الذهب الوردي يفرض نفسه في فئة الساعات الفاخرة

حتى الرجال يلبسون الأصفر

TT

لكل موسم مذاق، ولكل سوق ظواهر تفرض نفسها على المنتجين. وعالم الساعات السويسرية الفاخرة لا يختلف عن عالم الازياء، من حيث تسابقه على تقديم الجديد والانيق في الوقت ذاته. ولأن الموضة أخيراً بدأت تقترح على الجنس الخشن ألوانا كانت إلى عهد قريب ترتبط بالجنس اللطيف، مثل الأصفر والوردي والأخضر وغيرها من الألوان الساطعة في الأزياء والاكسسوارات، كان لا بد ان تحذو شركات الساعات وبيوت المجوهرات حذوها وتطرح ساعات يغلب عليها الذهب المائل إلى الوردي. ويمكن القول انه المادة المفضلة لعلب الساعات الرجالية الفاخرة هذا الموسم. والواضح أن الطلب المتزايد في الأسواق العربية ولا سيما منطقة الخليج لا يخرج عن هذه القاعدة الملموسة.

فمثلا، من أبرز ما هو مطروح حالياً ساعة بـ«توربييون» من إنتاج دار بوم إيه ميرسييه، إحدى أكبر دور مجموعة ريشمون فيناسيير السويسرية الرائدة. الساعة الأوتوماتيكية الجديدة تحمل اسم «وليم بوم كوليكشن إكس إل 43 مم توربييون»، التي عرضت في «معرض جنيف للساعات الفاخرة» SIHH الأخير، ستتوفر في الأسواق اعتباراً من الخريف المقبل بسعر يصل إلى 75 ألف دولار أميركي.

ومن دور ريشمون الأخرى ثمة طرازات جديدة مبهرة من الذهب الوردي عرضت أخيراً في معرض جنيف، ايضا. فمن جيجير (ييغر) لوكولتر ساعة بديعة ورقيقة جداً هي «ماستر غراند أولترا ثين» تطرحها الدار في الذكرى السنوية الـ175 على تأسيسها. هذه الساعة التي تأتي في علبة قطرها 40 مم لا تزيد سماكة حركتها عن 1.85 مم، يتسم ميناؤها بخلوه من الشواهد الرقمية والعقارب السيفية الشكل، أما السعر المحدد لهذه الساعة فهو 13 ألف يورو. ومن كارتييه هناك الساعة-المفاجأة «بالون بلو» بعلبة دائرية من الذهب الوردي قطرها 42 مم تتكامل مع حلقة كروية مفرغة بشكل «بالون» صغير يغطي المدوار المزيّن بحجر من الياقوت الأزرق (السافير). وكان الستار قد أزيح عن هذا الطراز البديع في العام الماضي، غير أنه أرضخ لتجهيزات وخيارات إضافية منها السوار الجلدي الفخم المصنوع من جلد التمساح الأميركي. كما يتوفر خيار الطراز بخيار العلبة المرصعة بالماس. ويبلغ سعر النسخة غير المرصعة منه 17300 دولار.

ومن فاشيرون كونستانتان العريقة، أقدم ماركات دور ريشمون، نسخة جديدة كرونوغرافية من طراز «أوفرسيز» الرياضي الذي طرح في الأسواق عام 1996. والجديد لعام 2008 العلبة (قطرها 42 مم) والسوار المصنوعان من الذهب الوردي مع ميناء بني اللون. والجميل في هذه الساعة أنها تؤدي دورها كساعة رياضية ذات شخصية شبابية متوثبة خاصة أنها هي مجهزة لمقاومة ضغط الماء إلى عمق 150م، وفي المقابل فإنها لدى النظر إلى سعرها المحدد بـ45800 دولار تعد تحفة فخمة ودرة فريدة تليق بأرقى المناسبات. ولم تفت الشعبية المتزايدة للذهب الوردي داراً أخرى طموحة في المجموعة العملاقة هي آي دبليو سي – شافهاوزن التي أطلقت نسخة كرونوغرافية جديدة مطوّرة من طرازها الكلاسيكي «دا فينشي». الساعة الجديدة زوّدت بحركة جرى تحديثها داخل مشاغل آي دبليو سي بحيث تؤمن طاقة عمل احتياطية تبلغ 68 ساعة وتحسين القدرة على الشحن. وحدد سعر هذه النسخة بـ22 ألف دولار.

