زواج أسبوع لندن و«البافتا»

المصممون والنجمات يحضرون لعروض حية على السجاد الأحمر

النجمة كيت وينسليت (رويترز)
TT

في الموسم الذي تودع فيه نيويورك خيمتها التي تعودت على نصبها في «براينت بارك» منذ سنوات متوجهة إلى مركز لينكولن، لتبدأ صفحة جديدة في الموسم القادم، وفي الوقت الذي تفور فيه دماء الإيطاليين غضبا من آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الأميركية وأقوى امرأة في صناعة الموضة، التي قررت فجأة أنها لن تحضر سوى ثلاثة أيام من أسبوع يفترض أن يمتد على مدى سبعة أيام، فإن لندن تعيش في العسل وتركز على الآتي والمستقبل فقط. وما علينا إلا أن نجلس ونستمتع به ابتداء من يوم الجمعة المقبل، لأنه حتما سيكون تاريخيا، وفي أهمية أسبوع الموسم الماضي الذي احتفلت فيه بربع قرن على تأسيسه. بعبارة أخرى، ستكون لندن فيه، محط كل الأنظار ليس فقط لما سيقدمه من فنون وجنون فحسب، بل لتزامنه مع حفل توزيع جوائز «البافتا»، بكل ما تعنيه المناسبة من بريق وأناقة وعروض أزياء حية على السجاد الأحمر. الجميل في هذه المناسبة أن نسبة لا يستهان بها من الأزياء ستكون بتوقيعات لندنية، على غير العادة. فهذه المدينة التي ظلمتها باقي العواصم العالمية طويلا، كما راوغها الحظ بسبب نكران الجميل من قبل بعض المصممين الذين ما إن يبتسم لهم الحظ حتى يهجروها، أو بسبب قلة الدعم الحكومي، فهمت أخيرا أن «ما حك جلدك مثل ظفرك»، كما فهمت أنها تحتاج إلى بريق النجوم لتصل إلى العالمية المطلقة. فنيويورك، بحكم جغرافيتها، تزخر بهم، ولا تحتاج لتدليلهم كثيرا، لأنهم يتسابقون لولوج خيمتها، وباريس وميلانو أيضا تحصلان على ود النجمات اللواتي يرتدين أزياءهن في مناسبات السجاد الأحمر. فهؤلاء أدركوا منذ العشرينات من القرن الماضي، أي منذ عهد الراحل بول بواريه، مدى أهمية أن تظهر نجمة بفستان بتوقيع مصمم ما. فهذا أكبر دعاية يمكن أن يحصل عليها، ومجانا. والتقط الإيطاليون، من أمثال الراحل جياني فيرساتشي والمخضرم جيورجيو أرماني هذه الاستراتيجية وأتقنوها أكثر. لكن لندن، ظلت بعيدة عن اللعبة رغم أن حفل توزيع جوائز «البافتا» يحدث في عقر دارها. لحسن حظها، أنها أفاقت من سباتها، وبدأت تغير من سياسات كثيرة لم تنفعها، مدفوعة برغبة ملحة لتسهيل عملية التسويق. ومن هذا المنطلق طلبت أخيرا ود مؤسسة «البافتا» وربطت علاقة صداقة وتعاون معها، خصوصا أن توقيت توزيع جوائز «البافتا» سيتزامن هذه المرة مع الأسبوع. ومن هنا ولدت فكرة جمع شمل الاثنين لكي تعم الاستفادة على الجميع، وعبر عنه الرئيس التنفيذي للأسبوع، هارولد تيلمان بقوله: «هذه مبادرة رائعة تجمع قطاعين متخصصين في الإبداع. فمناسبات السجاد الأحمر تلعب دورا مهما في حياة أي مصمم وتدخل في أولوياته التسويقية، كون الصور التي توزع مباشرة على الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام تنتشر بسرعة، لهذا فهي قد تكون الطريقة الأمثل للترويج لمصمم واعد أو نجمة صاعدة على حد سواء». وصادق على هذا الرأي عمدة لندن، بوريس جونسون بتأكيده أن: «الموضة المبتكرة والأفلام الفنية هما ما يجعلان لندن قوة مؤثرة في العالم، ونجاحهما يعكس أن الاستثمار فيهما مضمون ومن شأنه أن يثمر نتائج جيدة». أما العقل المدبر لهذا التعاون، فهي لوسي يومانز، رئيسة تحرير مجلة «هاربرز بازار» ورئيسة القسم الإعلامي لأسبوع الموضة اللندني، التي رأت أن توقيت المناسبتين، الذي يمكن أن يعتبر تضاربا، يمكن الاستفادة منه على المدى البعيد، بحيث ترتبط علاقة ولاء بين نجمة صاعدة وموهبة مصمم شاب لعدة سنوات قادمة. أي علاقة لا تقتصر على مناسبة واحدة بل لمدى الحياة، على غرار تلك التي ربطت بين أودري هيبورن وهيبار جيفنشي، أو غرايس كيلي وكريستيان ديور. انطلاقا من هذه الفكرة تعاونت لوسي مع شركة «لانكوم» والنجمة البريطانية كيت وينسليت لإقامة حفل كوكتيل ستشهده لندن في اليوم الأول لانطلاق أسبوعها، دعت فيه النجمات والمصممين المشاركين في الأسبوع، ليتعرفوا على بعضهم البعض على المستويين الإنساني والفني. من بين المصممين الذين تلقوا الدعوة، كريستوفر كاين وروكساناد إلينشك وآخرون، ومن النجمات نذكر، كاري ميلغان، المرشحة لجائزة أفضل ممثلة، وكريستين سكوت توماس، المرشحة لأحسن ممثلة مساندة، وغيرهما. وإلى حين حفل توزيع جوائز «البافتا» لن نستثني أن يكون الإقبال أيضا على أزياء كل من الثنائي «بيتر بيلوتو» و«إيرديم» والتركي خاقان الذي اشتهر بين ليلة وضحاها في كل أنحاء العالم بمجرد أن ظهرت الممثلة روز بيرن بطلة «داماجيز» في فستان من توقيعه، وعمر علي، مصمم ماركة «بادي أمر»BodyAmr وغيرهم.