عزة فهمي: أصعب تحدٍّ في التصميم ترك بصمة يصعب تقليدها

بعد أن حققت النجاح العالمي كمصممة.. تفتتح مدرسة خاصة في القاهرة لتنقل إلى المبتدئين خبرتها

التعليم داخل المدرسة يجمع الأعمار والجنسيات كافة
TT

على مدار أكثر من 20 عاما، عملت مصممة الحلي المصرية عزة فهمي على إيصال أفكارها وتصميماتها إلى جميع أنحاء العالم، فباتت واحدة من رائدات فن تصميم الحلي، خصوصا أن تصميماتها تتسم بالتميز والغوص في الهوية العربية بعمق. والآن ظهر بعدها عدة مصممين يقلدون أسلوبها لكن من دون أن يرقوا إلى مستوى فنيتها وإبداعها.

وحتى تنقل خبرات هذه الرحلة الطويلة إلى غيرها أنشأت بالقاهرة مدرسة لتعليم صغار المصممين والهواة من مختلف الأعمار والجنسيات فن هذه الصناعة، حتى يمكن للمصمم أن يصل إلى التميز والاحتراف.

عن فكرة المدرسة تقول فهمي: «لم أنسَ أني تعلمت فن التصميم من بعض المعلمين المبدعين في تصميم الحلي والجواهر، في ورشاتهم الموجودة بين أزقة وعطفات منطقة خان الخليلي والفسطاط بالقاهرة، وهو ما أعتبره شحنا قويا للأفكار الخلاقة رغم أنهم يعملون بالفطرة والوراثة للمهنة». وتضيف: «بعد ذلك صقلت كل ما اكتسبته من خبرات بالدراسة الأكاديمية، فقمت بدراسة تصميم وتصنيع الحلي والجواهر في مدرسة (بوليتيكنك) بلندن، كما حصلت على منحة من المجلس الثقافي البريطاني وعدت إلى القاهرة برؤية أعمق وثقة أكبر، ومع بداية عام 1980 بدأت مشواري العملي بورشة صغيرة وثلاثة مساعدين، واليوم لدي فروع في أكثر من 18 دولة حول العالم».

لم ترد فهمي أن تقتصر خبرتها على نفسها أو على نطاق من يعملون معها، مما أوحى لها بفكرة أن تنقل تجربتها إلى عدد أكبر من الراغبين في دخول هذا المجال. وهكذا تأسس «استوديو ومدرسة تصميم عزة فهمي للحلي» لتعليم المصممين المبتدئين والهواة، واختارت أن يكون مكان المدرسة في منطقة الفسطاط بمصر القديمة كونها من عاشقات التراث.

تقول: «هذه ليست المرة الأولى لي في مجال التعليم، فقد بدأت منذ سنوات بإعطاء برنامج تصميم تحت مسمى (نوبري)، وهي كلمة تعني (تصميم) باللهجة النوبية، وهذا البرنامج كان عبارة عن مجموعة ورش عمل أقيمت في أسوان بصعيد مصر بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وكانت بهدف الحفاظ على فنيات صناعة الجواهر القديمة. أما اليوم فإنشاء (استوديو ومدرسة تصميم عزة فهمي للحلي) سيكون بالتعاون مع مدرسة (الكيميا) لتصميم الحلي المعاصر بمدينة فلورنسا بإيطاليا، حيث تم توفير برنامج أكاديمي للطلاب والمصممين من كل الأعمار والجنسيات، وستستغرق فترة دراسة ثلاث سنوات، كما يمكن الالتحاق بالبرنامج من خلال دورات تدريبية مدتها عام أو ثلاثة أشهر. وتعتمد الدراسة بالبرنامج على الخبرات النظرية والتطبيقات العملية، بالإضافة إلى تعليم الطلاب كيفية إقامة معارض تسويقية وتقييم أنفسهم عمليا كمصممين ناشئين يواجهون سوق العمل الحقيقي».

وعن أسلوب التعليم بالمدرسة، تشرح فهمي: «قبل أن أبدأ في تعليم المصمم أي شيء أهديه نصائح كثيرة تتلخص في كيف يعبر عن شخصه وفكرة ولا يشغل نفسه بتقليد غيره من المصممين حتى لو كانوا من المشاهير، وأن عليه أن يعتمد على موهبته لترك بصمة يصعب تقليدها، ويكون لديه رؤية خاصة لمستقبله دون أن ينسى تاريخه وتراثه».

وتؤكد على أنها ستحاول في كل مراحل الدراسة أن تلفت نظر الطالب إلى العقبات المحتملة في طريقة العمل، فيكون لديه رد فعل مسبق لذلك، مما سيساهم في إضافة ملموسة في عطائه، إلى جانب القدرة على تحويل الطلاب من مجرد مصممين طموحين إلى مبدعين وأصحاب مؤسسات مشهورة.

فـ«التعليم» بالنسبة لها سيمنح طلاب التصميم المفتاح الأساسي لمواجهة تحديات السوق، بما أن أهم أهداف المدرسة إعطاء كل واحد منهم فرصة المشاركة في معارض دولية في جميع أنحاء أوروبا وحضور دورات تدريبية تخصصية بمدرسة «الكيميا» بإيطاليا.

وتلفت إلى أن المدرسة أيضا تهتم بإعطاء الطالب تقنيات الحدادة، والنشارة، وتركيب الأحجار، والبرد، واللحم، والتخريم، والزخرفة، وغيرها من المهارات الهامة للتصنيع، والتي تعتبر ضرورية لتحقيق النجاح للمصمم عندما يلمس بنفسه مراحل التصنيع بجانب التصميم.