عباءات رمضانية بخط عربي وتطريز شرقي

أناقة ووقار وخلطة سحرية بين الشرق والغرب

TT

أقمشة متينة خاصة بصنع الخيام، فانوس كبير يضيء المكان، وفي ركن من الأركان تومض صينية من النحاس، تتراص عليها أكواب الخشاف وحبات المكسرات. هذه المفردات الحميمة مع حلول شهر رمضان سرعان ما تنتشر في البيوت والخيام ابتهاجا بإطلالة الشهر الكريم.

لكن، ما أجمل أن يكتمل إيقاع هذه الأجواء العطرة بزي يتماشي معها! زي يجعلك تعيشين نفحات هذا الشهر الفضيل بحيوية داخل المنزل أو خارجه، ويضفي على مظهرك مسحة من الجمال والوقار، كما يجنبك الحيرة في ما يمكنك ارتداؤه في حفلات الإفطار أو السحور الجماعية، حيث لا مجال للملابس الرسمية أو الكاجوال. والجميل في الأمر أن هذه الأزياء تتوافر بشكل كبير قبل شهر رمضان وخلاله، وتكون بتصميمات وألوان متنوعة تخاطب كل الأذواق والأهواء.

مصممة أزياء المحجبات ريهام فاروق تؤكد هذه الحقيقة وتقول إنه «مع اقتراب الشهر الكريم تنتشر في الأسواق الكثير من التصميمات ذات الطابع العربي الأصيل مع لمسات من الموضة العالمية لمواكبتها. فالتراث الشرقي الأصيل أرض خصبة لإشعال الخيال، لذلك نجد تنوعا لا حدود له في التصميمات والأشكال والألوان التي لم تعد تقتصر على العباءة السوداء بشكلها التقليدي، بل امتد لمفردات كثيرة تستطيع المرأة في جميع الأعمار الاختيار منها». وتتابع ريهام: «صممت مثلا ما يعرف بالـ(سالوبيت) (قطعة واحدة متصلة من العنق إلى الكاحل على شكل بنطلون طويل) من الليكرا المخلوطة بالقطن حتى يلائم جميع الأعمار والأجسام. وكان المتعارف عليه في السابق أنه لا يصنع إلا من الجينز ولا ترتديه سوى ذوات الجسم المتناسق وغير المحجبات، ولكن الآن الوضع اختلف فهو عبارة عن (سالوبيت) بالشكل المعتاد لكنه يتسع بعد منطقة الصدر وينسدل إلى الأسفل ويقفل بأسورة عند القدم، ويكون الحزام من القماش نفسه. التصميم المألوف يكون عادة بجيوب عند الصدر، لكن بالنسبة إلى المحجبات فقد وضعت له جيوب جانبية ويأتي بدرجات ألوان غامقة مثل الأسود، البني، الكحلي والرمادي». ويمكن تنسيقه مع عباءة على شكل قميص طويل مفتوح تكون مطزرة بألوان زاهية أو مطبوعة برسومات أو تطريزات على الجوانب إذا كانت المناسبة تتطلب ذلك، بينما يمكن للصغيرات تنسيقه مع «بوليرو» قصير من فوق أو قميص من تحت.

تضيف ريهام: «من الحكايات العربية اقتبسنا ملامح سروال (علاء الدين) بشكله الواسع، وهو مناسب لجميع الأجسام خاصة لذوات الجسم الممتلئ، كما أنه يواكب الموضة العالمية لكونه خلطة سحرية بين الشرقي والغربي. ويتميز بأنه واسع من منطقة الوسط ويضيق عند الساق إلى أسفل وأحيانا يكون واسعا إلى الأسفل ويقفل عند الأرجل بحبل أو أسورة ذات أزرار جانبية. ويمكن أن يرتدى فوقه قميص طويل أو بلوزة واسعة من الشيفون». أما لمظهر شرقي أكثر، فتنصح ريهام بتنسيقه مع «عباءة ذات نقوش عربية» باللون الأسود أو الكحلي تزينها حروف عربية بالخط الكوفي، مع إضافة بعض الإكسسوارات الفضية عليها في المناسبات الرسمية.

ولشكل عصري، تنصح باستعمال بُنش، وهو عبارة عن قطعة مستطيلة تلف حول الجسم كالشال للتدفئة في الشتاء، ولكن اليوم أصبح يصمم من خامات أخرى أخف لكي تناسب حر الصيف. كما أصبح له كمان ويمكن شده بحزام وارتداؤه مع بنطلون من الجينز أو القطن. هناك أيضا العباءة «الإسباني» وتتميز بالأكمام المنفوخة أو البليسيه.

من جهتها، تقدم مصممة الأزياء هالة خوري لوحة متكاملة لتصميمات خاصة وعملية تناسب وقار الشهر الكريم، وتقول إنها ضرورية لمواجهة كثرة العزائم والمناسبات السعيدة، سواء كانت المرأة ضيفة أو مضيفة.

تبدأ لائحة هالة بـ«عباءات للاستقبال» وهي التي يمكن ارتداؤها عند حضور الضيوف، وتتميز بأنها تخفي ملامح الجسم، وتسهل الحركة، مشيرة إلى أنه يوجد منها ما هو مطرز بالأحجار أو الخيوط الملونة المتنوعة. وتدخل في هذا الإطار العباءة المغربية وتتميز بالتطريزات الغنية الذهبية، وأيضا ما يعرف بـ«الكاب». وهو أشبه بالقميص الطويل الواسع، لكن قماشه أكثر سمكا من العادي، ويقفل من الأمام بأزرار أو سحاب طويل، كما يكون مطرزا من الظهر، ويرتدى أسفله بنطلون ليكرا أو قطن. وتشرح هالة أن «هذا الأخير يلائم المناسبات العائلية أكثر، ويمكن إضفاء المزيد من الأناقة عليه بإضافة بروش على الصدر مثلا. هناك أيضا الجلباب (الكاروه)، أي على شكل نقوشات مربعة، تكون إما بالأبيض والأسود» أو الأبيض والأحمر. وتكون في الغالب عبارة عن قطعة قماش مستطيلة مقفولة من الجانبين بها مكان لخروج الذراعين ترك بدون خياطة ويرتدى أسفله قميص أو «تي - شيرت» بأكمام، وتزين هذه العباءة بالشراشيب من القماش نفسه على الصدر وفى الذيل.

أما «الجلباب البدوي»، فيمكن ارتداؤه طويلا أو قصيرا عند الركبة. وفي هذه الحالة، يرتدى تحته بنطلون سواء بقصة كلاسيكية مستقيمة أو واسع على شكل سروال «علاء الدين » على أن يكون مطرزا بالتطريز نفسه الموجود على الجلباب فوق الأرجل. وتشدد خوري على أهمية الإكسسوارات، وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من المظهر ككل، سواء كانت على شكل وشاح يلف حول الرقبة ويثبت ببروش، أو على شكل طرحة مميزة للمحجبات، بالإضافة إلى إكسسوارات ذات طابع شرقي وبدوي سواء من الفضة أو البرونز. بيد أنها تنصح بتجنب الذهب والماس وارتداء إكسسوارات مع عباءة مطرزة بشكل كبير. في هذه الحالة، يجب الاكتفاء بخاتم كوكتيل أو ساعة يد.