«عالم غريتا غاربو الخاص».. معرض يكشف الوجوه الخفية لنجمة الثلاثينات

الأزياء والقبعات كانت أقنعة وأدوات حماية من عيون الفضوليين

TT

«كانت واحدة من أهم نجمات استوديوهات (إم.جي.إم) بل من أهم النجمات اللواتي نجحن في الانتقال من أفلام الأبيض والأسود إلى الأفلام الملونة بنجاح. نجاح وضعها تحت كثير من الضغوطات، لا سيما وأن المعروف عنها أنها كانت بطبعها لا تحب الأضواء وتفضل العزلة إلى حد أن البعض شبهها بـ(ناسك)، لهذا استعملت الأزياء والإكسسوارات وسيلة لحماية نفسها من أي فضول أو اقتحام لخصوصيتها. في حياتها الخاصة وبعيدا عن الأضواء، كانت مختلفة تماما».. هذا ما قالته مؤرخة الموضة برونوين كوسغرايف وأمينة معرض خاص بالنجمة الراحلة.

أول هذا الاختلاف الذي تشير إليه المؤرخة، قد يصدم البعض عندما يكتشفون بأنها في الوقت الذي كانت تلبس فيه الأسود في معظم المناسبات العامة، فإن اللون الوردي كان هو الغالب على ديكور بيتها. وهذا بحد ذاته يؤكد أنها كانت امرأة بعدة وجوه تتلون حسب المناسبة والضرورة، وبأن الغموض والبرود اللذان كانت تعكسهما أمام الكاميرا، كانا يتحولان إلى دفء وحيوية بعيدا عنها. هذا وجوانب أخرى من شخصية غريتا غاربو، التي كانت ولا تزال واحدة من أهم نجمات القرن العشرين، هي التي يسلط عليها الضوء معرض «عالم غريتا غاربو الخاص» الذي سيفتتح غدا في غاليري مصممة المجوهرات جوليا موغنبورغ «بلماكس».

تشير جوليا موغنبورغ، أن الحصول على أزياء النجمة وإكسسواراتها، لم يكن بالأمر السهل، بحكم أنها كانت تحرص على خصوصيتها إلى حد الهوس. وتضيف أنه تم التوصل إلى مجموعة منها من خلال المزادات، إلا أن المعرض لا يقتصر على الماضي، بل أيضا على الحاضر، حيث تمت الاستعانة بمصممين معاصرين من أمثال مانولو بلانهيك ومصمم القبعات ستيفن جونز لطرح إكسسوارات عصرية تعكس شخصيتها ومستوحاة من أسطورتها وأناقتها التي لا تعترف بزمن، بدليل أنها يمكن أن تطل علينا من عروض «غوتشي» أو «سيلين» في أي موسم من دون أن نشعر ولو للحظة أنها تنتمي إلى الثلاثينات من القرن الماضي.

صحيح أنه لا يشار إلى غاربو على أنها أيقونة موضة مثل أودري هيبورن أو غريس كيلي، مثلا، لكنها حتما اختارت أسلوبا مستقلا وخاصا بها، يعتمد على البنطلونات الواسعة كما على الفساتين التي تعكس موضة الحقبة التي عاشت فيها. وقد تكون مجرد صدفة، إلا أن منصات عروض الأزياء في المواسم القليلة الماضية تعج بإيحاءات وإشارات إلى أسلوبها الذي يلعب أحيانا على مفهوم الذكورة والأنوثة. ففيما صنعت غريس كيلي اسمها على خلفية إمارة موناكو وبمساعدة كريستيان ديور وفساتينه ذات الخصر النحيل والتنورة الواسعة، ورسخت أودري هيبورن أسلوبها بمساعدة هيبار جيفنشي من خلال أزياء أنثوية تتضمن كثيرا من الشقاوة الصبيانية، فإن غاربو اعتمدت على نفسها في صنع نفسها وأسلوبها المائل إلى القوة والنعومة في الوقت ذاته. وساعدتها صديقتها وجارتها الروسية، فالنتينا شلي، على خلق هذه الصورة، كونها المصممة التي قدمت لها أغلبية أزيائها. ويعود الفضل أيضا إلى هذه الأخيرة في تشجيعها على تبني أسلوب لا يعترف بزمن محدد، إذ من أشهر مقولاتها ونصائحها للنجمة: «البسي للعصر وليس للحظة». ويظهر المعرض أن تصاميم فالنتينا لم تقتصر على الأزياء بل شملت أيضا الإكسسوارات مثل قفازات اليد والقبعات، التي كانت تميل إليها النجمة لأنها كانت تساعدها على التخفي وإخفاء وجهها على الـ«باباراتزي».

سيفتتح المعرض غدا وسيمتد إلى 19 من شهر مارس (آذار) المقبل في غاليري «بلماكس» الواقع بـ45 ديفيز ستريت 45 Davies Street، London.