أخيرا.. ستيفان رولان يطلق خطه الجاهز

أزياء تصرخ باسمه وقفاطين للمرأة الشرقية بمناسبة رمضان والعيد

TT

إذا كنت واحدة من الأغلبية التي تعشق تصاميم ستيفان رولان، وكنت إلى الأمس القريب، تتحسرين وأنت تتابعينها على منصات عروض الأزياء في موسم الـ«هوت كوتير» أو حين ترينها على ملكة أو أميرة أو سيدة مجتمع، لأنك تعرفين أنها ستبقى بالنسبة لك مجرد صورة مبهرة مرسومة في الخيال - فأبشري، لأن الحلم تحقق. فمن الآن، أصبح بإمكانك أن تحصلي على قطعة منه، إن لم تكن فستانا أو «توكسيدو»، فحقيبة يد أو سوار أو حزام أو قلادة. نعم، فبعد طول انتظار، أطلق سيتفان أخيرا خطا للأزياء الجاهزة ومجموعة إكسسوارات تصرخ باسمه، مما يعني أنها لن تكون بأسعار تخاطب الكل، لكنها ستستقطب شريحة جديدة من الزبونات العارفات. سيقول البعض إن الخط الجاهز ليس هو الـ«هوت كوتير»، لكن ثقي بأن كل قطعة هنا تحاكي الـ«هوت كوتير» رقة وجمالا وإبداعا.

يقول المصمم إن الفكرة راودته منذ فترة طويلة، لكنه لم يكن مستعدا لها لعدة أسباب، أهمها أسباب لوجيستية. فإنتاج خط جاهز يحتاج إلى معامل أكبر ويد عاملة محترفة كثيرة وما يترتب عن كل هذا من عمليات تسويق وافتتاح محلات وغيرها، فضلا عن أنه يتمتع بشخصية متطلبة تتطلع إلى أن يكون كل شيء متكاملا لا ينقصه شيء. لهذا استغرقت ولادة هذا الخط فترة طويلة من التفكير والترتيبات حتى يأتي بمستوى اسمه من جهة، وبمستوى توقعات المرأة من جهة ثانية.

ولأن علاقته بنساء الشرق الأوسط معروفة وقائمة على حب متبادل، فإن الخطوة الطبيعية بالنسبة له، كانت أن يفتتح أول محل له على الإطلاق في المنطقة، وتحديدا في أفنيو بأبراج الاتحاد في أبوظبي، على أن تليها محلات أخرى في دبي وفي عواصم أوروبية وأميركية قريبا. البشرى الأخرى، أن المصمم يعد زبوناته الشرقيات بأنه سيطرح لهن، على مدار العام، مجموعات محدودة تتوجه إليهن، إلى جانب التشكيلات الموسمية والرسمية. هذه المرة كان شهر رمضان الكريم، مناسبة مثالية لكي يقدم لهن مجموعة قفاطين تحمل بصماته وتلبي احتياجاتهن للأناقة والعملية في الوقت ذاته. فهي منسابة بأقمشة مترفة وألوان شهية، بأسلوبه الخاص الذي تنسدل من أكتاف بعضه «كابات» على طول الظهر، وتزين بعضه الآخر قطع معدنية على شكل إكسسوارات.

وإذا كانت هذه القفاطين تخاطب مناسبات خاصة، فإن خطه جاهز لكل المناسبات، فهو يضم بدلات مكونة من البنطلونات المتصلة بالصدر من حرير الجيرسي، والكابات غير المتماثلة، والفساتين المستقيمة القصيرة، والبدلات الرسمية أو «التكسيدو» فضلا عن فساتين سهرة. ولم ينس المصمم أن يزرع في كل منها لمسة من الفن الحديث أو الهندسة المعمارية، أو الخطوط الغرافيكية بأحجام لافتة.

ويعترف المصمم بأن الفن جزء من تركيبته الجينية ولا يمكن أن يستغني عنه. يقول: «تضم عائلتي من جهة والدي نحاتين وفنانين، كما أني كبرت في استوديو فني شهير كانت والدتي تعمل فيه، وكانت تضطر أن تصحبني معها وأنا صغير أحيانا. كنت أقف مبهورا فيه، فهو يعج بالفنانين والمصورين العالميين مثل ديفيد هاميلتون، وأعتقد أن هذه الفترة لعبت دورا مهما في حياتي، لأني فهمت فيها دور الإضاءة والتأثيرات التقنية. أعشق أيضا الفن المعاصر وفن المعمار، فأسلوب زها حديد، مثلا، يثيرني كثيرا، ولأني أفهم هذه الأشكال والتقنيات، فمن السهل علي ترجمتها في تصاميمي».

وبالفعل، لا تمر أي تشكيلة من دون أن يغرف من الفن المعاصر، ففي تشكيلته للموسم الماضي، على سبيل المثال، وبحكم أنه كان غارقا في التحضيرات لافتتاح محله بأبوظبي بما في ذلك الإشراف على ديكوراته، وجد نفسه يقترب كثيرا من أعمال الفنان الفرنسي ميشال ديفرن. وهو فنان معروف بمنحوتاته التي يجمع فيها بين الهندسة والفنون البصرية ويستعمل فيها خامات متنوعة مثل النحاس والحديد والألمنيوم والفسيفساء والقرميد، بأساليب مبتكرة. تجلى هذا التأثير في طيات على شكل بتلات ومزج المصمم حرير الغازار، أو الأورغنزا بالمعادن. لحسن الحظ أنه لم يخرج عن هذا الأسلوب في تشكيلته الجاهزة، فهي امتداد لخطه الراقي الـ«هوت كوتير»، خصوصا أن قلادة معدنية أو حزاما بإبزيم مبتكر أو سوارا عريضا بتصميم منحوت - يمكن أن يضفي على أي زي مهما كانت بساطته تلك اللمسة الهندسية التي يتسم بها أسلوبه عموما.

تجدر الإشارة إلى أن محله الواقع بالاتحاد بأبوظبي، يتألق بمواد مستلهمة من السبعينات على غرار الفولاذ والخشب والرخام، وهو من تصميم المهندس المعماري الفرنسي تييري لومير الذي يلتقي مع ستيفان رولان في الأسلوب. ورغم أن كل تفصيل في الديكور يضج بالفخامة والحداثة، فإنه يتمتع أيضا بأجواء مضيافة يعززها الضوء الدافئ.