الـ«تي شيرت» دعوة للتحرر

ارتداه الملوك والنجوم منذ عصر الفراعنة

TT

لم يفاجأ العالم كثيرا عندما نشرت صورة الرئيس الأميركي «باراك أوباما» وهو يرتدي الـ«تى شيرت» القطني مع بنطلون من الكتان الفاتح وقد أمسك بيده كوب بوظة في إحدى عطلات نهاية الأسبوع التي قضاها مع أسرته بجزيرة هاواي. من قبله ظهر أيضا العاهل الأردني الملك «عبد الله» بـ«تي شيرت» وقد تخلى عن بدلته الأنيقة ورابطته المنمقة. وهذا يشير إلى أن الـ«تي شيرت» لم يعد مجرد قطعة ملابس تخرج بمرتديها من حدود النمطية والرسمية إلى براح من الحرية والانطلاق، بل قطعة عصرية بكل المقاييس، ولهذا تفننت بيوت الأزياء بطرحه بالكثير من التصميمات والألوان بتصميمات تقليدية، وبالطبع بأسعار يتجاوز بعضها مئات الدولارات.

حول الـ«تي شيرت» وجاذبيته في عالم الموضة، تقول مصممة الأزياء المصرية «ريهام فاروق»: «لم تتفق الأجيال على قطعة ملابس مثلما حدث مع الـ(تي شيرت). فهي قطعة محببة لدى الصغار والكبار، الإناث والذكور على حد سواء عدا أنها تخاطب جميع فئات المجتمع بمن فيهم الرؤساء والملوك. وعلى الرغم من أن أغلبنا يعتقد أن قطعة الـ(تي شيرت) أوروبية الأصل، فإن التاريخ والاكتشافات الأثرية أثبتت أن المصري القديم هو أول من صنعه، إذ كان رداء ملوك مصر القديمة وكان يسمى (قميصا)، لأنه غير مفتوح من الأمام ويلبس من الرأس، علما أنه كان يصنع من القطن والكتان المصري الخالص، الذي يعتبر من أفخر أنواع الأقمشة». وتتابع ريهام: «واللافت أن ارتداءه كثر في رحلات الصيد والتنزه كما كان أهم الهدايا المتبادلة بين الملوك، لنعومة قماشه وملمسه على الجسم. وللعلم فقد وجد أكثر من قميص بحالة جيدة داخل المقابر المكتشفة، مما يؤكد أن الكتان والقطن يقاومان كل العوامل الجوية المختلفة».

وتؤكد ريهام أن أهم مميزات الـ«تي شيرت» أنه خفيف وملائم للصيف، خاصة إذا كان مصنوعا من القطن، كما يعطي تنوع شكل الرقبة بين دائرية وحرف V إلى توافر فرصة اختيار ما يلائم ذوق ورغبة مرتديه، بمن فيهم المحجبات، رغم الاعتقاد الذي ساد لسنوات طويلة أنه لا يصلح لهن. وهذا اعتقاد خاطئ كما بينت الأيام، وظهرت منه في السوق أنواع مناسبة للمحجبات بأكمام طويلة وواسعة، يمكن تنسيقها بسهولة مع بنطلون جينز أو كتان أو تنورة طويلة. كما يوجد الـ«تي شيرت» الفستان الذي يتميز بكونه طويلا، يغطي الركبة وقد تكون له جيوب صغيرة، ترتدي المحجبات أسفله بنطلون جينز أو كتان واسع، بينما يمكن للفتيات الصغيرات ارتداؤه مع «شورت» أو بنطلون ليكرا، وهو مظهر يلائم إجازات نهاية الأسبوع ورحلات الشاطئ وغيرها.

