، فقد كان لدي ميزانية مفتوحة كما ذكرته بذلك. هل تقدم شركة «بوغينبول» تشطيبات نهائية أفضل وأفخم؟ أشرت إلى خشب بدرجة غروب الشمس الدافئة في كاليفورنيا. وقال زيرمان: «إنه خشب سويسري يستخدمونه في التشطيبات الملمعة أو ذات اللمعان الشديد. هناك تسع فئات من الأسعار، وكان هو في المركز التاسع». إنه المناسب. وتابع: «للأمانة لن يكون علي استخدام كمية كبيرة منه. من المفترض أن يكون مميزا. وأعتقد أنني أعرف بالضبط النحو الذي سأستخدمه بها في مطبخك». وبعد أسبوعين قدم لي التصميم النهائي.

تذكرك بعض العناصر بمخطط ناندان، مثل نقل الأبواب لتوفير مساحة داخل الجدران واقتحام خزانة حجرة النوم لتوفير مساحة قدرها 27 بوصة تكفي لوضع ثلاجة. احتوت هذه المساحة على مخزن للمؤن يصل حتى السقف ويبلغ عرضه 30 بوصة، وعمقه قدم واحد، فضلا عن عدد من الخزانات (المصنوعة من خشب السويسري) ورف عائم امتد إلى البهو من أجل وضع الرسائل البريدية والمفاتيح. وشرح زيرمان: «عندما تدخل إلى الشقة وتراه سيكون أول ما يجذب نظرك إلى المطبخ». مع ذلك كان الجانب العملي من المطبخ هو الاكتشاف الكبير، حيث كان يوجد بطول القاع فرن «ميلي» ارتفاعه 24 بوصة وسطح موقد يعمل بالغاز وأدراج لوضع آنية الطهي وغسالة أطباق من «فيشر أند بايكل» تكفي لوضع درج واحد.

على الجدار أعلى هذه المساحة وضعت خزانتان بسيطتان تشبهان كثيرا ما هو موجود بالمطبخ الحالي، رغم أنهما مغطيتان بطبقة من اللاكيه اللامع مع أرفف من الزجاج الخفيف وأبواب منزلقة، وهو الحد الأدنى الذي تمكن زيرمان من تحقيقه بتحويل مكان التخزين إلى مخزن المؤن الموجود على الجدار المقابل. مع ذلك أثار المظهر غير التقليدي في نفسي اضطرابا. لماذا أنفق هذه الأموال الطائلة على مطبخ يشبه الذي لدي الآن؟ أخبرني زيرمان: «فخامة المكان لها ثمن. إنك تقول إنك لست بحاجة إلى استخدام هذه المساحة». علي الاعتراف بأن خشب القشرة تعلو محياه إنه لن يكون هناك الكمثرى السويسري كان رائعا، لكن تكلفة المواد بلغت 62,381.76 دولار، و6,300 ألف دولار مقابل التركيب.

*(خدمة «نيويورك تايمز»)