أخبار وتوجهات باريس القادمة

عارضات خمسينيات.. وأخريات بمقاسات كبيرة في أسبوع يهلل للرشاقة والشباب

TT

- الكعوب العالية لم تأخذ البطولة على منصات باريس، فقد كانت هناك الكثير من الصنادل المنخفضة، خصوصا تلك المستوحاة من صنادل الباليرينا و«الغلادياتور» التي تماشت بشكل رائع مع فساتين «التوغا» اليونانية الإيحاءات أيضا. فهذه الأخيرة ظهرت في الكثير من العروض من «لانفان» إلى ألكسندر ماكوين، مرورا بإيسي مياكي وغيرهم.

- المخرمات لم تقتصر على الجوارب كما في عروض كل من جون بول غوتييه، «أنغارو» وأليكسيس مابيل، بل على الأزياء أيضا. في عرض «شانيل» ظهرت مجموعة كاملة عبارة عن فساتين وجاكيتات وبنطلونات ومعاطف بثقوب.

- أجواء السبعينات كانت مؤثرة على كثير من العروض من نيويورك، لندن، ميلانو إلى باريس، وتأثيرها لم يقتصر على الورود وأسلوب «الهيبيز» الذي ترجم من خلال أزياء منسابة، بل أيضا على الاستعمال السخي للأقمشة الشفافة مثل التول والشيفون التي تظهر من تحتها تنورات أو «شورتات» قصيرة، لكن سميكة.

- الألوان الغالبة كانت مستوحاة من الطبيعة بدرجات صارخة، وحتى عندما تكون هادئة فهي أيضا مستوحاة من البحار والشعاب المرجانية والمياه اللازوردية والفواكه الموسمية. لكن الأبيض والأسود كانا أيضا حاضرين بقوة. الأول في عروض «سيلين» و«كلوي» و«إيسي مياكي»، والثاني في عرض «شانيل». لكن فيما يتعلق بالألوان الصارخة التي زخرت بها منصات العروض، فقد كان للبرتقالي، بدرجاته، نصيب الأسد منها. كان حيويا في عروض «إيف سان لوران» و«لانفان» ودريز فان نوتن و«كنزو» وإيلي صعب. لدى هذا الأخيرة أخذ ألوان المجوهرات مثل المرجان.

- البريق خف من التطريزات وتركز على الإكسسوارات، باستثناء الريش الذي سيزين الكثير من أزيائك في الموسمين المقبلين، وأكبر دليل أن لاغرفيلد مصمم دار «شانيل» أسهب فيه.

- الأنثوي والمنساب الذي اعتمد على الأقمشة الناعمة والبليسيهات تنافس مع أسلوبي «الروك آند رول» والبانكس، من خلال الترصيعات المعدنية والجاكيتات المفصلة والبنطلونات الضيقة، كما تنافس مع الرجالي الذي سيغزو خزانتك من خلال قمصان وبنطلونات واسعة.

- الأطوال المقترحة لربيع وصيف 2011 تتباين بين القصير وفوق الركبة مباشرة أو يغطي نصف الساق. هذه الأخيرة ستحتاج منك إلى دراية عالية حتى تضفي عليك الأناقة المطلوبة، لأنه ليس كل ما يظهر على منصات عروض الأزياء، وبشكل مبهر، يبدو كذلك في أرض الواقع.

- إلى جانب جايلز ديكون الذي قدم أول تشكيلة له لدار «أونغارو» كانت الأعين مسلطة على الشابة سارة بيرتون، التي قدمت أول تشكيلة بتوقيعها لدار «ألكسندر ماكوين». وعلى الرغم من أنها عملت مع الراحل لمدة 14 سنة وكانت يده اليمنى طوال هذه السنوات، فإن تشكيلتها كانت مختلفة نوعا ما، على الأقل من حيث إنها لم تكن سوداوية، تعكس مزاج المصمم البريطاني الذي انتحر في شهر فبراير (شباط) من العام الماضي. في المقابل، حافظت سارة على أسلوبه في المبالغة، لا سيما فيما يتعلق بتصميمات الفساتين التي جاءت بتنورات مستديرة ومنفوخة، وبخطوطها الباروكية وحرفيتها العالية، فضلا عن اهتمامها بأدق التفاصيل. غير أن الإحساس العام الذي اجتاح الحضور هو أن امرأة ماكوين تخلصت لأول مرة من قيودها وعقدها وتعقيداتها، حيث بدت حرة طليقة مستعدة لأن تعانق الحياة ببوهيمية ونعومة، من دون أن تتنصل من جذورها.

- أسبوع باريس كان احتفالا بكل الأساليب وأيضا بكل الأعمار، مع تركيز لافت على المرأة الخمسينية وما فوق. في عرض جايلز ديكون لدار «أونغارو» استعان بصديقته أنا ديلو روسو، مديرة قسم الموضة بمجلة «فوغ» النسخة اليابانية، بينما استعان كارل لاغرفيلد بعارضته المفضلة وملهمته في أيام الشباب، إيناس دي لافريزونج قبل أن يدب خلاف بينهما قطع العلاقة لمدة 21 عاما. جون بول غوتييه أيضا أعاد إلى الأضواء ملهمته القديمة فريدة خلفة، التي ظهرت في آخر عرض له لدار «هيرميس». أما المصمم المخضرم بيير كاردان، الذي سجل في هذا الموسم عودته بعد عقود من الغياب، فاستعان أيضا بعارضات قد يقول البعض إنهن تعدين الكهولة، لكنهن لا يزلن يحافظن على هالتهن ورشاقتهن. ويبدو من كل هذا أن الصبا لم يعد هو الموضة الوحيدة بالنسبة لهؤلاء، وأن المرأة الناضجة فرضت نفسها، خصوصا وأنها تمتلك قدرة شرائية يمكن أن تزيد مبيعاتهم بشكل كبير.

- عندما ظهرت المغنية الأميركية بيث ديتو، في عرض جون بول غوتييه، لم تثر الكثير من اللغط بسبب مقاسها، 28، لأن الفكرة كانت استغلال نجوميتها ومظهرها ليس أقل ولا أكثر، أي أن المسألة دعاية مجانية. لكن عندما تظهر عارضة بمقاس، 10، الذي يعتبر كبيرا في عالم الموضة، وفي عرض «شانيل» بالذات فهذا هو اللافت. فالمعروف عن كارل أنه لا يحب السمنة وكل ما يتعلق بها، ولا يتوقف عن إطلاق مقولاته المأثورة في هذا الشأن منذ أن نقص وزنه منذ عدة سنوات، ومع ذلك فإن استعانته بها يشير إلى تحول في ثقافة الموضة لم يبرز بشكل كبير لكنه حاصل. العارضة هي كريستال رين، البالغة من العمر 24 سنة، التي ظهرت في ثلاثة عروض باريسية: جون بول غوتييه وزاك بوسن بالإضافة إلى «شانيل»، وهو رقم قياسي بالنسبة لعارضة، عانت من مرض الأنوركسيا في السابق