لون خزانتك.. بالإكسسوارات

بعد أن أغرق المصممون الأسواق بها هذا الصيف.. ألوان قوس قزح تجتاح خزانة الرجل

TT

علاقة الإنسان بالألوان قديمة جدا، تعود إلى أول مرة فتح عينيه على زرقة السماء والبحر، وخضرة الشجر والعشب، وأشعة الشمس الذهبية، وعندما أشعل النار لأول مرة واكتشف لهبها الأحمر. مع الوقت تطورت هذه العلاقة ودخلت الألوان في نواح أخرى من حياته، بما في ذلك العلاج من بعض الحالات النفسية وتحسين المزاج وغيرها. هذا كله جعل من الطبيعة نبعا لا ينبض للإلهام، مهما تغير الزمن وتوالت المواسم. ولأن الأزياء فن قائم بذاته، فإن ألوان الطبيعة تبدأ تزغلل العيون مع بداية كل ربيع وصيف. والملاحظ أن المصممين زادوا من توهجها بالنسبة للرجل في المواسم الأخيرة، ليدخلوه عوالم لم يكن يخطر بباله أن يدخلها في يوم من الأيام. ورغم مقاومة البعض لها، لا سيما أنها في بعض الحالات مبالغ فيها بشكل مخيف، إلا أنهم يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل معها، لأنها تحيط بهم من كل النواحي. فالمصممون أطلقوا العنان لأنفسهم هذا الصيف إلى حد يصعب معه إيجاد ألوان حيادية وهادئة بنفس السهولة. فالنسبة الأكبر مما هو مطروح يتراقص بألوان متوهجة وأحيانا بدرجات النيون أو بنقوشات تأخذ أشكال مربعات أو خطوط أو ورود. بعد التمحيص فيها، تعرف أنها لا تناسب الكل، لكنك في الوقت ذاته، تدرك أنها يمكن أن تشكل إضافة أنيقة في خزانة الرجل العصري، أيا كان أسلوبه أو سنه، على شرط أن يعرف كيف يتعامل معها ويزن نسبة الجرعات التي يأخذها منها.

فبعض الشباب يميل إلى الأسلوب الجريء، ولا يتخوف من أن يأخذ كل ما يطرح على منصات عروض الأزياء بحذافيره ومن دون ترجمة خاصة به، إلا أن العقل يقول إنه لا بد من غربلتها واختيار المناسب منها فقط. وهذا يعني الاكتفاء بإكسسوارات أو تفاصيل صغيرة من شأنها أن تخرجه من حالة الجمود التي تفرضها رمادية الخريف وقتامة الشتاء، لا سيما أن المتعارف عليه أن الألوان لها قوة عجيبة على المزاج كما لها تأثير لا يستهان به على الآخر. فعلاقة الإنسان بها جدلية تؤكد أنها، كما تؤثر على شخصياتنا، كذلك تتأثر شخصياتنا بها، مما يفسر تقبلنا للون معين في بعض الأحيان ورفضنا له في أحيان أخرى. لهذا لا بأس من التعرف على الألوان التي تناسبك ويمكن أن تترك انطباعا إيجابيا أو العكس.

* الأخضر.. لون الثقة

* يقال إنه لون السلام والهدوء، كما هو لون الحب والجاذبية، لهذا فإن تأثيراته إيجابية، وحسب خبراء الألوان وعلم النفس على حد سواء، فإنه بكل درجاته يوحي بالثقة، لكن هذا لا يعني أن تلبسه من الرأس إلى أخمص القدمين، إلا إذا كان بدرجة هادئة جدا. ما عدا ذلك فهو يحتاج إلى التعامل معه بجرعات خفيفة تقتصر على الإكسسوارات مثل حقيبة يد أو ربطة عنق، أو قميص أو كنزة، وربما حذاء من المعدن الأخضر على شرط تنسيقه مع بنطلون جينز أسود أو أزرق نيلي.

الأحمر عنوان الجاذبية والعدوانية.. حسب جرعته نعم هو لون الحب والقوة والطموح وكل المشاعر التي تنم عن رغبة جياشة في التميز والنجاح والتفوق على الآخرين، لكنه أيضا بالنسبة للبعض لون يشي بالعدوانية. لهذا فمن السهل إن زاد على حده انقلب إلى ضده، وجرعات قليلة جدا منه كافية لأن تجعلك سيدي الرجل متميزا ولافتا. وفي هذا الصدد، أفادت دراسة نشرت في «ذي جورنال أوف إكسبيريمنتال سيكولوجي» بأن المرأة تنجذب للرجل الذي يلبس الأحمر أكثر، لكن المقصود هنا ربطة عنق أو حقيبة يد أو قبعة أو قطعة واحدة قد تكون على شكل بنطلون أو سترة، وليس في الاثنين مع بعضهما، فهو من أصعب الألوان التي يمكن أن يظهر فيها الرجل عصريا.

