«هيرميس» تحتفل بـ«فولارها» الأيقوني

موقع خاص تستعرض فيه وظائفه المتنوعة

الإيشارب كما ظهر في عروض «هيرميس» على مر السنوات
TT

أحداث كثيرة عرفتها دار «هيرميس» هذه السنة، ليست كلها سعيدة، مثل موت رئيسها التنفيذي، وإعلان مغادرة المصمم جون بول غوتييه بعد تقديمه آخر تشكيلة لها في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، لكن أفراحها أكثر، وليس أقلها استمرارها في تحقيق الأرباح، على الرغم من الأزمة المالية التي ألمت بقطاع الموضة عموما، وتربعها على قائمة أرقى بيوت الأزياء العالمية حاليا. والفضل في أرباحها يعود إلى إكسسواراتها الجلدية والحريرية، وعلى رأسها الوشاح أو الـ«فولار» الذي أصبح أيقونة من أيقوناتها. هذه القطعة المربعة المصنوعة من الحرير، تحدت الزمن وأيضا الأزمات، ودخلت المعارض بعد أن تحولت إلى ما يشبه اللوحات الفنية بالنظر إلى رسوماتها وألوانها التي تسر العين. منذ ولادتها في عام 1937، أرست مقاييسها، 90 في 90 سنتيمترا أو 70 في 70، فيما أعطت مطلق الحرية للألوان والرسومات، حتى يحصل مصمموها على مساحة أكبر للإبداع. وقد سجلت الدار منذ البداية إلى الآن أكثر من 1500 تصميم خاص، كل واحد منها يحكي قصة جديدة وشيقة. ومع الوقت تطور الـ«فولار» وتنوع ما بين 45 في 45 سنتيمترا مستوحى من منديل جيب الرجل و140 سنتيمترا، لتغطية كل الأذواق والوظائف، لكنه ظل دائما عنوان الترف والأناقة، سواء كانت المرأة محجبة أو شابة صغيرة تريد أن تحقن زيا عاديا بجرعة من اللون والأناقة الراقية. وكان لا بد أن يترافق هذا التغيير مع إدخال خامات جديدة عليه مثل الكريب والشيفون والكشمير، فضلا عن تقنيات جديدة وليدة العصر.

مؤخرا، أعلنت الدار أنها ستحتفل بهذه القطعة الأيقونية، من خلال تخصيص موقع ستعرض فيه مجموعة محدودة العدد، ستتوفر في محلات «كوليت» الباريسية ما بين الـ27 من شهر سبتمبر (أيلول) إلى الـ16 من شهر أكتوبر، وسيعرض الموقع شخصيات «الفولار» المختلفة من خلال عرض طرق استعمالاته الكثيرة، بهدف استقطاب شريحة جديدة من الزبونات الصغيرات. الموقع بعنوان j›aimemoncarre.com وسيمكن من متابعة مجموعة فتيات في باريس، لندن، نيويورك، وطوكيو، وهن يستعرضن علاقتهن بهذا الإكسسوار واستعمالاتهن المختلفة له، فعلى أيديهن ستتحول القطعة المربعة من الحرير إما إلى «بندانا» للشعر، أو حزام يحدد الخصر، أو إلى فستان أو تنورة، بل وحتى إلى حقيبة يد، بفضل شرح مفصل للمراحل التي يمكن اتباعها للتوصل إلى هذا التنوع، الذي يتيحه الحرير بالذات كونه خامة يسهل عقدها. وتجدر الإشارة إلى أن الأسطورة تعيد اكتشاف الحرير إلى عام 2640 قبل الميلاد وتحت شجرة توت كانت تستظل تحتها سي - لينغ، زوجة الإمبراطور الصيني هوانغ - تي. كانت هذه الأخيرة تشرب الشاي عندما سقطت في الفنجان قطعة بيضاء، لم تكن سوى شرنقة، أو الغلاف الكأسي لليرقانة، وعندما حاولت الأميرة إزالتها باستعمال دبوس شعرها اندهشت بأنها أخرجت خيطا طويلا وفي غاية الرقة. وهكذا اكتشف الحرير، لكن قصته ظلت سرا مخفيا لنحو 30 قرنا، ليتحول في دار «هيرميس» إلى أناقة وفن وعملية أيضا، بالنظر إلى وظائفه المتعددة وقوته. تقول ماريا شايفر، رئيسة قسم المنتجات الحريرية في الدار إن القاعدة الذهبية الأولى التي على المرأة اتباعها عدم احترام الإيشارب، بمعنى أن «تتعاملي معه بخشونة، ولا تخافي من أن يتجعد»، أما نصيحتها الثانية فهي «العبي به، اخترعي أشكالا وجربيها، المهم أن تطلقي العنان لخيالك». وتشدد ماريا على أهمية اقتناء كل امرأة لهذه القطعة، على أساس أنها من الأساسيات، فهو مثلا يمكن أن يكون بمثابة المنقذ من عدة مواقف حرجة قد تصادفك وأنت خارج البيت. تصوري مثلا أن تأكلي طبق معكرونة ويتلطخ قميصك بنقطة من الصلصة أو انكب عليك كوب قهوة أو شاي، وما شابه من أمور، في هذه الحالة، فإن وضعه على الصدر على شكل مريلة يجنبك الكثير من الحرج. أما السر فهو في طريقة عقده واستعماله وهذا ما يحاول الموقع استعراضه.