«غولد».. إسم على مسمى

مطعم المصممين «دولتشي آند غابانا».. متعة للعين قبل المعدة

TT

قد تكون ميلانو عاصمة الموضة الإيطالية بلا منازع، لكن لم يعد كبار مصمميها يركزون على ابتكار أجمل الفساتين والاكسسوارات فحسب، بل وجهوا موهبتهم في العقد الأخير لمخاطبة الزبائن عن طريق المعدة، بافتتاح مطاعم تزخر بما لذ وطاب، إلى جانب الفنادق الفاخرة ذات الديكورات الفخمة واللافتة. وهكذا تحولت ميلانو على ايديهم إلى عاصمة للحياة المترفة بكل اشكالها. وقد شهدت ميلانو هذه الحركة المثيرة منذ فترة على يد مصممين من أمثال أرماني، بولغاري، روبرتو كافالي، تروساردي والثنائي دولتشي أند غابانا. مصممون افتتحوا مطاعم راقية تليق بأسمائهم، كل واحد منهم طعمها باسلوبه الخاص. من هذه المطاعم، التي تستحق زيارتها، إن لم يكن بقصد تغذية البطن، فلإشباع العين والتمتع بألوان الذهب، مطعم غولد Gold لصاحبيه المصممين دومينيكو دولتشي المولود قرب باليرمو عاصمة جزيرة صقلية في أقصى الجنوب، وستيفانو غابانا من مقاطعة لومبارديا، أغنى منطقة في ايطاليا والمولود في عاصمتها ميلانو. ديكور المطعم الذي افتتح في اواخر 2006 تحفة في فن الديكور الداخلي، حيث يغلب عليه ـ كما يبدو من الاسم ـ اللون الذهبي. يتكون المطعم، الواقع في ساحة النهضة Risorgemento، من ثلاثة أقسام، اذ بامكانك أن تتناول فيه قهوتك الصباحية مع الفطائر الهلالية منذ الساعة الثامنة صباحا، ثم تتناول طعام الغداء في «البيسترو» الصغير على الطريقة الفرنسية وتتعشى في المطعم الفخم في الطابق الثاني في أجواء رومانسية، على انغام الموسيقى. ويبقى هذا الأخير مفتوحا حتى الساعة الثانية صباحا. اللافت في هذا المطعم، التحفة، أنك أينما تحركت ترى أغلى المعادن، فهي تغطي كل المكان، الجدران، السقف والطاولات، بل وحتى أدوات الأكل. لكن الجميل ان مقولة «إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده» لا تنطبق هنا، إلا إذا كانت لديك حساسية تجاه الذهب. فالأسلوب مبتكر، لا علاقة له بحديثي النعمة كما قد يتبادر إلى الذهن، بل يعكس أسلوب الثنائي المميز بجرأته التي تميل بعض الشيء للاستعراض. البراعة تكمن في مزج الذهب مع الكريستال أو البلور الصافي الشفاف في المرايا والزجاج و«البيكسيغلاس» المصنوع من البلاستيك الخفيف الشفاف، والفضة والرخام والجلد الأبيض الضارب الى الصفرة والفولاذ الصلب الذي لا يصدأ. أما الأشكال المعاصرة فمتنوعة وتجعل الذهب أكثر من معدن ثمين لا يتعرض للصدأ، وفي جزيرة صقلية مسقط رأس دولتشي يعتبر أهم هدية يمكن تقديمها. طاولات المطعم لها قاعدة خشبية من دون أرجل ومغطاة بمرآة تمكنك من رؤية وجهك، بانعكاسات أشكال الأشجار من خارج المطعم. أما الكراسي فمصنوعة من الفولاذ الصلب والجلد من دون قاعدة تثبتها على الأرض مما يسمح للجالس بهزها حين يرغب لاستكمال راحته. كما ان كراسي المطعم الرئيسي المماثلة، مغطاة في الخلف بسلاسل صغيرة الحجم من معدن يوحي وكأنها سلاسل من اللؤلؤ. أما النوافذ فعلى شكل ستائر متحركة بألوان ذهبية وفضية وحين ينفتح جزء منها ترى انعكاس ألوان قوس قزح التي يعكسها الكريستال والزجاج. باب المدخل ايضا مصنوع من الفولاذ الصلب، وفيما تتميز أرضية «البيسترو» من أنها مصنوعة من الخشب، فإن أرض المطعم الرئيسي تتميز بأفخر أنواع الرخام الايطالي من منطقة كارارا المعروفة. ولأنه يجب إشباع العين والبطن، فإن اللون الذهبي يتوفر حتى في بعض أنواع الحلويات، التي يحضرها الشيف الفرنسي يوميا، أو ملفوفة بورق الذهب الذي يمكن تناوله من دون اضرار صحية. عندما سألت عن سبب التركيز على اللون الذهبي؟ جاءني الجواب أن «الذهب هو لون الشمس الايجابي الذي يمكنك من الاستمتاع بالحياة الحلوة (دولتشي فيتا بالايطالية) والترف في جو يخاطب كافة الحواس».

صحيح انك لن تتمتع في المطعم بعروض للأزياء النسائية أو الرجالية أو ترى الاكسسوارات، التي تحمل اسمي صاحبي المكان، لكن قد يسعفك الحظ وتقابلهما وجها لوجه، خلال إحدى زياراتك إلى المطعم، حيث يداومان على العشاء فيه مع عائلاتهما بشكل منتظم. ويبدو أن نجاح الفكرة أغراهما بفتح فروع للمطعم في لندن ونيويورك كمثال على الذوق الايطالي في التصميم والديكور الحديث.