التعطير والتبخير لمسة جمالية تلطف أجواء بيتك

في رمضان استقبلي ضيوفك بروائح الورد والياسمين الهندي

TT

ما أجمل أن تستقبلي ضيوفك بابتسامة رقيقة ورائحة شرقية جميلة تنبعث من كل أرجاء المنزل ترحب بهم وتأخذهم لأجواء مشرَّبة برذاذ الفواكه والأزهار أو سحر العود والعنبر والصندل، وغيرها من البخور التي تذكرهم بأجواء ألف ليلة وليلة. وتزيد هذه الحاجة في شهر رمضان على الخصوص، الذي تمتد فيه موائد الطعام من المغرب إلى السحور، باعثة رائحة المأكولات المتنوعة في المنزل لتبقى عالقة في الأثاث والمفروشات وأحيانا تمتد إلى الثياب. من هذا المنطلق، لا يستحب استقبال الضيوف ورائحة الطعام تغطي على كل شيء في المنزل. تفاديا لهذه المشكلة، تلجأ ربات البيت منذ زمن طويل إلى البخور كحل ناجع، لقدرته على امتصاص روائح الطعام النفاذة، من جهة، وإضفاء عبق شرقي محبب على المكان، من جهة ثانية.

يؤكد طارق عبد العزيز مدير محلات «القرشي» للبخور بالقاهرة هذا الأمر بقوله: «في شهر رمضان نبيع البخور والعطور المنزلية بمقدار ما نبيع طوال العام تقريبا. ويمكن القول إن إطلاق البخور في المنازل يرتبط بالمناسبات السعيدة والأعياد، وفي حين كنا منذ عشر سنوات لا نعرف سوى كسر البخور وأعواده بالإضافة إلى معطرات الجو سابقة التعبئة، أصبح اليوم التعطير والتبخير فنا قائما بذاته، حيث أصبح يأتي في العديد من الأشكال والنكهات».

ويوضح طارق أن للبخور في دول منطقة الخليج العربي مكانة كبيرة، لتأتي بعدها مصر وباقي الدول العربية. في الخليج، مثلا، يفضلون الروائح القوية والنفاذة، من الصندل والعود إلى العنبر والمسك. وكلما كانت نسبة التعتيق لهذه الأنواع أكبر زاد ثمنها، بيد أن هذه الأنواع تصلح للمناسبات الرسمية والأفراح أكثر فيما تتطلب أجواء رمضان أنواعا مختلفة أقرب إلى الحميمية منها إلى التكلف.

وينصح أنه لجعل البخور والعطور جزءا من المنزل باعتباره بطاقة محبة ترحب بضيوفك يقدم طارق هذه الأفكار:

- انتقاء ما يتناسب مع طبيعة منزلك ومساحته وأيضا ميزانيتك. في المنازل الكبيرة يمكن استعمال المباخر الكبيرة أو المتوسطة، التي تعمل بواسطة الجمر مع الحرص على شراء الفحم الطبيعي، أما في المنازل الصغيرة فيمكن استعمال الأنواع التي تعمل بالكهرباء أو مباخر الجمر الصغيرة.

- التعرف على الفرق بين مفردات البخور المختلفة وما تعنيه كل واحدة للحصول على المناسب. فهناك مثلا «خشب العود» وهو البخور الطبيعي، عبارة عن قطع أخشاب صغيرة مستوردة من شرق آسيا، أغلاها الهندي ثم الكمبودي فالبورمي، وتصلح للمناسبات الرسمية. يأتي بعد هذا «دهن العود» وهو الخلاصة الزيتية المقطرة من عود البخور ويستخدم للتبخير في المساء، إذ يفضل في الصباح التبخير بـ«تبر العود» وهو عبارة عن خشب العود والصندل المطحون بلا أي إضافات. هناك أيضا «المخلط أو الدخون» وهو عبارة عن طحن مجموعة من خشب العود والصندل، مع إضافة الصمغ إليها ومجموعة من العطور مثل «الياسمين والفل والورد الطائفي والجوري، ويشكل على شكل هرم مثلث أو كرة أو أقراص ويخزن من 3-6 أشهر في إناء كبير يغلق بإحكام حتى يتركز العطر داخلة وتفوح رائحته عند وضعة على الجمر.

- تجنب إطلاق البخور بعد الانتهاء من الطهي مباشرة، بل يفضل فتح النوافذ أولا لفترة كافية لتجديد الهواء، بعدها تغلق وتبدأ عملية التبخير لتثبيت البخور في المنزل لمدة أطول وحتى لا تختلط رائحته برائحة الطبخ.

- هناك العديد من أنواع البخور المستوردة في الأسواق، وتكون على شكل أعواد متعددة الألوان والروائح تتنوع بين العطور الشرقية والغربية والفواكه والزهور، وتصلح بكل أنواعها لاستعمالها في الحمام أو المطبخ على حد سواء. وعلى الرغم من رخص سعرها إلا أنها ذات مفعول كبير في طرد الروائح المزعجة وإضافة جو راق وجميل في هذه الأماكن.

- التعطير بالفوَّاحة يضفى على المكان هدوءا ورومانسية، ولزيادة التأثير يمكن إشعال الفوَّاحة بشموع معطرة بنفس العطر، وتكون ملائمة لغرف المعيشة وغرف النوم.

- سجاد الصلاة وسجاد المنزل والستائر يمكن تعطيرها بواسطة «التخميض» بدهن العود أو رشها «باسبراي»، فمن غير المستحب التعطير بالبخور، تجنبا لحدوث حريق أو تغيير لون بعض الأقمشة تحت تأثير الدخان.

- عند شراء «خشب العود» يمكنك معرفة الأصلي من المغشوش من رائحته، فالأصلي ليس له رائحة لأنها تظهر عند تعرضه لحرارة الجمر فقط والمغشوش تظهر رائحته عند الشم لأنه يطلى بها. الإشارة الثانية هي اللون الخام، فكلما مال إلى الزرقة دل على نقائه.

- عند استقبال ضيوف يمكنك اختيار الروائح المنعشة الخفيفة لاستقبالهم وبعد الأكل وقبل أن يغادروا البيت، يمكن إطلاق الأنواع الشرقية.

- عدم ترك المبخرة ذات الجمر دون مراقبة، خاصة في غرف النوم والمعيشة فقد تسبب أذى للأطفال. في هذه الحالة يفضل تعطير المكان ثم وضع المبخرة بالقرب من باب المنزل إذا كان الجمر ما زال مشتعلا.

- عند التعطير بعد قلي السمك أو اللحوم ابدئي برش «اسبراي» معطر برائحة خفيفة وفتح النوافذ قبل التبخير، فهذا يساعد على زوال الروائح العالقة وتجديد الهواء سريعا.