البدلة الرجالية.. تزداد أهمية وتستعيد الثقة

أفضل 10 ماركات حسب أرقام المبيعات العالمية

TT

من الخطأ الاعتقاد أن مهمة الأزياء الوحيدة هي إضفاء الأناقة على الرجل أو إظهار مدى جاهه ومركزه، فقد أكدت عبر العقود أنها عنصر لا بد منه للدفع به إلى النجاح أيضا. فهي لا تمنحه الثقة فحسب؛ بل أيضا تجعل من يقابله أو يتعامل معه يشعر بالثقة فيه، إذا كان مظهره موفقا. وتبقى البدلة المفصلة في كل الأحوال القطعة الأساسية التي يعتز بها الرجل سواء كانت المناسبة مقابلة عمل أو دعوة عشاء أو حفل زواج..

في السنوات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا عليها من قبل الشباب، بعد أن كان العديد منهم يعتبرونها، في فترة من الفترات، من ممتلكات الآباء والأجداد ويتعاملون معها بحذر شديد أقرب إلى الجفاء أحيانا، لكن بعد أن خضعت لتغييرات وتجديدات تركزت أساسا على التخفيف من رسميتها المغرقة في الكلاسيكية، نجحت في تغيير رأيهم. فهذه التجديدات شملت الأساسيات وكذلك التفاصيل، مثل الأقمشة التي زادت خفة، والألوان التي زادت جرأة وتوهجا، والتصاميم التي اكتسبت رشاقة بعد أن جرى تقصير طول البنطلون حينا، وتضييق عرض السترات وتحديد الأكتاف حينا آخرا. بيد أن هناك سببا آخر وراء زيادة الاهتمام بالبدلة تحديدا، ألا وهو عامل الثقة.. ففي عام 2008، وتزامنا مع الأزمة الاقتصادية العالمية، اكتشف الرجل أنه يحتاج إلى أن يبث الثقة في نفوس من يتعامل معهم، وأن البدلة تتمتع بلغة قوية عليه أن يستغلها قدر الإمكان، لأنها تشير إلى أن لابسها جاد وملتزم. وقد انعكس هذا على انتعاش قطاع التفصيل، وزيادة الإقبال على «سافيل رو» شارع التفصيل الإنجليزي، التقليدي، الذي يعيش عصره الذهبي حاليا ويستقطب أسماء عالمية تريد أن تسلط الضوء على قدراتها في مجال التفصيل، مثل «لانفان»، «ألكسندر ماكوين» وغيرهما.

أسابيع الموضة الرجالية أيضا استفادت من هذا التغيير الاجتماعي، الذي تمخض عن ولادة أسابيع جديدة، آخرها كان «أسبوع لندن». ورغم أن عمر هذا الأخير لا يتعدى السنتين، فإن عوده يتقوى بسرعة لافتة، وفي هذا الشهر، سيشهد مشاركة «بيربيري» لأول مرة بعد أن قررت الدار أن تهجر «أسبوع ميلانو»، التي كان اسمها مألوفا فيه منذ أكثر من عشر سنوات، وتنضم إلى أسماء بريطانية أخرى مرموقة مثل «إي توتز»، و«هاكيت»، و«دانهيل» وغيرها. ولا شك أن تنامي قطاع الأزياء الرجالية يصب في صالح الرجل، لأن معظم البيوت تتنافس على نيل رضاه بتقديم خدمات خاصة للتفصيل على المقاس أو بطرح تصاميم جاهزة تحاكي المفصلة. بيد أنه عندما يتعلق الأمر ببدلة جاهزة، فتوقع أن المقاس يكون عاما وليست بالضرورة على مقاسك الشخصي، وبالتالي، فإن حتى أكثر البدلات أناقة قد تحتاج إلى تغييرات فيما يخص طول الأكمام أو البنطلون أو التخفيف مع عرض السترة عند الخصر، وما إلى ذلك. في هذه الحالة، فإن التوصل إلى خياط ماهر تربطك به علاقة طيبة أمر مهم لأنه سيكون طريقك إلى الأناقة على المقاس.

أما إذا كنت من محبي الماركات العالمية، فإن معظم بيوت الأزياء افتتحت محلات خاصة بالتفصيل على المقاس بدءا من «ديور»، و«لانفان»، إلى «ألكسندر ماكوين» و«برادا» وغيرها.

«كانالي» Canali تجسد مفهوم التقاليد الإيطالية فيما يخص التفصيل والذوق، فهي تستعمل أفخم أنواع الأقمشة وتحرص أن تكون القصات بشكل يناسب الرجل الذي يسافر كثيرا أو له مسؤوليات كبيرة تتطلب مظهرا أنيقا وعمليا في الوقت ذاته، مثل باراك أوباما الذي ظهر في أول فوز له بالرئاسة ببدلة من الدار، كذلك جورج كلوني وغيرهما. تقول ليزا كروكارد، إنهم في «سيلفريدجز» Selfridges يوفرون كل المقاسات إلى 64 (يبدأ سعر بدلة سفر من 950 جنيه إسترليني)

* «بريوني» Brioni

* تعتبر رمز الأناقة الإيطالية المرفهة، وتتوجه للـ«جنتلمان» العارف، كما تخاطب الساسة ورجال الأعمال والأثرياء. وحرصا على الدقة والنخبوية، لا تلبي الدار سوى طلبات 25 ألف زبون في العام.

بريوني: توفر محلات «سيلفريدجز» Selfridges كل المقاسات إلى 62.

