«كنزو».. تحتفل بـ40 عاما على تأسيسها بسيرك مؤثر

احترامها للآخر والثقافات البعيدة هو ماضيها ومستقبلها

TT

يوم الثلاثاء الماضي كان حافلا، استهلته دار «شانيل» بعرض ضخم في «لوغران باليه» في الصباح، واختتمته دار «كنزو» بسيرك مثير احتفالا بمرور 40 عاما على بدايتها في المساء. كان العرض في «سيرك ديفار» أو «سيرك الشتاء» بمسرحه الدائري وصوره المعلقة على جوانبه لأشهر المهرجين، أما العرض فكان أبعد ما يكون عن التهريج.

فقد أخذنا فيه أنطونيو ماراس، مصمم الدار منذ ست سنوات، في رحلة أرشيفية غنية بالألوان والإيحاءات الثقافية المختلفة، وأزياء تغوص في أعماق الدار والأسس التي بنيت عليها، وهي احترام الآخر وفهمه بدل الاكتفاء باستغلال إرثه وتنوعه. بدأ العرض بتشكيلة غلبت عليها قطع منسابة وواسعة يمكن التحكم فيها بشرائط من الجوانب أو من الأمام، أخذت أسلوبها هذا من الباراشوتات، واستعمل فيها المصمم حرير الساتان والموسلين وألوان الكيمونو.

شرح أنطونيو ماراس أن الهدف من تصميمها بهذا الشكل كان منح الراحة والانطلاق في صيف حار لامرأة يابانية تجوب شواطئ سردينيا، أو أيا من الشواطئ أو الجزر المماثلة. كونه يتوجه إلى امرأة يابانية كان واضحا ليس فقط من خلال التصميمات والألوان بل أيضا الإكسسوارات، وتحديدا الأحذية المستوحاة من تلك التي كانت تلبسها فتيات الغيشا. الألوان في بداية العرض كانت هادئة ومريحة للعين إلى حد بدأ يثير الشك. فكيف لهذه الدار التي عودتنا على عروض مثيرة وإخراج أكثر إثارة في كل موسم أن تقدم عرضا بسيطا في هذه المناسبة الكبيرة؟ لكن سرعان ما تغيرت النغمة تماما، وبدأت معالم الرحلة الفلكلورية تتضح، وكذلك سبب اختيار «سيرك ديفار» كمسرح لهذه الاحتفالية. فعرض الدار اليابانية، التي شهدت أول عرض لها في شوارع باريس لأن مصممها الشاب آنذاك، تاكادا كنزو لم يكن يتوفر على إمكانيات عالية تخول له العرض في مكان أفضل، لم يكن فيلما يتتبع تطور الدار وتاريخها على شاشة كبيرة، بل كان عرضا حيا على مسرح دائري بدأ في الدوران ببطء لتدخل العارضات كل واحدة على حدة وتقف ممثلة ثقافة بلد معين كما ترجمتها دار «كنزو» عبر السنوات. من منغوليا إلى اسكوتلندا مرورا بالمغرب وأفريقيا الجنوبية والوسطى وبيرو وروسيا تراصت 40 عارضة وكأنهن دمى روسية متحركة في طبقات وطبقات من الأزياء والإكسسوارات، علما بأن الأزياء لم تكن وحدها المثيرة والغنية بالألوان والأقمشة، بل أيضا أغطية الرأس التي أتقنتها الدار ولفتها بشكل أخاذ ليصل طولها إلى أكثر من قدم في أغلب الأحيان، لتخفي كل معالم الجسم والرأس باستثناء الوجه المصبوغ باللون الأبيض الذي رسمت شفاهه بالمرجاني في إشارة إلى فتيات الغيشا. أنطونيو ماراس قال بعد العرض إن الأزياء التي وجدها في الأرشيف كانت رائعة، لكنه لم يشعر بأنها ملائمة للوقت الحالي، لهذا أجرى عليها تغييرات فنية ضرورية، مثل تحويله جاكيت إلى قبعة رأس، وفستان إلى حزام وهكذا.