الشماغ التقليدي.. بين الجودة والاسم

ماركات الأزياء العالمية تستحوذ على 40% من حجم مبيعاتها في السوق

في سوق الأشمغة.. العلامات الشهيرة مثل «دانهيل» و«جيفنشي» و«غوتشي» تجذب شريحة مهمة من الزبائن («الشرق الأوسط»)
TT

دخلت شركات الأزياء والموضة مثل «دانهيل»، و«جيفنشي» وغيرهما سوق الشماغ الخليجية، تنافس ما كان موجودا من قبل من خلال ألوان وخامات جديدة. لكن التغييرات لم تمس أساسياته التي ما زالت تعتبر من رموز الزي الخليجي، في سوق تستهلك سنويا أكثر من 18 مليون شماغ، فيما تصل قيمة تلك الأشمغة لما بين 350 ريالا و800 ريال، حسب التصميم وجودة الخيوط والحجم.

محمد ندا، نائب مدير وكيل الشركة المالكة لماركات عالمية مثل فرساتشي، فالنتينو، غوشي بالسعودية، يوضح أن «السوق السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، معروفة بأنها ذواقة وتحب التجديد، على شرط أن يمس هذا التجديد أصالة أزيائها وتقاليدها. ومن هذا المنطلق دخلت الماركات العالمية مجال الشماغ والغترات، ليصل عددها الآن لأكثر من 50 ماركة عالمية بعد أن كانت قبل 13 عاما لا تتجاوز 3 أسماء لشركات محلية». وتابع ندا: «أثبتت دراسة ميدانية أن سوق الأشمغة التي تستهلك سنويا 18 مليون شماغ سنويا تفضل الأنواع ذات الجودة العالية، وهو ما توفره بيوت الأزياء العالمية حرصا على اسمها وسمعتها». ونفى ندا أن يكون تصاعد أسعار الماركات قد تأثرت بفعل الأزمة العالمية وارتفاع أسعار الخيوط المصنعة بـ30 في المائة، باعتبار تلك الأشمغة لها شريحة تحرص على شرائها، بغض النظر عن السعر حتى وإن كان مرتفعا، مقارنة بالأنواع المصنعة في الصين وكوريا. هذه الشريحة تتوخى الأناقة والتميز والجودة. خلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في سوق الأشمغة أكد عدد من أصحاب المحلات أن العلامات الشهيرة تجذب شريحة مهمة من الزبائن لا يهتمون بارتفاع أسعارها على أساس أنها متميزة، لكن الأغلبية تركز على جودة المنتج والتصميم بغض النظر عن السعر أو اسم الدار المنتجة له.

يقول خالد الخلوي، الذي قدم بصحبة أبنائه لشراء هذه الإكسسوارات: إنه «قبل 15 عاما لم يكن في السوق سوى شركتين تنتجان نوعين من الشماغ والغترة البيضاء، وكانتا تقدمان تصميما وحيدا في كل عام مع حلول شهر رمضان، يعرفه جل المواطنين، أما الآن ففي كل عام تطل علينا العشرات من الأسماء الجديدة، سواء كانت لعلامات تجارية عالمية أو لـشركات محلية وبأسعار مختلفة». ويضيف الخلوي أنه أصبح بإمكان الرجل حاليا التميز، على الرغم من أن الزي تقليدي ويصعب تغييره باعتباره رمزا لكل السعوديين.

من جهته، أوضح عبد الله المطوع المتخرج حديثا في الجامعة قائلا: «يستهويني الشكل قبل العلامة التجارية، ولكن عندما يجتمع الاثنان، فهذا مطلبي، حتى ولو كان السعر مرتفعا. المهم الحصول على شماغ مميز وبجودة عالية». وأشار المطوع إلى أن كثرة الأشمغة الموجودة بالسوق جعلت الكثير من المواطنين يحرصون على شراء العلامات التجارية العالمية حاليا للحرص على التميز بكل أنواعها ولسعرها المرتفع، مقارنة بغيرها».

بيد أن هناك من لا يتفق مع رأي عبد الله المطوع، وقلل البعض من أهمية تلك الأسماء العالمية، على أساس أن الجودة هي الأهم. ويعلق عبد العزيز اليامي قائلا: «المهم عندي عند شراء شماغ ألا يتجعد وتتلف خيوطه عند غسله، فكثير من تلك الأشمغة تحذر من استعمال الغسالات الإلكترونية وينصح بغسلها باليد، حتى لا تصبغ ألوانها، وهو ما يجعلني أتركها وأذهب لمنتج ذي جودة عالية، بعيدا عن السعر أو اسم المنتج».

ترجع بداية الشماغ الأحمر الذي يوصف برمز الزي الخليجي، إلى انتهاء الحقبة العثمانية، حيث جاء اللون الأحمر من الطربوش، بينما تبين الروايات أن جنرالا بريطانيا يدعى جلوب باشا، أحد مؤسسي الجيش الأردني، هو الذي قام بفكرة تعميم الشماغ المرقط بالأحمر على أفراد الجيش كجزء من الزي الرسمي، وهكذا انتشر في دول الجزيرة العربية ودخل دول الخليج.