باقات الورود الصناعية لا ينقصها سوى الرائحة

أصبحت تنافس الطبيعية في جمالها وتفوقها عليها

باقات مبتكرة من الورود والأزهار الصناعية («الشرق الاوسط»)
TT

لا ينافس العطر في إدخال السعادة على نفوسنا سوى الورد. فعندما نتلقى باقة ورد كهدية، يغمرنا شعور جميل بالفرح والسعادة، ونحيطها بكل العناية اللازمة بدءا من اختيار المزهرية المناسبة، إٍلى الحرص على استبدال مائها كل يوم، حتى نستمتع بها مدة أطول. وكم نأسف عندما نرى تلك الباقة تذبل بعد اسبوع او اقل من ذلك.

لكن ماذا لو ان باقة الورد ظلت حية في بيتك الى ما لا نهاية؟ هذا الامر ممكن طبعا مع توفر الورود الصناعية، والحديث هنا ليس عن تلك الورود البلاستيكية الرخيصة التي توجد في كل مكان، والمعروفة بألوانها الفاقعة المنفرة، الأمر الذي جعلها ترتبط في الذهن بعدم الذوق ورخصه، بل المقصود تلك الباقات التي يخيل اليك انها طبيعية وحية، ولن تكتشف انها صناعية الا عند لمسها. فدرجة الاتقان التي تبدو عليها عالية جدا، اما طريقة التنسيق فتتم بحرفية كبيرة تجعلها انيقة ومرغوب فيها في احسن البيوت. لكن العنوان الوحيد الذي تعثر فيه على ورود بهذه المواصفات، فهو محلات «ايمليو روبا» التي تجد لها فروعا في الرباط و الدار البيضاء ومراكش، بالإضافة إلى مدن عالمية اخرى، فهي تجسد خبرة عمرها 25 عاما، استحق عنها روبا الايطالي الاصل لقب «نحات الورود».

يعرض المحل التجاري الموجود بمدخل احد الفنادق الراقية في الرباط تشكيلة متنوعة من باقات «الورود الوهمية» كما يطلق عليها. ففي هذا المحل وهو عبارة عن معرض دائم، تجد باقات الورود مختلفة كليا عن الشكل التقليدي المعتاد. فالمزهريات، مثلا، تأخذ اشكالا هندسية مبتكرة قد تجدها على شكل صحن مربع او دائري، او غصن شجرة، او حوض سمك كروي، مصنوعة من البورسلين او الزجاج الشفاف، الذي يسمح بإظهار غصون الورود المنقوعة في مادة لاصقة تعطي الانطباع بانها مياه حقيقية. وهذه المزهريات الشفافة هي الموضة الرائجة في الموسم الحالي.

ومعظم الباقات منسقة على الطريقة اليابانية المعروفة باسم «الايكبانا»، وتستخدم فيها زهور الاوركيد البيضاء الجميلة، او الاقحوان والياسمين.

يقول زهير الشرقي، المشرف على المحل: ان فن تنسيق الورود عرف تطورا كبيرا في السنوات الاخيرة، واصبح بدوره يساير خطوط الموضة العالمية،حيث الاتجاه نحو ابتكار اشكال هندسية جديدة للمزهريات تتميز بطابع عصري وحداثي. فالاشكال تميل نوعا ما الى الغرابة بدل تلك الاشكال الكلاسيكية التي ظلت سائدة لمدة طويلة.

وهذا التغيير الذي طرأ على فن تنسيق الورود ليس الا مواكبة للتطور الشامل الذي شمل فن الديكور بصفة عامة، من حيث اشكال الصالونات او الكراسي، او مصادر الاضاءة، التي اصبحت تتميز هي الأخرى بطابع عصري انسيابي وبسيط .

واوضح الشرقي ان المواد المستعملة في تصنيع هذا النوع من الورود والنباتات الخضراء، يغلب عليها الحرير والقطن، وهي خامات طبيعية تساعد على منحها ذلك الشكل القريب الى الطبيعة، سواء من حيث الملمس او الالوان.

ويتابع ان غالبية الزبائن يقبلون على شراء زهور الاوركيد البيضاء لان منظرها مريح للعين، ويعطي انطباعا بالصفاء والهدوء، هذا الى جانب انها تتلاءم مع جميع طرازات الديكور والوانه، كما تقدم هذه الورود هدايا في مختلف المناسبات، اما أثمانها فتتراوح ما بين 20 الى 3 آلاف دولار، حسب حجم المزهرية وشكل ونوع الورود او النباتات.

من جهتها، تقول سعاد يديني، منسقة الزهور الصناعية، انه قبل سنوات، كانت موضة الزهور المجففة هي السائدة، ولقيت اقبالا كبيرا لانها طبيعية في الاصل، وتظل على حالها مدة طويلة. وبما ان كل مجال يخضع للتطور والتغيير، لم تعد الورود المجففة رائجة، وتم استبدالها بالورود الصناعية، التي تشبه الى حد كبير الطبيعية في شكلها ولونها، وهي مختلفة عن الورود البلاستيكية التقليدية، بفضل إدخال مواد طبيعية مثل القطن والحرير عليها. اما تنسيقها، فيحتاج الى ذوق رفيع للحصول على باقات متجانسة في الشكل والالوان. فالعملية في رأيها، ليست غاية في السهولة كما يعتقد البعض، لأنها ليست مجرد تكديس لمجموعة من الورود في مزهرية. تقول: «انه عمل فني يحتاج الى لمسة ابداع للحصول على التناسق المطلوب».

وتنصح يديني بعدم تكديس باقات الزهور في كل زوايا البيت، حتى لا يتحول الى «حديقة مزيفة». فالمبالغة ونثر الباقات الكبيرة الحجم في كل مكان، يفقدها قيمتها مهما كانت غالية الثمن، ومن الافضل في رأيها وضع باقة واحدة بحجم متوسط في مكان بارز في الصالون، ثم اختيار اخرى بحجم صغير لوضعها في مدخل البيت على الكونسول، او فوق طاولة خشبية صغيرة.