جائزة الصوف تبحث عن فائز جديد

TT

في 16 من شهر فبراير (شباط)، ستشهد لندن واحدة من أهم فعاليات الموضة العالمية، ألا وهي اختيار الفائر بجائزة «وولمارك» العالمية، الجائزة التي تحتفل بصوف مورينو، وتريد التأكيد أنه خامة مهمة في عالم الموضة وفي حياتنا اليومية.

الجائزة تستمد أهميتها أيضا من تاريخها الطويل، الذي يرتبط باسمين كبيرين فازا بها في بدايتهما، ألا وهما الراحل إيف سان لوران وصديقه الذي تحول إلى غريمه بعدها مباشرة، كارل لاغرفيلد مصممه دار «شانيل». الأول فاز بجائزة تصميم أجمل فستان، الأمر الذي أدخله دار «ديور» من أوسع الأبواب وهو في أوائل العشرينات من عمره، بينما الثاني فاز بجائزة تصميم أحسن معطف والتحق بدار «بالمان»، التي لم تكن بأهمية «ديور».

الغرض من الجائزة، ومنذ البداية، تشجيع المصممين على استعمال الصوف والتعامل معه كخامة مهمة في الموضة، بالإضافة إلى توعية المستهلك وجذبه إلى جمالها الطبيعي. يحصل الفائز على 100 ألف دولار أميركي وعلى فرصة عرض تشكيلته في محلات كبيرة ومهمة حول العالم، مثل «بيرغدوف غودمان» في الولايات المتحدة، و«هارفي نيكولز» في بريطانيا، و10 كورسو كومو بإيطاليا، «جويس» بالصين، «إيكوف» بألمان، و«ديفيد جونز» بأستراليا.

لهذا ليس غريبا أن يتم التعامل مع الجائزة بجدية كبيرة، حيث تستغرق عملية انتقاء المرشحين 12 شهرا، تشمل 16 بلدا و70 مصمما، يتم غربلتهم على مراحل، إلى أن يصل عددهم إلى ستة في المرحلة الأخيرة. هذا العام رسا الاختيار على ديون لي من أستراليا، وبان كسياو كسو من الصين، وكريستيان ويجنانتس من بلجيكا، وبانكاج أند نيدي من الهند، وماركة «دريستأندريست» من اليابان، وصوفي ثيليت من الولايات الأميركية المتحدة. أهمية المناسبة هذا العام، تعود أيضا إلى لجنة التحكيم التي تضم أسماء مهمة على رأسها دايان فون فورتنسبورغ، دوناتيلا فيرساتشي، تيم بلانكس، محرر الأزياء في موقع «ستايل دوت كوم»، فرانكا سوزاني، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» النسخة الإيطالية، وأخيرا وليس آخرا المصممة فيكتوريا بيكام. فما لا يختلف عليه اثنان أن لائحة الحكام لا تقل أهمية عن لائحة المرشحين الستة، ففرانكا سوزاني مثلا، ليست رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الإيطالية، فحسب بل هي أيضا صاحبة «10 كورسو كومو». بدورها فيكتوريا بيكام ليست مجرد مصممة أزياء استطاعت خلال سنوات قليلة أن تحفر مكانة قوية بين الأسماء الكبيرة، أسكتت كل الاتهامات بأنها تستغل شهرتها أو شهرة زوجها، لاعب الكرة، ديفيد بيكام لبيع أزيائها، بل هي أيضا امرأة تعشق الموضة، وبالتالي تعرف ما يناسب المرأة وما لا يناسبها. أي إن لها عينا تلتقط التفاصيل الصغيرة، التي من شأنها أن تخلق التوازن والأناقة في الوقت ذاته.

تجدر الإشارة إلى أن 1953 كان العام الذي أطلقت فيه هذه الفعالية من قبل سكرتارية منظمة الصوف العالمية بهدف دعم المصممين الصاعدين والدفع بالصوف إلى الواجهة. ولم يمر سوى عام واحد حتى حققت خبطة إعلامية كبيرة، عندما فاز بها مصممان غير معروفين آنذاك، هما إيف سان لوران وكارل لاغرفيلد، أصبحا من أهم مصممي القرن العشرين. فمنذ ذلك الحين وكل المصممين يتوقون للمشاركة فيها ويحلمون بالحصول على جائزتها لما قد تفتحه لهم من أبواب الشهرة والفرصة لاستعراض قدراتهم على تطويع هذه الخامة الطبيعية في تصاميم أنيقة. فدوناتيلا فيرساتشي، مثلا، واحدة من المصممين الكبار الذي يستعملون الصوف في تشكيلاتهم، تقول إنها تستعمله بأشكال كثيرة وتمزجه بمواد أخرى مثل المطاط أو البلاستيك لحقنه بجرعة عصرية: «فهو يمنح الفرصة لمزجه مع خامات أخرى بالإضافة إلى أنه خامة مترفة.. فعندما تتحدث عن الترف لا بد وأن تتحدث عن الصوف». المصمم كارل لاغرفيلد أيضا يستعمله في أغلب تشكيلاته، وآخر هذه التشكيلات كانت تلك الخاصة باستعراض إمكانات «لي ميتييه داغ» وقدرات أوراشها العشرة على ترصيعه وتطريزه لا سيما بعد أن اشترت شركة «باري للصوف والكشمير» الاسكوتلندية في العام الماضي.

سيقام الحفل في 16 من شهر فبراير كجزء من أسبوع لندن.