المصممة منى سياج.. من الصيدلة إلى تصميم الحلي والديكور المنزلي

الفضة والأحجار تتصدى للأزمة وارتفاع سعر الذهب

TT

عندما تخلت عن مؤهلها الدراسي في مجال الصيدلة وضحت بحبها للمعادلات الكيمائية، كان هدفها التفرغ للهواية التي عشقتها منذ الصغر، ألا وهي «تصميم الحلي والديكورات المنزلية».

تقول المصممة منى سياج: «عشقت الكيمياء وكان مجموع درجاتي في الثانوية العامة كبيرا، مما أهلني للالتحاق بكلية الصيدلة. بعد التخرج عملت صيدلانية، ولكن كان هناك شيء بداخلي حبيسا يريد أن يخرج للدنيا، فقد كنت دائما أعشق تصميم الإكسسوارات والديكورات المنزلية، لذلك قررت التخلي عن مجال دراستي رغم صعوبة هذا القرار. فقد كان حبي للتصميم يشدني ويجرني إليه، فأقنعت نفسي بأن هناك قواسم مشتركة بين الصيدلة والتصميم. فكلاهما كيمياء، والتصميم قائم على كيمياء الجمال وتفاعل الألوان والأشكال. هكذا بدأت بتصميم الإكسسوارات الرخيصة وشراء الإكسسوارات المستوردة وإعادة تشكيلها من جديد وطرحها في الأسواق، وبعد أن لاقت رواجا اتجهت إلى الفضة ومن ثم الأحجار الكريمة ونصف الكريمة».

وحول رؤيتها الجمالية، تقول سياج: «استلهمت أفكاري من كل شيء حولي، حتى إنه عندما تأتي سيدة لتشتري قطعة مني، ربما تلقي بملاحظة على ما تشتري أو ما هو معروض، ومن خلال ملاحظاتها استوحي فكرة ما. أنا مقتنعة بأن من يريد أن يطور ذاته يبحث دائما عن الجديد في كل شيء يصادفه، قد يكون ذلك الشيء الحجر نفسه أو رائحة أو أي شيء من الحياة».

وتشير منى سياج إلى أن أهدافها كثيرة، ولكن يبقى أهمها وهو الوصول إلى قلب المرأة، لهذا تحرص على التنوع حتى توفر لكل واحدة ما يناسبها سواء كانت فتاة صغيرة أو امرأة ناضجة، من دون أن تنسى ابتكار ما هو مناسب للمحجبات.

المهم أن تكون لكل قطعة شخصية خاصة. تضيف: «عندما دخلت مجال التصميم وجدت صعوبة في بيعها، لأنه كانت لي مع كل قطعة علاقة حميمة، ولم أكن أستطيع التجرد من فكرة أنها للبيع وليس للاستعمال الخاص. نعم لا أنكر أن الإحساس كان غريبا كمن تقوم ببيع أبنائها، لكن مع مرور الوقت، اكتشفت أنني كلما صممت حليا وقطعا متنوعة وكثيرة تحسن عملي وقدمت ما هو أجمل». الصعوبة الأخرى التي واجهتها أيضا عندما بدأت في عرض أعمالها على النطاق الدولي، فقد كان عليها أن تشرح بالتفصيل نوعية كل حجر تستخدمه، وأن تراعي أن لكل دولة وثقافة حجرا تفضله. «في الدول الأوروبية، مثلا، لاحظت أن الإقبال يكون على تلك التي يدخل فيها (اللازورد، التوباز والمرجان)، بينما في منطقة الخليج العربي يكون الإقبال أكثر على الفيروز، اللؤلؤ، الماس والعقيق».

وتشير إلى أنه مع ارتفاع أسعار الذهب أصبح هناك إقبال ملحوظ على مشغولات الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة ونصف الكريمة، وأيضا الفضة المطلية بالذهب. فبالإضافة إلى كونها موضة متجددة وغير مكلفة، فإنها أيضا تتوفر على أحجار ثمينة أو شبه ثمينة، ويمكن أن تستعمل في النهار أو المساء، كما يمكن استغلالها لإخفاء بعض عيوب الوجه والجسم». تشرح أن هذا «يحدث أكثر مع العرائس، فقد تأتيني العروس لتخبرني عن عيب تريدني أن أساعدها على إخفائه بقطعة حلي، مثل وحمة في العنق أو ندبة في الذراع أو اليد وما شابه ذلك».

وعن ألوان هذا الشتاء، تقول إنها «تتميز بالهدوء والرومانسية مع تسيد الفيروز، بالإضافة إلى الأحمر والأخضر والفوشيا الغامق، وأيضا اللؤلؤ عند مزجه مع أحجار أخرى. المهم هو اختيار ما يتماشى مع جو الشتاء وما يضفي على الأزياء القاتمة والبسيطة المزيد من الأناقة واللون. ولا يقتصر الأمر هنا على الإكسسوارات والأزياء، بل يمتد إلى ديكورات المنزل الداخلية». وهو مجال واسع تقول إنها دخلته من باب أدوات للسفرة، والمزهريات، وإطارات الصور والمرايا، والمباخر وأطباق التمر التي تجد رواجا كبيرا في دول الخليج، إلى جانب «شراشيب و«ماسكات» الستائر التي طرحتها من خيوط وسلاسل الفضة من عيار 925.