السدو في السعودية.. انتقل من الأرضيات إلى قطع الأثاث والديكورات

منتجات بسيطة تحتاج إلى مهارة عالية

قطع جميلة من منتوجات حرفة السدو تستخدم للأثاث.. وفي الإطار محترفة تقوم بغزل خيوط السدو («الشرق الأوسط»)
TT

بعد غياب دام سنوات، سجلت حرفة السدو حضورها اللافت في اروقة مصانع الاثاث والديكور في السعودية، كما في غرف الاستقبال والضيافة بل وحتى في غرف النوم. وهكذا اصبحت جزءا من الديكورات العصرية بعد ان ارتبطت سابقا بأهل البادية ونمط الحياة الصحراوية. ويعد السدو، وهو من أهم وأبرز الحرف اليدوية، نوعا من السجاد الذي يتميز بأشكال هندسية متكررة تتجلى في الحياكة، وفي الخطوط الأفقية المتوازية وفي صور مثلثات أو نقاط صغيرة. الجديد في انتعاشه الجديد أن استخدامه لم يعد يقتصر على تزيين أرضيات المنزل، بل دخل في صنع الكنبات والستائر والمفارش الخاصة بالطاولات، وأيضا كغطاء للأباجورات وما شابهها من تفاصيل الديكورات والأثاث الأخرى، إلى حد أنه لم يعد هناك بيت سعودي يخلو من قطعة، ولو صغيرة، مصنوعة منه. وكان من الطبيعي نتيجة هذا ان تشهد اسعاره ارتفاعا واضحا، فقد أصبح ينافس اسعار الماركات العالمية الموجودة في الاسواق. تقول هند الجريد، التي ورثت هذه الحرفة عن والدتها وتقوم بمزاولتها منذ أكثر من عشر سنوات، وفي الوقت ذاته تشرف على مركز التدريب لصناعة السدو لجمعية الملك عبد العزيز بالجوف: «تشتهر صناعة السدو بالمناطق الشمالية السعودية التي ما زالت محافظة على هذه الحرفة واستمرارها وتطويرها ونقلها من جيل إلى جيل. ويتميز السدو بأشكاله الهندسية المتناسقة المتكررة التي تنفذ يدويا باستخدام آلة النول، حيث تركب الخيوط عليها وتنسج بها لنحصل في النهاية على الشكل والنقوش المطلوبة دون استخدام أي ماكينات حديثة. فهذه الصناعة يدوية بحتة».

ورغم ما توحيه حرفة السدو من بساطة إلا انها تتطلب مهارة فنية عالية. تقول الجريد:«شهدت هذه الحرفة تطورا كبيرا فقد كانت النساء في الماضي يستخدمن وبر الجمال والمعز، أما اليوم فإنهن يستخدمن الصوف الصناعي أو الحرير أو الصوف الطبيعيين بعد صبغهما، خصوصا ان هناك خروجا عن الألوان الداكنة التقليدية القديمة، وأصبحت تدخل فيها ألوان جريئة وصارخة».

وتختلف طريقة صناعة السدو عن صناعة السجاد العادي من حيث الآلات المستخدمة والنقوش، بحسب ما أوضحت الجريد: «يصنع السدو بشكل خيوط عمودية تمد على أوتاد باستخدام آلات خاصة حادة مصنوعة من قرن الغزال تسمى «الشفاه»، وتستخدم في السدو النقوش التقليدية والأشكال الهندسية وقد أدخل عليه حديثا بعض النقوش الإسلامية وبعض الصور الطبيعية. أما السجاد اليدوي فإن الفرصة متاحة أكبر لابتكار النقوش بشكل أوسع وأكبر. فعلى سبيل المثال قمت مؤخرا بمزج النقوش الإسلامية وبعض النقوش الإيرانية لعمل سجادة مميزة».

وحول المراحل التي تمر بها هذه الحرفة قبل أن تصل إلى شكلها النهائي، توضح الجريد أنها «تمر بعدة مراحل، أولها مد القطن على آلة النول وهي عبارة عن آلة خشبية مختلفة الأحجام توضع بشكل عمودي، ثم تستخدم آلة أخرى تسمى «النير» وهي آلة تستخدم لتثبيت الخيوط بحيث توزع في الأعلى والأسفل، ثم تأتي عملية تنفيذ الغرز للرسم على السدو ولها أنواع عديدة منها «غرزة العويرجان» وهي عبارة عن مثلثات متداخلة بالإضافة إلى الأشكال المختلفة للغرز والأشكال والنقوش». وحول الأسعار والوقت الذي تستغرقه صناعة السدو تقول الجريد «ترجع قيمة القطعة بحسب الخامة المستخدمة والنقوش الموجودة عليها، فمثلا عند استخدام خيوط الحرير الطبيعي، يبدأ سعر المتر من 1000 ريال سعودي، والصوف الطبيعي من 500 ريال سعودي، والصوف الصناعي من 300 ريال سعودي، وتستغرق صناعة السدو ما بين أسبوع حتى عدة أشهر بحسب حجم القطعة الواحدة وقدرة ومهارة الحرفية».