وتنصح ريهام بارتداء الألوان الفاتحة صباحا والغامقة مساء، ومراعاة اختيار الرسومات الموجودة على الصدر، لأنها في أغلب الأحيان تعبر عن شخصية من ترتديها. ولإخراجه من «الكاجوال» وأجواء الإجازات، يمكن إضافة إكسسوارات عليه ترفعه إلى مستوى المناسبات الأكثر أناقة، مثلا بتزيينه ببروش أو بلف وشاح من الحرير أو القطن على الرقبة. كما يمكن إضافة قلادة أو سلسلة عريضة من الفضة على الرقبة مع أساور متناغمة، لكن يفضل أن لا تكون هذه المجوهرات من الذهب. وتحذر ريهام من تنظيف الـ«تي شيرت» في الغسالة الكهربائية، إنما يتم غسله يدويا ومقلوبا حتى يحافظ على رونقه أطول فترة وأحيانا يفضل التنظيف بالبخار فقط، خصوصا إذا كان ثمنه باهظا كما هو الحال بالنسبة إلى الماركات العالمية الشهيرة.

* همسات للرجل

* لندن - «الشرق الأوسط»: كما لم يعد الـ«تي شيرت» يعترف بسن أو طبقة، فإنه أيضا أصبح لا يعترف بالفروقات بين النهار والمساء، وبين المرأة والرجل. فكما أظهرت عروض الأزياء الرجالية الأخيرة، فقد أصبح بإمكان هذا الأخير استعماله في عدة مناسبات، إذا أخذت بعين الاعتبار خامته، التي كلما كانت مترفة، جعلته قطعة مهمة لا تنتقص من أهمية البدلة من جهة، وترفع من مستوى بنطلون الجينز من جهة أخرى. قصته أيضا تلعب دورا، ولا يمكن تجاهلها في إعطاء المفعول المطلوب، مثلا:

- إذا كان بياقة على شكل حرف (V) وضيقا على الجسم، فإنه يحتاج إلى صدر مصقول وعضلات مفتولة وبعض الجرأة والاستعراض. لكن في كل الأحوال يفضل عند اختيار هذا التصميم أن يكون الـ«تي شيرت» بمقاس أكبر من حجمك، حتى يتناسب مع مظهرك، سواء كانت النية بارتدائه مع بنطلون جينز أو مع سترة «سبور» لمظهر أنيق. ويفضل أيضا أن يكون بخامة خفيفة جدا عند تنسيقه مع بدلة أو سترة.

- إذا كان برقبة مستديرة وعالية، فإنه يناسب كل مقاييس الجسم، على أن يكون بلون واحد، سواء كان أبيض أو داكنا. ويعتبر هذا الشكل مناسبا لكل الأوقات، حيث يمكن ارتداؤه في النهار مع بنطلون من الكتان أو الجينز، وفي المساء مع بدلة خفيفة و«سبور». أما إذا كان منقوشا، فهو للنهار فقط، لكن عموما، وبحكم تصميمه الكلاسيكي، فإن موضته لا تغيب، مما يجعل اقتناءه بنوعية جيدة بغض النظر عن السعر، أمرا محبذا وضروريا.

- إذا كان برقبة مستديرة ومفتوحة تظهر أعلى الصدر، فهو يناسب الرجل، الذي يريد أن يخلق انطباعا بالرشاقة. في هذه الحالة يمكن تنسيقه مع بدلة خفيفة أو مع بنطلون جينز بلون باهت، لكن يجب في كل الأحوال عدم التفكير في استعماله للمساء أو المناسبات، لأنه مناسب أولا وأخيرا لإجازات نهاية الأسبوع والانطلاق.

- إذا كان بأكمام طويلة، فهو يخلق انطباعا بالطول، كما أنه مكمل لموضة الطبقات المتعددة على شرط تجنب النقوشات والألوان الصارخة، التي يمكن أن تخلق مظهرا مشوشا. يمكن تنسيقه مع قميص بدرجة لون قريبة من لونه، وتركهما منسدلين فوق البنطلون لمظهر منطلق و«سبور».