رومانسية واحتفال بالتصميمات المعمارية وبرامج للإغراء والجذب

لقطات من أسبوع الموضة في لندن

فستان رومانسي من مجموعة «جيني باكام»
TT

تحولت لندن الاسبوع الماضي إلى أهم مركز جذب للنجمات والأنيقات ووسائل الإعلام على حد سواء. وغني عن القول ان هذا هو المنى والطلب بالنسبة لعاصمة ذاقت مرارة التجاهل لسنوات، بحيث لم تكن تمر عليها أي شريحة من هؤلاء ولو مر الكرام، على اساس ان أجندتهم مزدحمة. فما أن ينتهوا من حضور اسبوع نيويورك حتى يشدوا الرحال إلى ميلانو ثم باريس، الأمر الذي يجعلهم بعيدين عن بيوتهم وأسرهم حوالي شهر تقريبا، هذا عدا عن ان برامجهم، لا تشمل حضور العروض فحسب، بل تمتد إلى حضور الحفلات والأنشطة المشابهة لربط شبكة علاقات عمل أولا وأخيرا، رغم ما يتبادر لذهن البعض ان الأمر مجرد متعة وترفيه عن النفس. الحقيقة الأخرى، التي جعلت العاصمة البريطانية غير مغرية لهؤلاء، جهلها سابقا بفنون المغازلة أو أساليب الإغراء التي باتت تستعملها الآن بذكاء. فالمؤكد ان مصمميها ليسوا وحدهم من تعلم التوفيق بين الابتكار والاتجار، بل ايضا منظموها. فإلى جانب احتفالها باسبوع الموضة، أصبحت هناك عدة فعاليات يُتعمد ان تتزامن معه، حتى تضرب عدة عصافير بحجر واحد. فهناك، مثلا، حفلة الافتتاح التي حضرتها كل من سارة براون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني، والرئيس التنفيذي للأسبوع، ستيوارت روز وخليفته رجل الاعمال وصاحب محلات «يايغر» هارولد تيلمان، كما افتتح محل المصممة لارا بوهينك في أجواء احتفالية لم يضاهيها فيها سوى حفل إفطار صباحي لـ«إيستيتكا»، القسم المخصص في المعرض المجاور لخيمة عروض الأزياء، لكل ما هو مصنوع من خامات عضوية، أو تم تدويرها وإعادة استعمالها. وأيضا كعادتها منذ بضعة مواسم، اقامت دار «بيربيري» البريطانية حفلا، هذه المرة، خاصا بمعرض مجلة «فانيتي فير» للبورتريهات، الذي تعرض فيه أهم الصور التي نشرت ما بين عامي 1913 إلى اليوم، وكأن «بيربيري» بهذه المساهمة تريد التكفير عن عدم مشاركتها في اسبوع لندن وتفضيلها العرض في ميلانو. في هذا الاسبوع ايضا اصدرت المصممة فيفيان ويستوود كتابها «أوبوس»، مع العلم انها لأول مرة منذ تسع سنوات تشارك في اسبوع لندن من خلال خطها للملابس الجاهزة «ريد»، ويمكن القول ان فضلا كبيرا في اكتسابه بريقه واهميته هذا الموسم يعود إليها، هذا عدا عن حفلات اخرى مترامية في كل انحاء العاصمة نظمها مصممون، مثل جوناثان سوندرز، ودار مالبوري لإطلاق كتاب «ذي مينينغ أوف سانغلاسز» (معنى النظارات الشمسية) لهادلي فريمان وغيرها. لكن الحدث الأكثر بريقا، فكان بلا شك، حفل توزيع جوائز الاناقة (ستايل) الذي نظمته مجلة «إيل» يوم الثلاثاء الماضي، وحضرته باقة من النجمات والنجوم، على رأسهم كيت هادسون، التي تألقت في فستان طويل بلون الكريم من تصميم الأميركي ديريك لام، ومجوهرات تقدر بالملايين من فان كليف آند أربلز.

المغنية ليلي آلن، التي حضرت بعض عروض الأزياء من باب حبها للموضة من جهة، ومن باب تشجيع الموضة البريطانية من جهة ثانية، هي الأخرى حضرت الحفل بتسريحة شعر جديدة مستوحاة من الأربعينات، وفستان منقوش باللونين الليلكي والاخضر من «برادا». ولأنها تريد ان تشجع المصممين البريطانيين، ولم ترد ان تتهم بالازدواجية، فقد بررت اختيارها زيا من «برادا» الإيطالية، بقولها انها كانت تنوي ارتداء زي بتوقيع لويلا بارتلي، إلى ان فلت لسان بائعة في المحل، وقالت لها وهي تحاول تشجيعها على شرائه، بانه فستان رائع وأن كورين بايلي راي، ظهرت به في مناسبة في اليوم السابق وبدت فيه رائعة، الأمر الذي جعلها تغير رأيها بسرعة. الممثلة البريطانية اماندا هولدن، ايضا بدت متألقة في فستان مفتوح الظهر من ماركة «جيوفاني». اما التي سرقت الأضواء، فكانت الاسترالية كايلي مينوغ التي ظهرت بقصة شعر جديدة وفستان اخضر زيتوني من دولتشي آند غابانا. بالنسبة للنجمة كيرا نايتلي، فقد تكون الوحيدة التي ظهرت بفستان اسود. رغم أنه من «شانيل» إلا انها اخفته تحت معطف اسود لم تتخلص منه إلا في ما بعد، وكأنها في حالة حداد على عدم فوزها بجائزة البافتا عن فيلمها «أتونمانت» ولا ترشيحها لجائزة الأوسكار، وهي الجائزة التي كانت تتوقع الفوز بها، ويبدو ان ترشيح مجلة «إيل» لها كأحسن ممثلة لم يكن كافيا لأن يجعلها سعيدة ومبتسمة في وجه المصورين، الذين تجاهلتهم تماما عند وصولها. ناعومي كامبل، التي قدمت جائزة احسن مصمم بريطاني لجوناثان سوندرز، هي الأخرى حضرت المناسبة في فستان من تصميم الثنائي دولتشي آند غابانا ومعطف قصير جدا من عز الدين علايا.

