تأثير الموضة.. السياسي

آنا وينتور رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الأميركية
TT

لا يختلف اثنان على أهمية الموضة وقوة تأثيرها. والمقصود هنا ليس تأثيرها على أسلوب حياتنا وأذواقنا فحسب، بل أيضا على التوجهات السياسية العالمية. أكبر دليل على هذا الحملة التي شنتها أوساط الموضة الأميركية لدعم الرئيس باراك أوباما، بحيث يقال إن آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الأميركية نجحت في جمع تبرعات لصالح حملته الانتخابية الأخيرة قدرت بـ40 مليون دولار أميركي. فقد نظمت، مثلا، عرض أزياء شارك فيه مصممون من أمثال مارك جايكوبس، ثاكون، دايان فون فورتنسبورغ، ديريك لام وغيرهم، واقتصر على نخبة من الأثرياء، ذهبت كل أرباح مبيعاته لصالح الحملة الانتخابية. آنا وينتور نظمت أيضا فعاليات أخرى لنفس الغرض، منها حفل عشاء حضرته الممثلة سارة جيسيكا باركر كلفت تذكرة حضوره 40.000 دولار أميركي، وآخر بالتنسيق مع الملياردير هارفي واينشتاين بلغت تذكرته 35.800 دولار أميركي.

لكن تأثير الموضة لم يقتصر على جمع الأموال والتبرعات، بل امتد إلى أزياء كل من ميشال أوباما وآن رومني. فبينما كان الكل يهلل للأولى مشيدا بكل ما تلبسه وبأسلوبها، أبدى بعض المصممين عدم رغبتهم في أن تظهر الثانية بتصاميمهم، وهو أمر غير مسبوق في عالم الموضة، حيث يسارع المصمم في العادة بنشر صور سيدات المجتمع أو النجمات بأي قطعة من توقيعه كنوع من الدعاية المجانية. في حالة آن رومني، اختلف الأمر تماما، فعندما ظهرت بفستان من تصميم دايان فون فورتنسبورغ، مثلا سارع المسؤول عن العلاقات العامة والشؤون الصحافية للقول بأنه لا يعرف كيف حصلت آن رومني على الفستان ولا متى اشترته، مضيفا أنه لا أحد في دار «دايان فون فورتنسبورغ» له علم بالأمر. وهذا أكبر دليل على أن المصممة كانت تريد التنصل من أي صلة يمكن أن تربطها بالمرأة التي كانت هناك احتمالية ولو ضعيفة أن تدخل البيت الأبيض.