من جهتها، طرحت أوميغا، أكثر ماركات مجموعة «سواتش» السويسرية العملاقة شعبية واحتراماً في آن، مجموعة من هذا النوع، مركزة على الجانب الرياضي. فهي الموقت الرسمي للألعاب الأولمبية منذ 75 سنة. وجديدها مع الذهب الوردي ساعة تأتي بكمية محدودة أسمتها «ماينوس 88 دايز» استخدم فيها مضبط الانفلات المشترك المحور الذي ابتكرته الدار العريقة. ولقد حدد سعر هذه الساعة التي عرضت في معرض «بازل وورلد 2008» أخيراً بـ22400 دولار.

وضمن «سواتش» أيضاً ثمة جديد لافت عند غلاسهوته أوريجينال «الشقيق» الألماني الفاخر لأوميغا، لكن السعر المنخفض نسبياً (6250 دولارا) للساعة الجديدة من طراز «سناتور سيكستيز» يجعله «صيداً» ممتازاً. ومن مجموعة «إل في إم آش» (لوي فويتون مويه هينيسي) الفرنسية العملاقة، ساعة جديدة من دار تاغ هيوير هي «غراند كاريرا كاليبر 17» التي حدد عدد القطع المصنوعة منها من الذهب الوردي بألف ساعة فقط. نصف هذه الساعات اختير لها ميناء فضي والنصف الآخر ميناء بني اللون. وتقرر أن يكون السعر المعتمد للساعة بـ18 ألف دولار. غير أن التميز في عالم الساعات لا يقتصر على المجموعات الصناعية الكبرى، فهناك صانعون مستقلون حفروا أسماءهم في سجل التفوق التقني والفني منذ زمن بعيد. وفي مقدم هؤلاء دارا باتيك فيليب وشوبار. باتيك فيليب تخوض غمار الذهب الوردي هذا الموسم بنسخة رائعة من طرازها الشبابي «نوتيلوس» التي كانت قد أطلقته عام 1976 ولاقى منذ ذلك الحين رواجاً باهراً. تشكيلة باتيك فيليب الجديدة حظيت باهتمام خاص في معرض «بازل وورلد» الأخير ومنها نسخة من «نوتيلوس» (قطر علبتها 42 مم) سعرها 32800 دولار.

أما شوبار فكشفت عن ساعة «إل. يو. سي. إكس بي» الرائعة بعلبة قطرها 39.5 بحركة «إل. يو. سي.» الخاصة بالدار وذات الـ29 جوهرة (ياقوتة) بطاقة تشغيل احتياطية تبلغ 70 ساعة، أما السعر فلا بد أن يكون مغرياً لجمهور شوبار إذ لا يزيد عن 10685 دولارا. إلى جانب دور المجوهرات والساعات الكبـــيرة التابعة لمجموعات ضخمة، هناك قطاع آخر من اصحاب الساعات التي لا تقل فخامة ولا تزال تصنع ضمن إطار عائلي، أو مستقل، وكلها ركبت موجة الذهب الوردي لما له من جاذبية مثل «بارميجياني»، «ساركار»، «بيريلي»، «فافر لوبا» و«روجير ديبوي» وغيرها، وكل ما على الرجل إلا ان يختار واحدة منها بعيون مغمضة، لأن كل واحدة تضاهي الأخرى جمالا واناقة وتقنية.