«هيرميس».. أزياء تصرخ بالهدوء الراقي

عودة للجذور ولفتة إلى المغرب

TT

ما إن أطلت أول عارضة على الحضور، حتى تأكد الكل أن «هيرميس» بدأت تأخذ نفسها بجدية في مجال الأزياء، وأن العهد الذي كانت تتكل فيه على الإكسسوارات، وتحديدا الحقائب، قد ولى من دون رجعة. ومع كل إطلالة، كان الإحساس بأن مصممها كريستوف لومير، قد زادت ثقته بنفسه، وأنه تشرب إرث الدار. لم تكن أقوى تشكيلة يقدمها المصمم لحد الآن، بل كانت واحدة من أجمل ما قدم طوال الأسبوع، من ناحية التصميم والتنفيذ والهدوء الراقي، بدءا من الألوان الهادئة والكلاسيكية، إلى الخامات المترفة مثل الجلد والكشمير وغيرها، كانت الرحلة ممتعة إلى ثقافة الدار وجذورها، وليس أدل على هذا من ترجمة المصمم لثقافات الغير، وهو التقليد الذي تقوم عليه الدار وتعود إليه في معظم عروضها. ويبدو أن المغرب لا يزال الوجهة المفضلة، فأول إطلالة كانت عبارة عن قطعة أطلق عليها اسم «برنس»، وهي بالفعل مستوحاة من البرنس المغربي، حيث تنسدل من على الأكتاف إلى الركبة من دون أكمام مع قلنسوة كبيرة، تلته قطع منفصلة أخرى، ومعاطف، أبرزها معطف بالأسود يمكن القول إنه مستوحى من الـ«جلابية» المغربية، لولا جرعته العصرية القوية. كل جزئية في التشكيلة كانت محسوبة من حيث اللون، والخامة والقصة، ولا شك في أن لومير كان يعرف مسبقا أنها أفضل تشكيلة يقدمها لحد الآن، لأنه استغنى فيها تماما عن أي شيء يمكن أن يشير إلى اسم الدار، أي لوغو، لأنه لم يكن يحتاج إلى ذلك، فنظرة واحدة إلى الحرفية والأسلوب يكفيان لتأكيد أنها «هيرميس». الجديد الآخر في هذه التشكيلة هو مجموعة قطع للمساء والسهرة. فامرأة «هيرميس» كانت دائما تتحسر في السابق أن الدار متخصصة في أزياء النهار ولا تطرح لها أزياء للمساء والسهرة، وهذا ما سيتغير في المستقبل القريب. صحيح أن المجموعة كانت صغيرة ومتواضعة، وربما أيضا خجولة، إلا أنها كانت راقية لا تصرخ بالبريق أو المبالغات، لكنها حتما تصرخ بالرقي والأناقة اللذين تتوخاهما امرأة لا تريد الاستعراض بقدر ما تريد الاستمتاع بقطعة تشعر بقيمتها وبفخامتها.