تزاوج النجومية والعراقة

ميسي أفضل لاعب في العالم ينضم لفريق شركة الساعات السويسرية الفخمة «أوديمار بيغيه»

TT

من يستطيع أن يتحدى الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الإسباني في دقة التصويب؟ ومن هو اللاعب الذي يقارنه في هذا الجيل في المراوغة والمرور السلس من بين المدافعين؟ الجواب عن هذه الأسئلة ليس بالأمر السهل، لكن السهل هو تشبيهه بعقارب الساعة التي لا تخطأ ثانية واحدة. وهذا ما شجع شركة الساعات العالمية «أوديمار بيغيه» على اختياره ليكون وجهها الممثل لأحدث ماركاتها.

براعة ميسي وجاذبيته التي جعلته محبوبا ليس فقط من فريقه أو منتخب بلاده، بل أيضا من جميع المنافسين، جعلت شركة «أوديمار بيغيه» المعروفة بساعاتها الفخمة التي تخاطب رجلا مميزا بكل المقاييس، ترى فيه الرجل الأنسب لكي يمثلها، وليصبح أول لاعب كرة يربط اسمه باسم الشركة العريقة. الاختيار باعتراف الكثيرين ليس غريبا، فميسي أفضل لاعب في العالم وأوروبا لعام 2009، ومعروف عنه دماثة خلقه ونشاطه في العمل الخيري عبر دوره كسفير للنوايا الحسنة في «اليونيسيف»، كما أنه نجم دعاية جذاب ومرغوب فيه من قبل الكثير من شركات المنتجات الرياضية، وإن بقيت دقته في التمرير والتسديد هي التي جعلته يسجل هدفا في مرمى شركة «أوديمار بيغيه» وإقناعها باتخاذ قرارها في اختياره لعرض أحدث ابتكاراتها، وخاصة أنها تنوي التوجه لأوساط الشباب من المهتمين بالرياضة.

فيليب ميرك، الرئيس التنفيذي لـ«أوديمار بيغيه» يرى أن انضمام النجم إلى الوجوه الرسمية الممثلة للشركة ما هو إلا تعبير عن مسيرة كل من الشركة واللاعب في أنهما عبرا الكثير من العقبات للوصول إلى الشهرة العالمية، مضيفا أن الشركة التي تفخر بتاريخ عريق في مجال الساعات يمتد إلى 135 عاما ترى في ميسي شريكا جيدا للوصول إلى الأجيال الجديدة واستقطابها عبر المؤسسة الخيرية التي أقامها اللاعب الأرجنتيني ومؤسسة «أوديمار بيغيه»، ولا سيما أن الرؤية المشتركة لكليهما تتمثل في دعم المشاريع الاجتماعية، مما سيجعل زواجهما هذا مفيدا للطرفين في خططهما للأعوام المقبلة.

ومن جهته، يعترف ميسي بأن الشراكة فرصة «فبغض النظر عن الدعاية، كلانا يهتم بالقضايا الإنسانية، ويحاول تقديم يد المساعدة للنساء والأطفال من الذين يعانون حول العالم».

أما المتابع لكرة القدم فيعرف أن اللاعب يتمتع بالموهبة إلى جانب مجموعة أخرى من الصفات، على رأسها طبعا تعامله مع الكرة، فضلا عن مراوغاته لخصومه، بحيث لا توازيه مهارة في هذا الوقت سوى عقارب ساعات «أوديمار بيغيه» فائقة الدقة وصاحبة أجمل التصميمات، مما يجعل القواسم المشتركة بين الشركة واللاعب كثيرة.

فمنذ الانطلاقة الفعلية لدار الساعات السويسرية عام 1875، وهي تصنع لنفسها اسما تربع على القمة. وهذه السمعة العطرة لم تأت من فراغ، فالشركة التي تنتج 17 ألف ساعة سنويا اعتادت منذ أنشئت على يد جول لوي أوديمار وشريكه إدوار أغوست بيغيه، على أن الكيف أهم من الكم لذا قدما بعضا من أجمل الساعات وأرقها وأدقها وربما أيضا أكثرها تعقيدا من الناحية الميكانيكية، للدلالة على العمل الصعب الذي يتم بطريقة يدوية بحتة. وكانت ساعة «غراند كومبليكاسيون» التي صنعت في العام 1882 هي أبرز الساعات التي دللت على أنها سابقة لعصرها بفضل عقارب الدقائق الترددي ومربع لتحديد أيام الشهر، ونافذة منازل القمر وكرونوغراف. واتبعتها عام 1889 بساعة أخرى بالغة التعقيد مضاف إليها عداد للثواني في إنجاز غير مسبوق.

وبمرور الوقت حرصت «أوديمار بيغيه» على أن تظل محتفظة بالريادة النوعية قبل أي شيء آخر، وهو ما أكسبها قاعدة كبيرة من الجماهيرية بين عشاق الساعات الثمينة.

وعلى الرغم من الطرازات المتعددة لـ« أوديمار بيغيه» فإن واحدا منها يظل يفرض نفسه على تاريخ صناعة الساعات السويسرية وهو «روايال أوك» الذي أطلقته الشركة عام 1972. هذه الساعة ذات العلبة الثمانية الأضلاع، المميزة شكلا ومضمونا، تعد بحق من علامات التفوق والجمال، وقد كان النموذج الذي أخرجت منه الشركة بعد ذلك عدة طرازات أبرزها النسائي المرصع والرياضي المخصص للغطس.

ومن الطرازات الأخرى التي أنتجتها الدار، ساعة «جول أوديمار» الدائرية التي بلغت ذروة التفوق الفني، كذلك طراز «إدوار بيغيه» الرباعي الأضلاع، الذي جعلت الدار له أيضا مشتقات عدة تتراوح أثمانها بين الـ13 ألفا والـ130 ألف دولار.

ولم تنس «أوديمار بيغيه» في غمرة اهتمامها بالتقدم التقني ساعات المرأة، فخصتها بطرازات من أنفس المعادن والمجوهرات بذوق رفيع مثل طرازات «ديفا» و«دريم» و«برميس» و«داناي» و«ميرياد»و«فاسيت».

ولكي تصل إلى القمة كان عليها أن تخوض مسيرة طويلة من الكفاح، وهو الأمر الذي يتوافق أيضا مع قصة كفاح الشاب ميسي على الرغم من صغر سنه (23 عاما)، فقد كان نقص هرمونات النمو يهدد حياته ومستقبله وهو طفل، لكن بفضل إصراره وإصرار عائلته ونادي برشلونة الذي تبنى علاجه وهو لم يبلغ الثالثة عشرة، تحول الطفل العليل إلى أفضل لاعب في العالم.

وتقول الأم: «ندين لبرشلونة بكل السعادة التي عشناها، بل كلها. لأنهم كانوا حاضرين في اللحظات الصعبة بعد أن أغلقت الأبواب أمامنا في الأرجنتين، لذا فإن برشلونة النادي والبلد سيبقى في قلوبنا».

خلاصة الأمر أن العلاقة التي تربط اللاعب الأرجنتيني بالشركة السويسرية، هي زواج العراقة والأناقة مع النجومية الرياضية، وبانضمام ميسي لعائلة «أوديمار بيغيه»، ستزداد دقة المهاجم الموهوب في التسديدات، وأيضا سيتعرف عشاق الساعات الثمينة القيمة الغالية على المزيد منها وهي تزين معصمه.