ذكريات ومطبات لذيذة

زهور وشموع وأقراص مدمجة و«كوشة» في الهواء الطلق

TT

«الفرح، الزفاف، ليلة العمر».. مسميات مختلفة للحدث الأهم والأجمل عند كل عروسين، تبقى ذكرياته كتابا مفتوحا على مشوار حياتهما، يقلبان صفحاته بين الحين والآخر، وكأنه حلم يتجدد بالدفء والحب. ولأنها ليلة العمر فالإعداد لها غالبا ما يستغرق فترة طويلة ينشغل فيها العقل والبال بوضع اللمسات والرتوش الفنية والجمالية والطقوس الجديدة التي تجعل هذه الليلة مميزة، بعبقها وسحرها المبهج في ذاكرة العائلة والأهل والأصدقاء.

تبدأ طقوس ليلة العمر، باختيار فستان الزفاف وقاعة الفرح وشكل الكوشة وبطاقة الدعوات التي ترسل إلى المدعوين قبل الزفاف بأسابيع. وعلى الرغم من الإرث التقليدي لأجواء تلك الليلة، التي يحرص عليه الكثيرون وفاء للأعراف والتقاليد الاجتماعية، فإن هناك الكثير من الابتكارات الجديدة تجعلها ليلة مدهشة ومثيرة بامتياز.

منار صلاح، مصممة دعوات، وخريجة كلية الفنون الجميلة قسم رسوم متحركة، اختارت أشكالا كارتونية جديدة لتصنع منها بعض القطع التي تستخدم داخل قاعة الزفاف أو تطبع على دعوة الفرح. ومنها شكل حداثي جديد يتماشى مع إيقاع العصر، حيث ترسل دعوة الفرح على أسطوانة سي دي (قرص مدمج) تحتوي فيلما كارتونيا قصيرا لبعض صور العروسين منذ الطفولة وسنوات الدراسة والرحلات مع الأهل والأصدقاء حتى لحظة الزفاف. تقول منار: «هذه الفكرة شائقة وتستهوي العروس التي تهتم بالتفاصيل أكثر من العريس، لذلك فهي تحب أن يخرج المدعوين من فرحها بذكرى لطيفة مثل هذا القرص المدمج».

بالنسبة إلى تزيين قاعات الفرح، تتعمد منار وضع صور بالحجم الطبيعي للعروس والعريس، تفرغ على لوح خشبي مناسب للحجم الطبيعي، تضعه عند مدخل القاعة، لإتاحة الفرصة لبعض المدعوين لالتقاط الصور التذكارية وكأنهم يقفون مع العروسين.

وتتابع منار أنها تتأثر بشخصية العروسين في اختيارها للنماذج المستخدمة في الدعوات أو إعداد الفيلم القصير، فإذا كانوا من الشخصيات الهادئة، مثلا، فهي تلجأ إلى التصميمات الكلاسيكية البسيطة، أما إذا كانوا من الشخصيات الجريئة التي تريد لفت الانتباه، فهي تعد لهم كاريكاتيرا مستوحى من الأفلام الكارتونية الطريفة المعروفة.

أما عن «الكوشة» فتقول دينا عنان - منسقة الزهور - إن «هناك عودة جديدة لاختيار الكوشة من الزهور فقط على شكل قوس، نستخدم فيها أنواع الزهور التي تفضلها العروس، سواء كانت زهورا محلية أو مستوردة مثل الليليم والتوليب، ونبدأ في التجهيز لهذا القوس قبل موعد الزفة بـنحو ثلاث ساعات تقريبا. إذا كان الزفاف مقاما في حديقة في الهواء الطلق، فنحن نضع هذا القوس كبوابة صغيرة لدخول المدعوين». الورود تدخل أيضا في الباقة التي تحملها العروس بيدها، ويمكنها أن تحفظها كذكرى زواج إذا كانت مجففة، أو ترميها لصديقاتها بعد انتهاء الحفل على أمل أن يسعف الحظ من تمسكها وتتزوج بعدها مباشرة.

تشرح دينا: «إن العروس باتت تهتم بتصميم هذه الباقة التي تحملها في يدها، فبينما تميل بعضهن إلى الورد البلدي بلوني الفوشيا أو الأحمر السادة مع بعض الفروع الخضراء، تفضل الأغلبية الزهور البيضاء مع النباتات الخضراء البسيطة الخضرة، مثل زهرة التوليب والليليم الأبيض».

كما يمكن أن توزع الأزهار والورود في منتصف كل طاولة في القاعة، على أن يتم التنسيق بينها وبين غطاء المقعد وغطاء الطاولة. وإذا كانت كوشة العروس من الزهور، فتستخدم باقات صغيرة من الزهور نفسها في منتصف الطاولة وربما بعض الشموع لتضيف لمسة رومانسية هادئة في المساء.

أما عن غطاء المقاعد ومفرش الطاولة، فترى دينا أنه يفضل استخدام الأقمشة اللامعة «الساتان» والأورغنزا والتول الأبيض والملون وشرائط من الساتان لتثبيت الأقمشة، وأن تكون ألوان الأقمشة متناسقة مع بقية الألوان المستخدمة في القاعة. ولأن العادة جرت أن توزع بعض العرائس تذكارات صغيرة على المدعوين، طرحت في الأسواق اقتراحات مبتكرة، بعضها يأخذ شكل علبة كارتونية بداخلها قطعة شوكولاته، أو شكل «حقيبة صغيرة من الساتان أو الأورغنزا تلف بشريط عريض يكتب عليه اسم العروسين».

ومن واقع الخبرة والتجربة تنصح أمنية أنور (30 سنة)، وهي مترجمة حديثة الزواج، بأن تبدأ العروس بالإعداد إلى الفرح قبل موعده بوقت كاف، حتى لا تصاب بالتوتر والضغط. وتضيف أن أكثر ما يبهجها حتى الآن دفتر التهاني من المدعوين، «فهو يحمل كلمات رقيقة ولطيفة من أشخاص أحبهم كثيرا».

مثلها استعانت مي عارف (28 سنة)، وهي سكرتيرة تنفيذية، بأحد منظمي الأفراح لإعداد قاعة الزفاف، تروي: «من أطرف المواقف التي تعرضت لها وأنا ألقي بالباقة لصديقاتي، أنهن تصارعن للفوز بها مما جعلهن يتدافعن، فتسقط إحداهن أرضا، وينفجر الجميع في نوبة من الضحك. الطريف أن هذه الفتاة هي التي تزوجت بعد زفافي بأربعة أشهر فقط».

لبنى مصطفى (30 سنة)، وهي مدرسة، تقول إنها لن تنسى حفل زفافها أبدا: «سهرت طوال الليل أعد علبا كبيرة من الكرتون أغلفها بالتول والساتان كأنها هدايا كبيرة، لأزين بها الكوشة، وصباحا انشغلت في التجهيزات للزفاف ونسيت العلب في المنزل، فحزنت جدا على مجهودي الذي ذهب هباء ولم أستفد منه».