خلقت ألوفة..

TT

المغادرة (بمعنى الفراق) من اصعب الامور على قلبي. فبعد قضاء صيف ممتع في الامارات كنت مترددة في ترك اسرتي. ولرفع معنوياتي قررنا تناول الطعام في مطعم فينيجانز الذي اعيد افتتاحه مؤخرا بعد تجديده، في فندق فورت غراند.

ما الذي يمكن قوله؟ فلنذكر اولا الاخبار الجيدة والايجابية. لقد احببت الترتيبات الجديدة للمطعم المكون من طابقين. وفي الطابق العلوي كانت هناك عدة ارائك مريحة للغاية لتناول الطعام الخفيف، التي اعتقد انها فكرة جيدة. وكان الجو ساحرا، ومريحا وبسيطا، كما ان قائمة الطعام متنوعة من المشهيات الى الاكلات الرئيسية.

ومما لاشك فيه ان الطعام في غاية الروعة. غير أن المشكلة هي وجود جرسونة لا تتحدث العربية ومعلوماتها في الانجليزية محدودة للغاية. فمن غير المقبول ان تستخدم ادارة موظفين يجدون صعوبة في التعامل مع رواد المطعم. وكانت الجرسونة البائسة تبذل كل ما في وسعها. وثانيا، شعرت بالدهشة عندما طلبت مشروبا معروفا للغاية ليقول لي واحد من العاملين الذي لا يتحدث اي لغة اعرفها، انه لا يفهم ما أقول.

ومرة اخرى مشكلتي ليست مع الجرسونة التي كانت تبذل كل ما في وسعها، ولكن مع الادارة. فعلى الاقل يجب علي العاملين الذين لا يتحدثون العربية او الانجليزية بطريقة جيدة معرفة الاشياء التي يقدمونها. ومن أجل ذلك اختلفت مع المديرة التي صدمتني حين شكوت لها اذ لم تنتبه لما قلته وتجاهلتني ولم تبال بي ولم تعرني اهتماما ولذا ذهبت اليها وشرحت لها، بأدب شديد، المشكلة.

هل كانت لطيفة؟ لا.

هل كانت دبلوماسية؟ لا. هل كانت مفيدة؟ لا.

ان نجاح اي مشروع، ولاسيما في قطاع الخدمات، يعتمد على الادارة الجيدة التي تستطيع ضمان مستوى عال من التدريب والمعرفة بالنسبة للعاملين فيها بالاضافة الى الدماثة. ويجب دائما النظر في شكوى الزبون والتعامل معه فورا من قبل الادارة.

لقد شعرت بالاسف لان مثل هذا المكان المريح الرائع والطعام الجيد والموظفين الودودين يضيع من تصرفات مديرة فظة.

ففي النهاية .. الزبون هو الذي يدفع مرتبها.