الدانتيل يعود إلى الواجهة بعد أن تخلص من صورته المغرقة في الرومانسية

أضفت إليه.. التصاميم العصرية حيوية مطلوبة

بيربيري برورسم - إيلي صعب - بيربيري برورسم
TT

يشهد الدانتيل إقبالا كبيرا منذ بضع سنوات؛ فبعدما كان يستعمل على مساحات صغيرة من الفساتين أو القمصان لإضفاء لمسة أنثوية عليها، يغطي الآن فساتين بأكملها، وحتى معاطف وأحذية. بعبارة أخرى لم يعد حكرا على مدرسة تصميم واحدة تميل إلى الرومانسية فحسب بعد أن أصبح الكثير من مصممي الأزياء في الغرب والشرق على حد سواء، لا يستغنون عنه.

يصنف الدانتيل في خانتين معروفتين: الأصلي ويصنع في أوروبا يدويا، ما يفسر غلاء سعره، لا سيما أنه يتكون من خامات مترفة. والمستنسخ، ويكون مصنوعا آليا بواسطة ماكينات، وغالبا ما يكون من النايلون وما شابه من أقمشة رخيصة مصدرها في الغالب بلاد الصين.

وكما هناك دانتيل فينيسيا (نسبة إلى مدينة البندقية الإيطالية) الذي جرى ابتكاره منذ منتصف القرن السادس عشر، هناك أيضا دانتيل بروكسل وهولندا وفرنسا، إضافة إلى الإنجليزي.

حاليا، يتفنن مصممو الأزياء في إبراز خيوط الدانتيل في أزيائهم، وستزيد مظهر المرأة أنوثة وخفة هذا الربيع والصيف 2014، من «بالانسياغا» و«دولتشي آند غابانا» إلى «جاست كافاللي» و«بي سي بي جي» وغيرها، مرورا بالمصمم إيلي صعب، الذي يعد هذا القماش جزءا من جينات داره وشخصيتها، وبالتالي تظهر في تصاميمه دائما، ولا يخرج الموسمان المقبلان عن هذه القاعدة المتبعة منذ بدايته لربيع وصيف 2014.

اعتمد هذا المصمم المبدع ألوانا مستوحاة من المجوهرات الكريمة وشبه الكريمة، مثل الزهري والأبيض والأخضر والأزرق، مشكلا لوحة فنية مثيرة للعين والحلم، سواء تلك التي اتسمت بتصاميم قصيرة أو تلك التي لامست الأرض. الجميل فيما قدمه إيلي صعب أنه وضع الدانتيل في قالب مختلف تغلب عليه رومانسية عصرية تناسب الزمن الحالي وزبونة اليوم التي لا تريد أن تظهر بإطلالة مغرقة في هذه الرومانسية إلى حد يغطي على كل شيء. وربما هذا ما أثار انتباه النجمات اللاتي ظهرن به في عدة مناسبات، وجذبن إليهن عدسات المصورين بصور إيجابية كانت في صالحهن.

وتعد النجمة مونيكا بيلوتشي واحدة من بين من اعتمدن الدانتيل في إطلالاتهن الرسمية، فكما في مهرجانات فينسيا أو تورونتو أو دوفيل أو كان، حرصت على أن تطل دائما بفساتين من الدانتيل، ما جعل وسائل الإعلام تقع في غرامها من جديد، وعالم الموضة يكتشف المزيد من الجماليات التي يتمتع بها هذا القماش.

هناك أيضا الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، وهلم جرا من النجمات الشابات.

يقول خبير الأزياء محمد رضا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن موضة الدانتيل عادت إلى الطليعة منذ نحو خمس سنوات واكتسبت أشكالا عصرية جديدة. فبالإضافة إلى الورود التي كانت هي التي يستوحي منها المصممون رسمات الدانتيل، بدأوا يعتمدون الأشكال الهندسية أيضا. وأضاف: «كان ارتداء الأزياء المصنوعة من الدانتيل في الماضي يقتصر على النساء المتقدمات في السن، وحتى هنا فهي كانت حكرا على المناسبات الرسمية، إلى أن حولها الإيطاليون إلى موضة رائجة للمساء والسهرة وكذلك لمناسبات النهار. فقد نجحوا في إضافة لمسة (سبور) عليها منحتها الكثير من الحيوية، بحيث أصبح بإمكان المرأة ارتداؤها مع بنطلون جينز أو شورت أو مع تنورة قصيرة».

ويرى محمد رضا أن المحلات التجارية توفر كل ما يخطر على البال من أزياء وإكسسوارات مصنوعة من الدانتيل، سواء تعلق الأمر بالحقائب أو بالأحذية وغيرها.

من حيث الألوان يقول محمد رضا إن «الأسود يحتل الصدارة إلى جانب الأبيض، لما يتمتع به من سحر، وإن كان الخوف منه هنا أن يبدو مثل فستان عروس. أما باقي الألوان كالأخضر والأزرق الليلي والبيج فهي أيضا مثيرة وأنيقة على شرط أن تكون بنوعية جيدة حتى لا تبدو رخيصة».

لكن ليس بالضروري أن تكون القطعة من مصمم معروف أو دار أزياء عالمية لضمان إطلالة موفقة، فبقليل من الخبرة في اختيار ما يناسب الجسم والمناسبة، يمكن أن يجنب الكثير من الأخطاء. والجميل في الأمر أن الدانتيل لم يبق نخبويا بعد أن طرحته متاجر مثل «زارا» و«توب شوب» و«مانغو» و«H&M» بأسعار مقبولة ونوعيات لا بأس بها لا سيما «زارا» و«توب شوب».