نباتات الربيع بشذى الذكريات

بعضها لا يحتاج إلى جهد.. والآخر إلى الكثير من الحب

TT

مع اقتراب فصل الربيع، بدأت في تغيير تربة النباتات المنزلية مثل البوغونيا واوكساليس - وبدأت في اعداد شتل من النباتات الاخرى، مثل ابرة الراعي والايونيوم وكالانشويس.

وبعض تلك النباتات التي تمثل لي ذكريات خاصة، مثل ابرة الراعي ذات الزهرة الياقوتية اللامعة المميزة التي اهداها ابن عم لي لأمي قبل سنوات طويلة، او نبات الهويا الذي تلقته صديقتي، على شكل شتلة صغيرة من اعز اصدقائها، عندما غادرت بلدة بروفيدونس في رود ايلاند للاقامة معي في مزرعة بميرلاند. وهذا النبات من الفصيلة المعروفة باسم النباتات الهوائية لا تحتاج لشيء الا للشمس وهواء جيد، يتسلق حوائط جرن في مزرعتنا، وينتج المزيد من الفروع الجديد ترتفع الى 10 اقدام او اكثر.

الا ان معظم هذه النباتات تخص أمي، كاثلين، التي ماتت في أواخر شهر اغسطس الماضي، تاركة لي منزلا ريفيا وغرفة شمسية مليئة بالنباتات التقليدية وقطة عجوز اسمها ماتي لا تقبل التجاهل.

وفكرت وانا اتأمل عيون ماتي الزرقاء، ان النباتات المنزلية، التي تدخل حياتنا بلا طلب، هي مشابهة للقطط. فبينما الانتيكات والسجاد تجمع الاتربة، فإن النباتات والحيوانات في حاجة الى طعام وماء، ونوعية من الاهتمام الذي يقترب من الحب والتفاني، إذا لم تنتبه إلى الأمر. فما إن زاد النهار طولا حتى وجدت نفسي مسؤولة عن رعاية قط وعن غابة مزهرة في حاجة الى التقليم. ومما زاد الطين بلة ان نبات الهويا المفضلة لدي تتعرض لهجوم من دودة الدوالي.

اتصلت بباري ينغر وهو مستكشف نباتات، وصاحب شركة تبيع عبر البريد 40 نوعا من الهويا. وقال لي: ان المدخل لرعاية الهويا هو بذل المزيد من الجهد. استخدمي فرشاة اسنان او قطعا من القطع مغموسة في الكحول لتنظيف كل ورقة وفرع. ثم اتبعي ذلك على الفور برشها بزيت مخصص لنباتات الزينة، وهو ما سيؤدي الى خنق بيض دودة الدوالي التي تنتظر الفقس. وقال ينغر: «لا تقلقي بخصوص الزيت. فهو آمن للبشر».

ولأن بيض دودة الدوالي يفقس على مراحل، فعليك تكرار هذه العملية كل خمسة ايام. وقال:«طبقي ذلك بانتظام لفترة، ولن تجدي دودة دوالي بعد ذلك». واضاف: عندما يأتي فصل الصيف، علقي النباتات تحت شجرة، ورشيها بالمياه. وقبل انتهاء الاتصال، تبادلنا اطراف الحديث بخصوص تلك النباتات «العابرة»، فذكر ينغر «من اللطيف وجود صور ونباتات تربطك بالاجيال السابقة». وكان ينغر قد نشأ بمزرعة في بنسلفانيا، ويعيش في جرن بمزرعة كان والده يحلب فيها الابقار. وعندما تعرض الجرن والمشتل إلى حريق قبل سنوات، كان عليه اعادة تأسيسهما من جديد، والاحتفاظ بما هو مهم بالنسبة له.

قال:«فكرت في ذلك وانا اقلب قصرية مزدحمة بنبات الويز ووجدت 23 نبتة بين النبات الاصلي. وأعدت زراعة كل منها في قصارٍ صغيرة، في مزيج من المواد العضوية المتحللة بلا تربة». وبالنسبة لوكاليسر - هذا النبات الرقيق بزهرته البمبية - الذي كان مزدحما بالجذور، بحيث كان من الصعب عليّ اخراجه من القصاري، وقررت معاملته مثل النباتات المعمرة وتقطيعها بسكين حاد الى شتل صغيرة. وتبين لي انني قطعت الابصال التي لن تنمو مرة اخرى. واتصلت بشخص آخر هو كين سلودي، صاحب مزرعة اتلوك في سومرست في نيوجيرسي، الذي اشتريت منه بعض النباتات الجميلة عبر السنين، واعترفت له بخطئي.

ونصحني: «لديك العديد من الابصال الصغيرة، وقد قتلت كمية محدودة». ما كان يجب عليّ القيام به هو بذل مزيد من الجهد مثل ذلك الذي بذلته للتحكم في دودة الدوالي. وقال سلودي: «كان من الافضل أخذها من القصاري وتخليصها من التربة المحيطة بالابصال الصغيرة. واذا كانت متشابكة، يفضل قطع جذور النبات وادخال اصابعي، وسيبدأ النبات في الانفصال». وقال: اذا لم يحدث شيء يمكن اخذها للخارج ورشها بخرطوم المياه. كما نصحني بأن افصل التربة عن الجذور الصغيرة، واعادة زراعة ما بين 6 وثمانية ابصال صغيرة في القصاري التي يبلغ ارتفاعها 6 بوصات في مزيج التربة المسامية ومع حلول فصل الصيف، فإن هذه الابصال الصغيرة ستتحول الى اوكاليس جديدة. ونبات الاوكاليس دائم الاخضرار بأوراقه الحمراء الصدئة وزهوره الصفراء لا ينمو من الابصال. لذا يجب وضعه في قصارٍ أكبر وأعد نباتات جديدة من الشتل.

* خدمة «نيويورك تايمز»