تجملي مثل كليوباترا

الذهب والؤلؤ والمعادن لشباب بشرتك

دخل الذهب إلى العديد من منتجات التجميل الواعدة بالجمال والشباب والحماية من آثار التلوث وغيرها
TT

سمعنا عن الذهب ثم اللؤلؤ، وها نحن نسمع بالكوارتز وغيره من المعادن التي تدخل في وصفات العناية بالبشرة والماكياج. هذه الوصفة التي أقبلت عليها اليابانيات والآسيويات بنهم لا يضاهيه سوى حماس المرأة في الغرب، ليست وليدة هذا العصر، فالمصريون القدماء كانوا يدركون مزايا الأحجار الأرضية الرائعة واستفادوا منها بشكل خاص كأدوات للتجميل. وكل ما قام به صناع الجمال حاليا هو إعادة صناعتها مستعينين بالتقنيات المتطورة والمواد المتوفرة، والتسويق الذكي على أساس أنها تحتوي على مكونات سحرية تحقق الجمال والشباب على حد سواء. يقول مارتن روبمان، من رابطة منتجات التجميل الألمانية ومقرها برلين، لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ): «إن مكونات المعادن في أدوات التجميل أصبحت موضة جديدة، وتستخدم في سلسلة من المنتجات التي تهدف إلى حماية البشرة من أشعة الشمس الضارة»، كما أشار إلى أن الكريمات المنتجة من المعادن بدأت تحل محل مثيلتها التي تدخل في صناعتها المواد الكيميائية، أولا لمزاياها الكثيرة على البشرة من دون أي تأثير أو مضاعفات جانبية، وثانيا لتحقيق المنافسة. وتوضح بيرتا جون، من الرابطة الألمانية لمنتجي العطور في مدينة بيلفيلد، أن مصنعي مواد التجميل المصنوعة من المعادن يؤكدون أنها خالية من المواد المضافة مثل الزيوت والعطور، التي تسد مسام البشرة كما هي الحال بالنسبة لمنتجات التجميل العادية مما يسمح للبشرة بالتنفس.

وتعلق خبيرة التجميل يانيته شفريكه، على هذه الموجة بقولها: «إن مشاكل البشرة أصبحت متفشية في أوساط النساء في الآونة الأخيرة لعدة أسباب مثل التلوث، الأنظمة الغذائية غير الصحية والاستعمال الخاطئ للماكياج وغيرها، ومن هنا تأتي شعبية منتجات التجميل التي لا تحتوي على مواد اصطناعية وعطرية. ورغم ان هذا الاتجاه قد يكون جديدا نوعا ما في أوروبا، إلا أنه معروف في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات، حيث أنتجت جين إيردايل سلسلة من منتجات التجميل تقوم على معادن أوكسيد التيتانيوم وأوكسيد الزنك، وروجت في دعايتها لهذه المنتجات بأنها طبيعية وصحية لا تضر البشرة». وما جعل إيردايل صوتا مسموعا أنها بدأت حياتها المهنية في هوليوود، وبالتالي فإنها على دراية باحتياجات ومشاعر القلق، التي تنتاب الأشخاص الذين يضعون كميات من منتجات التجميل يوميا على بشرتهم والأضرار التي يمكن ان تترتب عنها على المدى البعيد.

في المقابل، فإن المنتجات المعدنية قد تكون وسيلة جيدة لإخفاء الأصباغ البيضاء التي تصيب البشرة ويوحد لونها، كما تساعد على ترطيب البشرة وتكفل حماية طبيعية من الأشعة فوق البنفسجية، بفضل الجزيئيات الصغيرة التي تحتويها والتي تعكس أشعة الشمس، عدا أنها مدعمة بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، مما يحمي البشرة من التأثيرات البيئية ويؤخر ظهور التجاعيد.

وتشير الدراسات التي أجريت حتى الآن إلى أن هذه المعادن غير سامة، خصوصا أنها تستخدم كمواد مضافة إلى منتجات مثل معاجين الأسنان وأدوية السعال وغيرها، بالإضافة إلى أن أكسيد الزنك يستخرج من خام الزنك الأحمر، الذي كان يستخدم منذ زمن طويل كصبغة للون الأبيض. ونظرا لخصائصه كمطهر، فإنه يستخدم في العديد من المنتجات التي تتعامل مع الجلد والمواد المعالجة للجروح، عدا أنه يعكس الضوء مثل أوكسيد التيتان، أي أنه يمكن ان يستخدم كعاكس للضوء. لكن، ومع كل هذه الميزات، هل سلمت هذه المستحضرات من الانتقادات؟، طبعا لا، فهناك من ينتقدها بشدة، ولا يعتقد أنها فعالة بالشكل الذي تدعيه، منطلقين من أن منتجات التجميل العادية سبق اختبارها بشكل مكثف، مما يكفل أنها آمنة ولا تسبب الحساسية.

وتعتبر اورسولا هاس، وهي مديرة مدرسة للتجميل بفرانكفورت من أصحاب هذا الرأي. فهي تعتقد بأن منتجات التجميل المعدنية لا تناسب ذوي البشرة الجافة، كما أن ألوانها لا تناسب كل البشرات. وتؤكد أورسولا أنها صرعة لن تدوم طويلا، لأن السبب في ظهورها ما هو إلا لعبة تجارية محضة يرغب صناع التجميل في طرح منتج جديد من خلالها.