سوق أحجار الماس الصغيرة تنتعش

البحث عن خاتم خطبة أو زواج لا يزال عملية عاطفية

مجموعة خواتم من مجموعة دار «تيفاني آند كو» مصنوعة من البلاتين ورصعت بأحجار بالماس ذات القطع المستدير الكلاسيكي «بريلنت»، وقطع البرنسيس، كما رصفت بأحجار الماس الصغيرة. لكن لا يغرنك حجمها، لأنها من النوع الجيد والصافي جدا، كما أن عدد الأحجار التي ترصع كل خاتم يجعلها راقية وغالية على المستوى المادي والمستوى العاطفي
TT

آخر ما أفادت به أسواق المجوهرات، أن الحجم الكبير لم يعد يبيع كثيرا، على الأقل فيما يتعلق بالماس. والسبب لا يعود إلى أن الكبير لم يعد موضة أو فقد جماله وبريقه، بل فقط لأن أسعاره النارية قد تصيب البعض بسكتة قلبية في ظل الأزمة المالية التي عصفت بعالم المجوهرات في العام الماضي. فالزمن الذي كان يتقاضى فيه العاملون في البنوك والمؤسسات المالية أجورا ومكافآت كبيرة قد ولى إلى أجل غير مسمى، وبالتالي فإن هؤلاء كما تفيد الدراسات يفضلون استثمار أموالهم في العقار وليس في المجوهرات. طبعا هناك شريحة من الأثرياء لا يزالون يقبلون على الأحجار الكبيرة الحجم كاستثمار قبل أن يكون للزينة، بدليل أسعارها الخيالية في المزادات. وهذا يعني أنه إذا كانت الإمكانيات تسمح، فإن وهج الحجم الكبير لم يخف أبدا، ولو أن الأزمة الاقتصادية شملت شرائح وطبقات أخرى من المشترين. اللافت أيضا أن الأزمة ولدت ثقافة جديدة في بريطانيا، مسكوتا عنها إلى حد ما، هي المساومة ومحاولة الحصول على عروض مغرية. إضافة إلى هذا فإن بعض العارفين يتوجهون إلى المحلات الكبيرة في «أولد بوند ستريت» لمعاينة المجوهرات عن قرب، والاستفادة من التصميمات المبتكرة هناك والتعرف عليها عن قرب، قبل التوجه لشرائها من منطقة «هاتون غاردن» الشهيرة ببيع الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة في لندن، حيث يتراص نحو 300 محل جنبا إلى جنب. ففي «أولد بوند ستريت» يمكن أن يثقفوا أنفسهم، أما في «هاتون غاردن» فيمكنهم الحصول على نفس الجودة والصفاء واللون والحجم تقريبا بسعر أقل. والسبب أنها لا تحمل توقيع اسم عالمي. ومع أن أسعارهم أقل، فإن الصاغة في المنطقة يشيرون إلى أن خزائنهم مليئة بالماس كبير الحجم، وقليل من يسأل عنها، مشيرين إلى أن التركيز يكون على الماس ذي الحجم الصغير والمتوسط. صحيح أن الأزمة بدأت تنفرج بالتدريج، بعد التراجع الذي شهدته مبيعاتهم في العام الماضي وأثر عليهم بشكل سلبي، إلا أن المستهلك لا يزال يتخوف من طلب خاتم بحجر كبير، وإن كان يلح في السؤال عن الجودة واللون والصفاء والتقطيع، ويحرص على أن تتوفر هذه العناصر في خواتم الخطبة والزواج بالذات، على أساس أنها للأبد. واللافت أيضا أنه على الرغم من دخول مواقع التسوق على الإنترنت خط المنافسة مع المحلات، كونها أرخص، فإن شراء خاتم خطبة أو زواج لا يزال عملية حميمية وعاطفية تتطلب التسوق كجزء من الطقوس المحملة بمعان مهمة. ويشير الصاغة إلى أن خواتم بأسعار تتراوح ما بين 4000 و8000 جنيه إسترليني هي الأكثر مبيعا حاليا، مع وجود شريحة لم تتأثر بالأزمة العالمية، وهي شريحة لا تزال تتعامل مع المجوهرات من باب الاستثمار، بشراء حجر الماس الكبير لوحده بسعر جيد، حتى ولو كان بـ50.000 جنيه إسترليني فما فوق، بينما يأخذ البعض الآخر قطعة الماس هاته إلى دار مجوهرات معروفة أو صائغ ماهر لكي ينحته له في قطعة يمكن أن تشكل هدية شخصية وقيمة لكن بسعر أقل مما تطرحه تلك البيوت. خطوة يعتبرها كثيرون ذكية ومحسوبة، لكن بالنسبة لأغلبية النساء، فإن اسم الدار التي تشتري منها، أو تتلقى منها هدية تعني لها الكثير وتوازي بالنسبة لها الجودة. فخاتم من «تيفاني آند كو» مثلا لا يمكن أن يعادل خاتما صممه لها صائغ مهما كانت ماسته رائعة وضخمة، نفس الأمر ينطبق على قطعة من «فان كليف آند أربلز» أو «كارتييه» أو «شانيل» وغيرها. فجزء كبير من إعجابها بالقطعة هو في الحقيقة إعجاب باسم الدار المصنعة.