إيلي صعب.. يؤلف أغنية بنغمات الديسكو

ابتعد عن التطريز وعانق الألوان

TT

كل موسم نخرج من عرض إيلي صعب بشعور عارم بأن التحدي أمامه سيكون أصعب في الموسم المقبل، إذ كيف سينجح في تقديم الأفضل؟ وفي كل موسم يجيب علينا بتفوقه على نفسه ليؤكد لنا أنه لا يزال في جعبته الكثير. يوم الأربعاء الماضي، مثلا، أنسانا أننا في واحدة من أجمل حدائق فرنسا، التويلريز، وأدخلنا عالما من الألوان تشابكت فيه درجات المرجان مع السلمون مع الأزرق الرمادي والبيج البني والأخضر الزيتوني والفستقي وغيرها من الألوان الجاذبة بدرجاتها الذكية التي لم يكن لها مثيل في كل عروض باريس. ورغم أن الواحد قد يميل إلى القول بأنها أجمل ما كان في عرضه، فإنه سيكون ظالما بالنظر إلى التصميمات المتنوعة التي ارتقت إلى مستوى جديد يخاطب النهار والمساء على حد سواء. إيلي صعب خفف من كمية التطريزات التي أدخلته عالم هوليوود ومناسبات الأعراس الفخمة من أوسع الأبواب، لأنه رأى بعيون الفنان أن الألوان ستكون لافتة من دون أي تطريزات، كما يمكن أن تدخل المرأة إلى أي مناسبة بأناقة ورقي. لكن لن نظلمه إذا قلنا إنها من أجمل ما قدم حتى اليوم في مجال الأزياء الجاهزة، سواء من حيث تنوع قطعها التي يمكن تنسيقها بسهولة في النهار، أو أوقات الكوكتيل، أو المساء والسهرة، أو عمليتها التي ستخاطب شرائح جديدة من الفتيات.

صعب صرح لوكالة «أسوشييتد برس» بعد عرضه بأن هذه الألوان والخطوط محفورة في ذاكرته لأنها رافقت فترة شبابه، وبالتالي تعني له الكثير. ولا شك أن الفترة التي يعنيها هي السبعينات بكل جمالها وبريقها، الأمر الذي اتضح حتى قبل بدء العرض. فقد كان عنوان التشكيلة «مباهج السبعينات»، وما إن بدأ العرض وأول نغمة راقصة حتى ظهرت العارضة أنيا روبيك في بنطلون منسدل، يستحضر بنطلونات الشارلستون الواسعة التي كانت سمة تلك الحقبة، من الساتان، و«توب» ملتف حول الصدر باللون الأخضر الزيتوني زينته إكسسوارات ضخمة بلون الذهب. لكن سرعان ما ذابت السبعينات في أناقة كلاسيكية وأنثوية شملت تاييرات مفصلة وأخرى منسابة، و«شورتات» قصيرة مع جاكيتات ناعمة تلتف حول الخصر، وفساتين منحوتة أو بطيات بألون البيج البني أو الأزرق الرمادي والمرجاني.

ولأن العرض كان يتنفس روح السبعينات، فقد ترجم هذه الفترة أيضا من خلال بنطلونات من الجيرسيه وفساتين من الجورجيت ببليسيهات منسدلة على الجسم بسخاء، حددت بعضها سلاسل على شكل أحزمة من الذهب عند الخصر أو طيات خفيفة. للأيام الحارة جدا، خصص مجموعة مطبوعة بنقوشات جمع فيها كل الألوان التي استعملها في التشكيلة من أخضر وأزرق وبني وعاجي ومرجاني، وللمساء سحر الحضور، وهو الأمر المتوقع بحكم أن قوته تكمن في هذا المجال. قدم مجموعة من الفساتين الطويلة التي ستجعل أي امرأة تبدو وكأنها نجمة متألقة، رغم أن أغلبها خال من التطريز وأحجار الكريستال. لكن ما افتقر إليه من بريق الأحجار، عوضته بألوانها وقصاتها الأنثوية وأقمشتها المترفة، من شيفون وأورغنزا وتللي، فضلا عن بليسيهاتها وفتحاتها المدروسة وخطوطها الأكثر نعومة مقارنة بالسابق. لكن بـــــالنسبة للمرأة التي تميل إلى البريق وتعودت عليه، فقد خصص لهـــــــــا مجموعة قليلة من القطع بـــــــأطوال مختلفة، مطرزة بالأحجار وما يشبه قشور السمك، تتلألأ مع انعكــــــاسات الضوء لتضفي على البشرة ألقا ونـــــورا قد يغنيهـــــــا عن استعمال المجوهرات.

الواضح أن المصمم الذي دخل مجال الأزياء الجاهزة منذ فترة قصيرة، وسجل فيها نجاحا سريعـــــــــا، يعرف أن الإكسسوارات في أهمية الأزياء، إن لم تكن أكثر من الناحية التجارية، لهذا قدم مجموعة من حقــــــــائب اليد بأحجام متباينة لتغطي كل المناسبات وكل الأذواق، فضلا عن مجوهرات من الذهب على شكل عقود وأحزمة وأساور.