مستحضرات الوقاية من الشمس.. لعبة الأرقام

نسبتها تحدد سلامتك

TT

يحل الصيف حاملا معه وعودا شتى بالدفء والانطلاق. فهو يعني أننا سنحصل على جرعة قوية من أشعة شمس تخترق العظام وتضخها بفيتامين «دي»، وتتغلغل في البشرة فتكسبها لونا برونزيا ساحرا. بيد أن هناك أصواتا أخرى تتعالى محذرة من تأثيرات هذا السحر وأضرارها الكثيرة، من سرطان الجلد إلى ظهور علامات التقدم في السن قبل أوانها، وغيرها من المشاكل التي يمكن أن تنتج عن التعرض لها لفترات طويلة.

الحل حسب الخبراء هو مسألة أرقام إذا راعيتها راعتك على المدى البعيد. والمقصود هنا أرقام المرشحات المضادة لأشعة الشمس، التي تبدأ من 10 إلى 50 في أغلب الأحيان، والتي كلما كانت عالية زادت فاعليتها، على شرط التعامل معها كمستحضر تجميل ووقاية يومي وأساسي لا يمكن الاستغناء عنه أبدا.

ينصح الخبراء باستعمال هذه الكريمات بسخاء رغم أنها تأتي في عبوات صغيرة تشجع على استعمالها بحرص أقرب إلى البخل حتى تدوم أطول، مثل مستحضر «بروغريسيف أنتي إيدج سولير بعامل حماية 50» Carita’sProgressif Anti - Age Solaire SPF50 - من إنتاج شركة «كاريتا» الذي يأتي في حجم 50 مل فقط، أو «فايتال بروتيكشن بعامل حماية 50 أيضا، Vital Protection SPF50 من شركة «دارفين». هناك أيضا «بريسيجن يو في إسينشيال إس بي إف 50» (Precision UV Essentiel SPF50)، بسعر 34 جنيها إسترلينيا، ويأتي في عبوة صغيرة حجمها 30 مل فقط، وطبعا شركات التجميل المعروفة من «كلارينس» و«ديور» غيرها، مما يدفع بعض المشككين للقول: إن الارتقاء إلى عامل الحماية 50 ما هو إلا مؤامرة تسويقية لرفع الأسعار. أما المؤيدون فيعلقون أن استعمال هذه الفئة من الكريمات يقتصر على الوجه لهذا فإن هذه النظرية لا أساس لها من الصحة، بحكم أن باقي الجسم لا يحتاج سوى لكريم بمرشحات ما بين 25 و30 في أغلب الأحوال، وهذه تأتي في عبوات أكبر وبأسعار أقل.

ويتجاهل الخبراء هذه الصيحات ويشددون على ضرورة استخدام كريم بمرشحات عالية، لأن الكمية التي يضعها غالبية الناس، حسب رأيهم، أقل بنسبة الثلث مما يجب عليهم وضعها. ومن ثم، فإن «عامل الحماية من أشعة الشمس 50» إذا تم وضعه باقتصاد شديد، لن يحقق سوى مستوى الحماية الذي يحققه عامل الحماية 15 – فيما لن تحقق نفس الجرعة من عامل الحماية 15 سوى ما يحققه عامل الحماية 5.

وهذا ما يؤكده، نيك لو، وهو اختصاصي أمراض جلدية طرح مجموعة خاصة من منتجات العناية بالبشرة تحمل اسمه، كما ألف كتبا حول الموضوع، مشيرا إلى أن الطريقة المثالية والسهلة لضمان احترام المستهلك لتوجيهات الاستخدام، تتمثل في استعمال مقدار ملعقة صغيرة من الكريم لكل جزء من الجسم، على سبيل المثال، أسفل الذراع والرأس والوجه والرقبة وأعلى الظهر وأسفل الظهر، الخ. أو اتباع قاعدة «الإصبعين»، وذلك بوضع الكريم على طول إصبع السبابة والوسطى، وفرد الكمية على الجسم.

واللافت أنه رغم أن الجدل عن مدى جدوى صرف مبالغ كبيرة على كريمات بمرشحات عالية لا يزال محتدما، فإن المبيعات تشير إلى أنها بدأت تعطي نتائجها للشركات المنتجة، التي بدأت تجني ثمار أبحاثها وحملاتها الترويجية. فهي تجذب المستهلك حاليا، أيا كان سعرها، لا سيما أنها تستعمل عنصر جذب لا يمكن أن يقاوم، ألا وهو مكافحة علامات تقدم العمر وإبعاد التجاعيد، وعنصر تخويف لا يمكن تجاهله، هو سرطان الجلد.