* من الصعب تصور لندن من دون إثارة، وهذا الأسبوع لم تخيب آمالنا في وجبة دسمة، تمثلت بلا شك في اول مشاركة لملكة «البانكس» فيفيان ويستوود منذ تسع سنوات، والعودة الشرفية لكيت موس في عرضها، ومشاركة ناعومي كامبل في عرض «إيسا»، وأيضا في دخول محلات «يايغر» اقتداء بمحلات «توب شوب» من قبلها، مجال المنافسة العالمية بأول عرض لها على منصات لندن. لكن البطولة المطلقة هي الدعوى التي رفعها أبناء المصمم الراحل أوسي كلارك، بمجرد انتهاء عرضه على مؤسسة «كوورم أو سي ليمتيد»، الجهة التي اشترت اسمه وتعمل على إنعاش ماركته، مع العلم ان اوسي كلارك اشتهر في الستينات وبداية السبعينات وأصبح بالنسبة للعديد من المتابعين مجرد تاريخ يفتخرون به ومنجم يعودون إليه، إلى ان تقرر إنعاشه وإعادته إلى الواجهة كدار ازياء عالمية. وكانت الخطوة هي المشاركة في اسبوع لندن بعد عقود. حجة أبنائه ان مؤسسة «كوورم أو سي ليمتيد» استغلت الاسم بشكل غير قانوني. وقالوا، حسبما نشرته صحيفة «ذي غارديان» الأسبوع الماضي انهم يريدون استرجاع اسم والدهم لمنع أي استغلال غير متفق عليه. «كوورم أو سي ليمتيد» من جهتها، صرحت بانها كانت على اتصال دائم مع ابناء المصمم الراحل، ومع ممثليهم القانونيين وانها متأكدة من انها تملك كل الصلاحيات التي تخول لها استعمال الاسم. وهكذا انتهى اسبوع لندن ولم تنته اصداؤه.

الفائزون

* كيرا نايتلي: احسن ممثلة. جيمس ماكفوي: احسن ممثل. بيير هاردي: احسن مصمم اكسسوارات، «ذي فيلينغ» احسن فرقة موسيقية، كيت هادسون: ايقونة «إيل ستايل»، ريتشارد نيكول: جائزة المصمم الشاب، كايلي مينوغ: امرأة العام، جوناثان سوندرز: احسن مصمم بريطاني، لويلا بارتلي: احسن مصممة عالمية، وأخيرا وليس آخرا المصممة أنيا هيندمارش: جائزة الإنجاز المبهر. فنون وجنون.. ودعاوى قضائية

* اسبوع لندن هذا الموسم كان حافلا، ليس بالأزياء فحسب بل ايضا بالأحداث الساخنة. من ناحية الأزياء تألقت بتصميمات رجع فيها المصممون إلى الماضي لخلق الحاضر، وكانت النتيجة رومانسية إلى حد كبير، سواء في عروض باسو اند بروك، أماندا وايكلي، جيني باكام، إيسا وآخرين، بينما اكد غاريث بيو، ان فلسفة لندن الجديدة لم تؤثر عليه أو تروض جموحه، بدليل ما أتحفنا به من جنوح وشطحات ممتعة. في مجموعته الأخيرة كان هناك مزيج بين تأثير المحاربين القدامى مثل الساموراي، وبين فن العمارة، حيث جاءت بعض القطع وكأنها جزء من معبد باغودا، أو اسلوب معماريي ما بعد الحداثة مثل غيري. واللافت انه ليس الوحيد الذي كان مهتما بهذا الجانب. فمعماريون من أمثال زها حديد، فرانك غهري، غاودي ونورمان فوستر، كانوا حاضرين يوم الثلاثاء الماضي في عرض الثنائي باسو اند بروك لخريف وشتاء 2008. فالمصممان اللذان يعرف عنهما حب تجربة آخر التقنيات، استعملا صورا انطباعية وأخرى لمعالم مختلفة في تزيين إبداعاتهم، سواء تعلق الامر بالألوان او الأشكال الهندسية. ومن باب التأكيد على هذه الميزة، تلاعبت العارضات باشكالها ذات الطيات والتلافيف المختلفة ليظهروا اوجهها المتنوعة والمتحركة. بعض الاكمام ايضا جاءت على شكل لمبة تشبه كاتدرائية سانت باسل بموسكو، فيما حافظت التنورات والفساتين على اسلوب غيري بكشاكشها وطياتها العمودية. على العكس منهما تماما، ظلت المصممة بيتي جاكسون وفية لأسلوبها ولزبوناتها من خلال فساتين عصرية ومريحة بقصاتها المتسعة نوعا ما، وألوانها الفاتحة. بعد عرضها، علقت على تشكيلتها واسلوبها عموما بقولها انها «سهلة، رائعة وفي غاية الاناقة»، وربما كان هذا التوجه إلى المضمون هو السائد هذا الموسم على اغلب المصممين، الذين فضلوا التفصيل والاناقة المحسوبة على الجنون.