التونسية التي يحبها الإيطاليون

عفاف جنيفن.. من عروض الأزياء إلى تقديم البرامج السياسية ودعايات الجمال والتجميل

TT

حين يفتتح مهرجان كان للسينما هذه الأيام ( 14 ـ25 مايو/ أيار) ستكون عارضة الأزياء التونسية الشهيرة عفاف جنيفن احدى نجومه، لا لأنها دخلت مجال التمثيل، بل لأنها سفيرة الجمال لشركة لوريال الفرنسية لترويج مستحضرها الجديد للشعر المجعد.

تعتبر عفاف من أشهر الشخصيات في ايطاليا، فهي تتحدث الايطالية بطلاقة وتقدم البرامج التلفزيونية، كما ان تصريحاتها السياسية دفاعا عن العرب تتصدر الصحف الايطالية الكبيرة. عفاف ايضا زوجة أحد أثرياء ايطاليا، ماركو ترونكيتي بروفيرا، المالك الرئيسي لشركة بيريللي لاطارات السيارات المنافسة لشركة ميشلان الفرنسية، ولها منه طفل، وتقيم في أحد أرقى أحياء ميلانو في شارع مونته نابوليون، مركز الموضة والاناقة. وتعلق عفاف انها تحب مدينة ميلانو لأسباب عاطفية، فزوجها ابن المدينة وقد تعودت عليها بعد اقامة طويلة في باريس، عدا ان ميلانو ستكون عاصمة التصميم والهندسة المعمارية استعدادا للمعرض الدولي عام 2015. ويعتبر مصممون من أمثال جورجيو أرماني وروبرتو كافالي من أصدقائها، وإن كانت المنافسة بين الاثنين حامية على كسب ودها حتى تظهر في إبداعاتهما، وهذا ما ستفعله خلال مهرجان «كان»، لكن بطريقة ديبلوماسية، فهي كما تقول:«أحب الأزياء الايطالية والفرنسية على حد سواء، والاختيار صعب بين أجدر المصممين الايطاليين، لأنني أحبهم جميعا وسأظهر في كان بلباس مختلف كل ليلة».

وتعتقد عفاف ان المصممين الجدد يفتقدون للخيال الواسع، فهم يبدلون الألوان كل عام لكن مهما بدلوا فعدد الألوان محدود والمهم هو الإبداع وما تسميه «الفنتازيا». الذوق الرفيع في اختيار الملابس هو الذي أجبر الايطاليين على التصريح بإعجابهم بأناقة عفاف، رغم أنهم من أصعب الشعوب ارضاء في هذا المجال لأنهم يهتمون بالذوق والجمال والانسجام الفني أكثر من غيرهم من الشعوب، كما أنهم متحيزون لأبناء بلدهم.

أما بالنسبة لنشاط عفاف في عالم الدعاية، فهو لا يقتصر على شامبو الشعر المجعد فحسب، فبحكم عملها كعارضة أزياء سابقا، قامت بالدعاية لعلامة الشوكولاته الهولندية «دروست»، كما مثلت دار المجوهرات الفرنسية الفخمة «شوبار»، وحين سألتها مداعبا:«هل دفعوا لك قسما من أتعابك بالمجوهرات أو الماس»؟ أجابت بسرعة وهي تضحك «الحمد لله أنه بمقدور زوجي أن يشتري لي المجوهرات من أمواله الخاصة».

ومعروف عن عفاف صراحتها التي تعكسها آراؤها السياسية، التي تلقى اذنا صاغية في إيطاليا، خصوصا أنها تعرضها بأسلوب لبق ولغة يفهمها الايطاليون. ولا عجب في ذلك، فوالدها عمل في السلك الديبلوماسي التونسي ورافقته في صغرها الى لبنان والسعودية ومصر والامارات ودول عديدة، واكتسبت منه الخبرة في تحليل القضايا والتأثير في الناس، فقد ظهرت منذ سنوات على التلفزيون الايطالي، تتحدى رئيس مجلس الشيوخ، كما أن تعقيبها الأخير على التصريحات المثيرة للجدل للصحافي المصري مجدي علام الذي اعتنق المسيحية، أفسحت لها الصفحات الأولى في الصحف الايطالية. وعندما يجتمع الجمال والذكاء، فلا شيء مستحيلا، وبالتالي ليس ببعيد ان تجذب عفاف انتباه رئيس لجنة التحكيم، الممثل والمخرج الاميركي شون بين، أو أي من أعضاء اللجنة مثل الكاتبة الإيرانية مرجان ساترابي أو الممثل والمخرج الايطالي سيرجيو كاستيليتو، فتنتقل من حقل الدعاية الى مجال السينما.