كارلا بروني ساركوزي: «تحكي قطعة المجوهرات دائما قصة شخصية وأنا أحب أن يكون للأشياء قصة»

أقراط أذن وكأنها عناقيد عنب
TT

* ما علاقتك الشخصية مع المجوهرات؟

- بالنسبة لي، لا تشبه قطعة المجوهرات أي قطعة أخرى، فهي أكثر ألفة من أي شيء آخر. أليفة جسديا بالطبع، لأنها تزين الجسم وتستعمل مباشرة على البشرة، قريبا من نبضات القلب، مثل قطرة من العطر في تجويفة المعصم، خلف الأذن، أو عند قاعدة العنق. أليفة أيضا لكونها تتمتع بمعنى يتعداها، لأنها تنتمي إلى عالم المشاعر وتلمس الروح، فتعبر عن شغف، أو تشير إلى الحب، أو تحمل ذكرى، أو ترمز إلى معتقد، كما قد تختم ارتباطا، أو تمثل تكريما، أو تحمي من البلاء. ومن أبسط الخواتم إلى أكثر العقود تعقيدا، تحكي قطعة المجوهرات دائما قصة شخصية. هذه فكرة تروق لي، فأنا أحب أن يكون للأشياء قصة.

* ماذا تمثله «بولغاري» بالنسبة إليك؟

- هي رمز الشغف وذلك الابتهاج الروماني الحي والنابض، المفعم بالألوان. أذكر حجارة سوار من السبعينات كانت عمتي ترتديه عندما كنت طفلة. كنت أحب هذا السوار كثيرا، بفرحته ووهمه، وكنت أحلم باقتناء مثله يوما ما. قيل لي حينها إنه آت من إيطاليا إلى باريس، مثلي أنا، ولعل هذا هو أحد الأسباب الذي جعلتني أحبه أكثر. واكتشفت لاحقا أنه كان من تصميم «بولغاري».. هل هي الصدفة أم هذا السوار الذي جمعنا؟ لا أعرف.

* لـ«بولغاري» عدة وجوه، أيها يثير فضولك؟

- كما قلت، أنا أعشق الأشياء التي تحكي قصصا، وهناك قصص كثيرة تحكيها الدار منذ نشأتها. فمجرد اسمها يذكرنا فورا بمدينة روما، وعيشها الهنيء «لا دولتشي فيتا»، والعصر الذهبي لاستوديوهات شينشيتا. نحلم بقصة الحب الشهيرة والعاصفة التي ربطت بين ليز تايلور وريتشارد بورتون، نتخيل أنفسنا من أبطال فيسكونتي، نرى أنيتا إيكبرغ تركض عارية القدمين عبر الشوارع الضيقة هربا من المصورين الصحافيين، يخال إلينا أننا على التوالي مونيكا، سيلفانا، أو صوفيا، ونركض ضاحكين على سلالم ساحة بيازا دي سبانيا. هذه هي الوجوه التي تثير فضولي واهتمامي، إضافة إلى شغف صانع المجوهرات الذي ينقل فنه لتلميذه من جيل إلى آخر. تماما مثل سوتيريو بولغاري، اليوناني الذي وصل إلى روما في نهاية القرن التاسع عشر ونقل مهاراته إلى أبنائه، وهذا الجانب مهم جدا بالنسبة لي لأنني أعرف قيمته والمخاطر التي تهدده في حال لم توجد بيوت مسؤولة مثل «بولغاري» للحفاظ على الحرفية والجودة.

* ماذا تقصدين بهذه المسؤولية؟

- بصفتي عارضة، تسنى لي العمل مع أهم بيوت الأزياء والمجوهرات الراقية، مما جعلني أقدر الفنون الحرفية المختلفة وأكن تقديرا كبيرا للحرفيين وتلامذتهم وللأنامل الناعمة، أي الخياطات اللاتي من دونهن لا تكتمل القطعة. كل هؤلاء يساهمون في ابتكار قطع فريدة واستثنائية، ولسوء الحظ، إن بعض هذه الحرف يختفي بالتدريج، وبغياب الحرفيين تنتهي القصة ويتلاشى السحر.

لكن بفضل شركات كبيرة ومهمة، تتم المحافظة على هذه المهارات وإحياء تقاليدها. يكفي أن تنظر إلى رقة جوهرة من جواهر «بولغاري» لكي تدرك أن الحرف في هذه الحالة هي شكل فني بكل معنى الكلمة. فكلها غنية تعبق بالنقاء والرقة.

* ماذا كان شعورك عندما طلب منك أن تكوني الوجه الذي يمثلها؟

- شعرت بالفخر والسعادة، فأنا أشعر بأن هناك علاقة بيني وبين قصتهـــا الرومانسية وروحها الإيطالية المفعمة بالحياة والفرح.

* لا تقتصر مجموعة «ديفا» (Diva) على المجوهرات، بل تشمل أيضا حقائب يد، يمكن القول إنها لا تقل فخامة وأناقة بأشكالها المستديرة التي كانت رائجة في الخمسينات وتفاصيلها الفخمة. وتأتي هذه المجموعة بجلد التمساح وبدرجات لونية تشمل الأزرق الياقوتي والأخضر الزمردي والشاي الوردي والزهري التوتي والأخضر، بينما تلتف الأفعى حول الطرف الأعلى منها مجسدة جوهرة بحد ذاتها، بقفل يختفي تحت رأسها. بالإضافة إلى التقنية الدقيقة التي استعملت لصياغة هذا الرأس، باستعمال تقنية «القولبة بالشمع المتبدد»، وهي تقنية قديمة لا تزال الدار تستخدمها لابتكار المجوهرات الراقية، فإن عملية المعالجة بالعقيق التي يخضع لها جلد التمساح أيضا خاصة ودقيقة تجعل ملمسه ناعما وساطعا، تماما كالأحجار الكريمة. أما ما خفي فأجل، إذ تتميز البطانة بألوان فاتحة ومتباينة، في حين يتضمن جيب صغير مرآة مع مسكة من الجلد، وكأنها تذكر أنها موجهة لـ«ديفا» مشهورة لا تقبل بأوساط الحلول.