أوشحة القطن للنهار والساتان والحرير للمساء والسهرة

استهدفوا الزبون العربي فاستقطبوا الغربي أيضا

TT

كانت - ولا تزال - تصاميم الأوشحة وطريقة تغطية الرأس بها تشغلان الكثير من دور الأزياء، ليس في العالم العربي وحده، بل أيضا في عواصم موضة عالمية كثيرة. فهي إكسسوار أنيق طالما تألقت فيه نساء من مثيلات الإمبراطورة السابقة فرح ديبا، وجاكلين كيندي، والنجمتان غريس كيلي وأودري هيبورن وغيرهن.

فمصممة الأزياء الأميركية كارين ووكر خصصت له مساحة لا يستهان بها، حيث أرسلت عارضاتها متشحات به في عرضها الأخير، بينما أصدرت المصممة العربية مروة حامد كتابا بعنوان «أحدث ربطات الحجاب»، يضم كل ما يهم المرأة حول هذا الموضوع، بدءا من اختيار الموديلات والأقمشة المصنوع منها، وصولا إلى كيفية ارتدائه بطرق حديثة. أما شاز قيصر الدين المحامية المتخصصة بمجال حقوق الإنسان والمقيمة بشيكاغو، فقد أطلقت مسابقة لتصميم طرحات الرأس من منطلق الموضة المحتشمة التي تعتمدها شريحة متزايدة من النساء الأميركيات.

وفي شهر رمضان، وبسبب تزامنه مع ارتفاع درجات الحرارة، طرحه معظم المصممين بأقمشة خفيفة مثل القطن لا يضاهيها خفة سوى ألوانها، حتى يضمن للمرأة الانتعاش. تقول فاطمة نور الدين: «أفضل الحجاب البسيط ذي اللون الهادئ لأنني أحب في هذا الشهر الفضيل أن أبدو بشكل يليق به، لهذا اشتريت مجموعة من الأوشحة الزهرية والزرقاء بألوان سادة».

أما نجاة عباس، فرأت أن الحجاب بحد ذاته يضفي رونقا خاصا على إطلالة المرأة بشكل عام، لهذا تمتنع عن أي تصاميم وأشكال معقدة وتكتفي بوضع قمطة قطنية وفوقها منديلا بلون السلمون مثلا وهذا يرضيها.

لكن هذا لا يعني أن الأوشحة المطبعة بالنقشات المتنوعة اختفت تماما، بل هي موجودة وتلقى رواجا في أسواق بيروت، كما في باقي الدول العربية، بدليل ما تطرحه كبريات بيوت الأزياء مثل «ديور»، و«لويس فويتون»، و«هرميس» وغيرها. تقول لينا، إحدى البائعات في محلات (حمدان) المتخصصة ببيع الحجاب في منطقة المشرفية (بيروت)، إن «على المرأة الابتعاد قدر الإمكان عن الأقمشة التي ترفع من حرارة الجسم أو التي تلتصق به، وتكون في الغالب مصنوعة من مواد رخيصة مثل (الفيسكوز) أو النايلون، مضيفة أن تزيينه بالبروشات وحبات الستراس والعقد اليدوية تشكل موضة رائجة جدا هذا الموسم بالنسبة لصغيرات السن».

ولأن لكل طريقة في وضع هذه الأوشحة على الرأس أربابها ومصمميها، فقد استحدث «عصام ولوران»، بأحد صالونات التزيين النسائي في بيروت ركنا خاصا لتعليم ربط الحجاب بطرق متعددة ومختلفة تجدد من إطلالة المرأة وتميزها عن غيرها.

وتقول منال، المسؤولة عن هذا القسم في الصالون، إن شكل الوجه، ما إذا كان طويلا أو بيضاويا أو مستديرا، يلعب الدور الأساسي في اختيار الشكل المناسب، مشيرة إلى أن ما يناسب المرأة الممتلئة ذات الوجه المدور مثلا لا يناسب النحيفة ذات الوجه الطويل. تشرح: «هناك الأشكال الهندية والخليجية واللبنانية والكويتية، وهي بالنسبة لها بمثابة تسريحة التي علي أن أزين بها رأس الزبونة قبل أن تخرج من الصالون». وتضيف: «منها التي تبرز معالم الوجه بوضوح، وتلك المؤلفة من مزيج من الألوان، مما يعطي انطباعا بأنها مكونة من أكثر من وشاح، بينما هي في الواقع مجرد إيشارب طويل يلف الرأس من الخلف إلى الأمام ويتم عقده بطريقة تجعله يصلح للتسوق في النهار إذا كان بسيطا وللسهر إذا كان لماعا».

وتعلق منال التي تعمل في مجال تسريح الشعر منذ سبع سنوات، أنها تستعمل السلاسل واللؤلؤ والورد الطبيعي وغيرها في أكثر من 20 شكلا للحجاب حتى يتميز كل شكل عن الآخر. أما أكثر الألوان رواجا لهذا الموسم، فهي الفاتحة بدرجات البحر والشمس، مثل الأزرق السماوي والزمردي، بينما ترتكز القاعدة الأساسية لإتقان الإطلالة، على قمطة قطنية توضع على الرأس أولا، تحت أي منديل، أيا كان قماشه أو لونه، حتى لا ينزلق ويتسبب لها في الإحراج.

وتشير إلى أن حجاب اليوم يتطور بشكل كبير عن الماضي. فبعدما كان بسيطا يلف الرأس كاملا بواسطة وشاح واحد، صار اليوم يتألف من عدة أوشحة، تصل أحيانا إلى أربعة أو خمسة توضع حسب تدرج ألوانها وبخفة لا تزعج الأذنين أو تمنع عنها السمع.