المرايا.. قطع ديكور تحمل دلالات وحكايا

TT

بعض قطع الديكور الداخلي تظل حية في بيوتنا، لا نستغني عنها ولا نغيرها رغم اغراءات الموضة ومتغيراتها الموسمية ، لانها ببساطة لا تعوض. من بين هذه القطع المرايا التي تزين الجدران، والتي يمكن القول بأنها اكثر من مجرد قطعة ديكور جامد كونها ترقى الى مرتبة اللوحة الفنية الغنية بالدلالات، لذلك ومنذ ان اكتشف الانسان المرآة ارتبط بها، ونسجت بينهما علاقة ألفة وود. اما علاقة النساء بالمرآة فحكاية طويلة عنوانها الصداقة والحميمية.

وبسبب هذه الدلالات، تجاوزت المرايا قيمتها النفعية، ولم تعد مجرد أداة نطمئن من خلالها على اشكال وجوهنا واجسامنا قبل او نواجه العالم الخارجي، أو لتحسين حالتنا المزاجية صباحا ومساء، بل تحولت الى قطع ديكور جميلة لا يخلو منها أي بيت.

في البيوت المغربية، مثلا، لا يكتمل تجهيز الصالون التقليدي من دون وضع مرآة كبيرة الحجم تتوسط صالة استقبال الضيوف الرئيسية، وهي مرآة تتخذ شكلا دائريا او بيضاويا، ليس لها اطار محدد، بل تزخرف جوانبها بقطع صغيرة من المرايا على شكل ورود او اشكال هندسية، وكان وجود هذا النوع من المرآة، التي تسمى «مرآة الحائط»، دلالة الذوق الرفيع والمكانة الاجتماعية المتميزة للاسرة. وما زال هذا النوع من المرايا التقليدية يباع في محلات الانتيك لمن يهوى القطع التقليدية التي تحتفظ بقيمتها وجماليتها على مر السنين.

لم تستغن البيوت العصرية أيضا عن المرايا، الا انها اصبحت تتخذ اشكالا بسيطة تعتمد على انواع الاطارات الملائمة للاثاث. يقول عبد الخالق، وهو شاب يدير محلا تجاريا لصنع اطارات المرايا واللوحات الفنية في الرباط: ان المحل يضع رهن اشارة الزبائن تشكيلة متنوعة من الاطارات الخشبية، سواء للاستعمال اليومي، او لتعليقها على الحائط للزينة على الديكور العام.

وأكد ان الاطارات الخشبية تبقى رائجة جدا لأن الخشب يظل المادة الاساسية في صنع الاثاث، كونه لا يفقد قيمته مهما تبدلت الموضة. ويوضح ان المرايا الحائطية المخصصة للديكور تكون اطاراتها سميكة ومزخرفة، ويفضل ان تكون مطلية بلون ذهبي او فضي ينسجم مع لمعان المرآة، في حين ان الاطارات الرقيقة تصلح للمرايا المصاحبة للكونسول او الصوان. الا ان الاطارات المصنوعة من الخشب ليست وحدها الرائجة، كما قال، فهناك من يفضل الاطارات الحديدية التي تتلاءم مع الديكور العصري والتقليدي معا.

وفي محلات بيع منتوجات الصناعة التقليدية نجد المرايا ذات الاطار المصنوع من النحاس المزخرف، بأحجام مختلفة، يقبل على شرائها السياح الاجانب كما المغاربة، وتتميز بكونها من قطع الديكور التقليدية الجميلة التي تتجانس بشكل رائع مع الاثاث المنزلي ذي الطابع الاندلسي، كما نجده في دور الضيافة و«رياضات» المدن العتيقة مثل مراكش وفاس وسلا والرباط.

وفي الماضي كانت العروس المغربية، تتباهى بحجم المرآة النحاسية في بيتها لانها كانت تعد شيئا ثمينا، يوفره العريس لها كعربون محبة واهتمام. ورغم ان هذه العادة اختفت تقريبا، إلا ان أهمية المرآة لم تقل، وهذا ما يؤكده خبراء الديكور بقولهم ان للمرايا ميزة اخرى هي انها تعطي الانطباع بأن المكان أوسع مما هو عليه، وبالتالي تعد حلا مثاليا من وجهة نظرهم في الشقق أو الغرف الضيقة. وبما ان كل قطعة ديكور لا قيمة لها إذا لم توضع في المكان المناسب، فنفس الشيء ينطبق على المرايا، بمعنى ان ملاءمتها مع الاثاث امر ضروري، إلى جانب اختيار الاحجام المناسبة لمساحة الجدار التي ستعلق عليه. ببساطة:

1 - يجب تجنب وضع مرآة صغيرة الحجم في وسط مساحة واسعة من الجدار، والعكس صحيح. 2 - عدم تعليقها في مكان عال جدا، بل يستحب وضعها في الوسط مثل ما نفعل مع اللوحات الفنية. 3 - الأهم من كل ذلك، العناية بها، حتى تحافظ على لمعانها وبريقها كلما انعكس عليها الضوء، وان لا تترك عليها بصمات الأيادي، لأن من شأن ذلك ان يعطي انطباعا للآخرين بالاهمال وعدم الاكتراث بالنظافة والترتيب.