* الأزرق.. لون القوة والإبداع

* كان في الماضي عنوان التحفظ والكلاسيكية، لكنه الآن أصبح عنوان العصرية، بفضل أقمشته الخفيفة وقصاته الرشيقة التي تجعل من أي بدلة، بأي درجة من درجاته، مقبولة إلى حد كبير. المهم أن يكون صاحبها رشيقا مثلها، وينسقها مع إكسسوارات بألوان ترابية أو حيادية إذا كانت بالأزرق المتوهج.

وقد جاء في بحث قامت به جامعة «بريتيش كولومبيا» أنه يحفز الجزء الخاص بالإبداع في الدماغ، كما أفادت الدراسة أيضا بأن الذين خضعوا للتجربة أنتجوا أكثر من غيرهم، وجاءوا بأفكار مبتكرة مقارنة بالذين كانوا يرتدون الأحمر مثلا.

ومع ذلك يفضل أن يقتصر على الإكسسوارات أو قطع منفصلة.

الأبيض.. لون الضوء والفرح يرمز للحب والرقة والشفافية، لهذا ليس غريبا أن يرتبط في أذهان مصممي الأزياء بشخصية جاي غاتسبي، بطل رواية «ذي غريت غاتسبي» للكاتب سكوت فيتزجيرالد، التي تجري أحداثها في العشرينات من القرن الماضي. السبب أن بطل الرواية، التي تحولت إلى إحدى كلاسيكيات السينما العالمية، أحب حتى الموت. لهذا عندما افتتح عرض «هاكيت» لربيع وصيف 2013 بمجموعة من البدلات البيضاء، عرف الجميع أن الأبيض سيكون قويا مرة أخرى ورومانسيا أيضا.

ورغم أن هذا اللون ظهر في عروض عدة، ومنذ بضعة مواسم، فإن الصورة هذه المرة كانت أقوى تأثيرا، وتوحي أكثر من أي وقت مضى بأنه لون مناسب للأفراح والأعراس والإجازات، وليس لاجتماعات العمل المهمة.

في الأيام العادية يمكن أن يكون أنيقا ومنعشا إذا اكتفى منه الرجل بسترة «بلايزر» مع بنطلون من الجينز، أو من القطن المغزول بالصوف الخفيف بقصة مستقيمة. ماركة «إي توتز» التي يوجد مركزها في «سافيل رو» كانت تقدم في السابق بدلات كاملة بالأبيض، لكنها في الآونة الأخيرة اتجهت إلى القطع المنفصلة، لأنها أكثر عملية وتتيح للرجل إمكانية التلاعب بها وتنسيقها بالشكل الذي يراه مناسبا لأسلوب حياته وشخصيته، وهذا أكبر دليل على أن ارتداءه من الرأس إلى أخمص القدمين محفوف بالمخاطر والمطبات. يفضل دائما اختياره بدرجة الكريم لأنها أضمن عوض الأبيض الثلجي، الذي لا يناسب الكل.

* البرتقالي.. لون الشباب والتفاؤل

* هو أيضا لون الثقة والنشاط، ورغم أنه من مشتقات اللون الأحمر فإنه أكثر سهولة من ناحية تنسيقه ومرونته في مناسبات النهار على وجه الخصوص. يناسب الرجل العصري والشاب، كبدلة أو قطع أزياء منفصلة على حد سواء، لكن ليس في مناسبات العمل المهمة. في هذه الحالة يفضل أن يستعمل على شكل إكسسوارات فقط، وكن متأكدا هنا أنه سيخدمك، حسب رأي خبيرة الألوان، كيت ناينتينغايل التي تقول إنه: «في حال استعمل كإكسسوار فهو كفيل بأن يشعر الآخر بالاطمئنان والراحة وهذا يعني في لغة المال والأعمال الحصول على تعاقدات مهمة لصالحك».

الأصفر.. لون الصداقة وربط العلاقات الناجحة تأثير هذا اللون واضح وقوي حتى وإن كنت ستستعمله في إكسسوار واحد ويتيم، وما عليك إلا أن تتصوره في ربطة عنق لتعرف المقصود. وربما هذا ما يجعله مناسبا لرجال الأعمال في المقابلات المهمة والمؤتمرات حسب رأي خبيرة الألوان كيت ناينتينغايل. السبب، حسب رأيها، أنه يوحي بالدفء وروح الصداقة، لكن يفضل أن يقتصر على إكسسوار واحد أو اثنين على الأكثر، مثلا ربطة عنق ومنديل جيب، أو حقيبة يد لوحدها بالنسبة للرجل الشاب، خصوصا إذا كانت بدرجة قوية أقرب إلى النيون.