تقول ليزا كروكارد، مشترية قسم الأزياء الرجالية الرسمية في «سيلفريدجز» Selfridges، إن «زيغنا» هذا الموسم تقدم بدلات بتأثير معدني من دون أن يفقدها ذلك كلاسيكيتها الراقية. (سعر سترة بلايزر وحدها يقدر بـ1.435 جنيه إسترليني)

* «بيربيري» Burberry

* رغم أن عمرها يتعدى القرن بعقود، فإن هذه الدار البريطانية رسخت مكانتها في عالم التفصيل الرجالي في السنوات الأخيرة أكثر. وهي تخاطب الرجل الشاب تحديدا بتصاميمها التي تعانق الجسم وبنطلوناتها القصيرة نوعا ما وأكتافها العالية المحددة.

* يقدر سعر البدلة بـ1490 جنيها إسترلينيا

* «برادا» Prada

* أيضا تتميز بدلاتها الجاهزة بحرفية عالية، كما افتتحت قسما خاصا بالتفصيل على المقاس في عام 2003، توسع في السنوات الأخيرة، بدليل أن ما لا يقل عن 40 محلا من محلاتها العالمية توفر هذه الخدمة لزبائنها. ويمكن للزبون أن يضفي لمسته الشخصية على البدلة والقميص، واختياره تصميم البدلة، وبعض تفاصيلها، مثل اختياره من بين ست ياقات مختلفة وخمس حواشي أكمام وأزرار، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى مثل الجيوب أو الطيات وما شابه.

* «غوتشي» Gucci

* تتميز بدلاتها الجاهزة بتصاميم تعبر عن الأناقة الراقية والذوق الرفيع فيما يخص القصات والألوان. وهي تناسب الشباب من رجال الأعمال والأثرياء.

* يقدر سعر «توكسيدو» بأكثر من 2600 جنيه إسترليني

* «هيوغو بوس» Hugo Boss

* تجسد عملية الأسلوب الألماني، وتتميز بدلات الدار الجاهزة بالأكتاف القوية والواضحة التي تجعل السترة تبدو وكأنها مفصلة على الجسم.

* يقدر سعر البدلة بـ550 جنيها إسترلينيا حسب القماش والتصميم

* «جيورجي أرماني» Giorgio Armani

* ما من شك أنه من أهم المصممين في هذا المجال، فبدلاته تتميز بتفصيلها المتقن وخطوطها النظيفة والبسيطة. وإذا لم تكن متمرسا في عالم الموضة وتريد بدلة هادئة يكون تأثيرها مضمونا وجذابا، فربما يجب أن يكون «أرماني» هو وجهتك الأولى.

* يقدر سعر البدلة بـ875 جنيها إسترلينيا

* «رالف لورين» Ralph Lauren

* تقدم هذه الماركة أسلوب حياة متكاملا، أيا كان أسلوبك أو بغيتك. فللرجل وحده تقدم الدار أكثر من ثلاثة خطوط، منها «بولو»، و«بيربل لايبل» الذي يخاطب الرجل كثير الأسفار ويريد بدلات أنيقة وعملية، و«بلاك لايبل» الأكثر رسمية، لكن دائما بلمسة أميركية «سبور».

* يقدر سعر بدلة من خط «بلاك لايبل» بـ1330 جنيها إسترلينيا

* «بروكس براذرز» Brooks Brothers

* تقدم بدلات رائعة بأسعار معقولة مقارنة بباقي مصممي الأزياء. إذا كنت تبحث عن بدلة بلون أزرق نيلي تحديدا، فإن هذه الماركة هي بُغيتك، لأنها تتخصص في هذا اللون.

* يقدر سعر البدلة بـ1098 جنيها إسترلينيا

* «إيرمينلدو زيغنا»

* تتمتع بتاريخ طويل في هذا المجال، سواء فيما يتعلق بالبدلات الرسمية أو الـ«سبور». ورغم أنها أصبحت تتبع توجهات الموضة، فإنها أيضا تراعي أن لا ترتبط تصاميمها بزمن، باختيارها أنواعا مترفة من الأقمشة، لا سيما صوف المورينو الخفيف، التي يجري تنفيذها في معاملها بحرفية عالية. وهذا ليس غريبا لأن الدار بدأت في عام 1910 بصفتها شركة نسيج وأقمشة.

* يقدر سعر البدلة بـ1198 جنيها إسترلينيا.

* أبجديات يجب مراعاتها:

- صحيح أن عالم الرجل أصبح أكثر جرأة فيما يتعلق بالألوان، بدءا من الأحمر والبرتقالي والأصفر إلى الأخضر والأرجواني، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بمظهر جاد وأنيق، فيفضل أن تقتصر هذه الألوان على الإكسسوارات، فيما يجب أن يبقى لون البدلة هادئا وكلاسيكيا مثل الأزرق النيلي أو الرمادي بدرجاته والبني والكحلي.

- اختيار البدلة بقماش جيد أساسي، حتى يبدو التصميم أكثر جمال وترفا، مع مراعاة أن للشتاء أقمشته كما للصيف أقمشته، وإن كانت التقنيات المتطورة قد نجحت في جعل التويد والصوف في خفة الحرير. كما أن بعض محلات التفصيل في «سافيل رو» مثلا تتوفر على ما يقارب من 2000 نوع بطبعات مختلفة يمكن الاختيار منها. ومع ذلك، يبقى الحرير المخلوط بالصوف أو القطن هو الأكثر رواجا وعملية لأنه يناسب كل المواسم والفصول - بدلة بسترة غير مزدوجة بزر أو زرين هي الأكثر عصرية، كما أنها تناسب كل الأساليب والمقاسات.. بمعنى أنها تناسب الرجل القصير والرجل الطويل على حد سواء، عدا أنها تتمتع بروح شبابية أكثر من المزدوجة بصفين التي تتسم بشخصية أكثر رسمية.