بين باريس وجنيف

تضارب التوقيت يسبب بلبلة في أجندة عشاق المنتجات المترفة

من عرض «رالف آند روسو» - من عرض «ديور» - سوزان ساراندون في حفل آي دبليو سي (IWC) - لويس هاملتون والعارضة كارولينا كوركوفا في حفل آي دبليو سي (IWC) - الممثل إيوان ماكريغر في حفل آي دبليو سي (IWC)
TT

كانت جنيف مسرحا لعدة فعاليات في الأسبوع الماضي، من مؤتمر «جنيف2» ومنتدى دافوس، إلى معرض جنيف للساعات الفاخرة، مما تسبب في الكثير من الازدحام ليس في المطار وحده، بل أيضا الفنادق. وإذا كان كل من مؤتمر «جنيف2» ومنتدى دافوس مصيريين بالنسبة للبعض، مع اختلاف أهدافهما وحضورهما، فإن المعرض السنوي للساعات الفاخرة، أيضا مصيري لفئة معينة لا تريد أن يفوتها أي من الإبداعات الفنية والتقنية التي يطرحها الخبراء والحرفيون. بالنسبة لهذه الفئة لم يكن تضارب التوقيت مع فعاليات سياسية أو اقتصادية هو المشكلة، بل تضارب المعرض مع موسم الـ«هوت كوتير» الباريسي. مشكلة بدأت تطرح نفسها منذ العام الماضي، وتسبب حيرة وإزعاجا للبعض ممن تعودوا حضور الاثنين. المسؤولون على معرض الساعات قالوا إن الجدل عاصفة في فنجان، وإن هذا التضارب لا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم. فالمعرض يجذب هواة اقتناء الساعات والوكلاء والموزعين، إضافة إلى وسائل الإعلام المتخصصة، بينما يجذب أسبوع الـ«هوت كوتير» الباريسي الزبائن في المقام الأول إلى جانب المصورين الباحثين عن صور دسمة ومثيرة. بعبارة أخرى، فإن بيوت الأزياء الباريسية تعتمد على وفاء زبائنها، ولا تحتاج إلى وجود وكلاء وموزعين أو مشترين ومشتريات من محلات كبيرة. فكل قطعة يقدمها المصممون فريدة من نوعها، وستفصل بعض العروض على مقاس الزبونة التي وقع اختيارها عليها، وبالتالي لن تعرض أبدا للبيع في المحلات. على العكس من معرض جنيف الذي يعتمد على الموزعين والوكلاء والهواة. وأضافوا أنهم محكومون بتوفر «باليكسبو» المكان الذي يحتضنه المعرض وضرورة تنظيمه قبل حلول رأس السنة الصينية لضمان حضور الزبون الآسيوي.

من جهتهم، يؤكد القائمون على أسبوع باريس للأزياء الراقية أن هذا التزامن لا يؤثر على أسبوعهم، ويرفضون الاعتراف بتأثيره على يومه الأخير على الأقل. اليوم الذي خصصته الفيدرالية الفرنسية منذ بضع سنوات للجواهر حتى تعوض عن تقلص أسبوع الأزياء من ستة أيام إلى ثلاثة أيام، بسبب غياب أسماء كبيرة إما لتقاعدهم أو وفاتهم. حينها بارك الكل الخطوة، ولا يزالون يعدونها مهمة لتنشيط حركة البيع والشراء على أساس أن الأسبوع قائم على كل ما هو مترف والجواهر. فوجود زبونات مهمات ومقتدرات خلال الأسبوع يخدم صاغة «بلاس فاندوم» ويمنحهم فرصة لعرض إبداعاتهم أمامهن. فالأزياء، مهما كانت راقية أحيانا، تحتاج لجواهر تكملها وتزيدها فخامة وبريقا.

ديدييه غرامباش، رئيس الفيدرالية الفرنسية للموضة، دافع عن موقفه قائلا إن برنامج باريس للجواهر مرن وليس موسميا مثل الموضة، لهذا فإن غياب بعض بيوت الجواهر وهجرتهم إلى جنيف هذه المرة لن يؤثر كثيرا على مستقبله. وأنكر أن يتأثر موسم شهر يناير (كانون الثاني) تحديدا بغياب أسماء كبيرة مثل «فان كليف آند أربلز» أو «كارتييه» لأن هناك بيوت جواهر أخرى فيه مثل «بوشرون»، «شانيل» و«ديور». ويعلق بعض الفرنسيين إلى أن لكل عاصمة شخصيتها، فباريس موجهة للنساء وجنيف للرجال، وبالتالي ليس هناك تضارب كبير. وبين هذا الشد والجذب وكل التبريرات يبقى الخاسر الأكبر هو الزبون الذي عليه أن يختار بين العاصمتين، وإلى حد ما، باريس التي شهدت هجرة بعض الحضور، بمن فيهم نجوم من العيار الثقيل إلى جنيف لحضور حفلات جانبية تنظمها بعض شركات الساعات المشاركة في المعرض، وتستقطب لها مشاهير أصبحوا أصدقاء الماركة أو سفراء لها، مثل الحفل الذي أقامته شركة «آي دبليو سي شافهاوزن». فقد شهد باقة من النجوم الكبار مثل سوزان ساراندون، إيوان ماكريغر، كيفن سبايسي، ميلاني لوران، لوي فيغو، لويس هاملتون، وهلم جرا من الأسماء اللامعة الأخرى، التي يبدو أنها تعشق الساعات أكثر.