«الكروشيه» صيحة مصرية في عالم الحلي والإكسسوارات

أصبح له مفهوم آخر بعد أن كان مرتبطا بالجدات

TT

ما إن نسمع كلمة «كروشيه» حتى ترتسم في أذهاننا صورة الجدة التي تمسك في يدها إبرة طويلة وفي اليد الأخرى كرة خيط لتصنع كنزات وأوشحة لأحفادها ومفارش لتزيين طاولات منزلها، في محاولة لكسر الملل والتغلب على وحدتها.

كان ذلك فيما مضى، أما الآن فقد أصبح للكروشيه مفهوم آخر، بعيد كل البعد عن الجدات بعد أن عانقته شابات في مقتبل العمر لأسباب مختلفة، وبالتالي كان لا بد أن يتطور، إذ لم يعد يقتصر على صنع المفارش والكنزات وما شابهها، بل على صناعة الحلي والإكسسوارات.

مها أمين، مصممة حلي وإكسسوارات، وجدت في فن الكروشيه ما يجعلها مميزة عن غيرها من المصممين. تقول: «طيلة عمري وأنا أحب أن أكون متميزة، خاصة في ملابسي، ولأني أحب شغل الكروشيه، قررت أن أصنع منه ما يحقق لي هذا التميز. في البداية قرأت كثيرا من الكتب المتخصصة فيه، كما بحثت على مواقع الإنترنت عن كل ما له علاقة بهذا الفن. ومن خلال عملية البحث توصلت إلى أن هناك معهدا في لندن يعطي دورات تدريبية لتعليمه، وبالتحديد تعليم كيفية إدخال ومزج الخرز والأحجار مع خيوط الكروشيه، ويوفر هذا المعهد إمكانية الدراسة عن بعد. التحقت بهذه الدورة التي تتكون من 16 مرحلة، كان المعهد في كل مرحلة يرسل لي أشرطة فيديو تعليمية، وكنت لا أنتقل إلى المرحلة التالية إلا بعد إرسال نماذج من الأشغال التي أنتجتها. كانوا يشترطون إرسال هذه النماذج في طرد بريدي لأنهم لا يعترفون بالصور وحدها. بعد أن أتممت دراسة جميع المراحل خلال سنتين، عرفت أن هناك 281 غرزة للكروشيه، تعلمتها جميعا».

بعد أن أنهت مها الدراسة بالمعهد وجدت أن لديها إنتاجا كبيرا جدا من الحلي والإكسسوارات المصنوعة من الكروشيه والمطعمة بالأحجار الكريمة، ففكرت في بدء مشروع خاص بها تقوم من خلاله بتسويق منتجاتها. وبالفعل وجدت إقبالا شجعها على التخصص.

لم تكتف مها بما تعلمته في معهد الكروشيه اللندني، لأنها كانت تريد أن تضع بصمتها، ومن ثم جاءتها فكرة إضفاء الطابع العربي على منتجاتها وهو ما يكون مختلفا يجمع بين الموضة والأصالة في الوقت ذاته. عن ذلك تقول: «بعدما لمست الإقبال على منتجاتي، فكرت في إضافة طابع ولمسة مختلفة عما تعلمته في المعهد وعن الموجود على الإنترنت، وكانت الطريقة هي إضفاء لمسة شرقية وبدوية عليها، فاستخدمت أقمشة زينت بالخط العربي إلى جانب الجلد والفضة والنحاس والصدف والخشب وغيرها من الخامات التي وظفتها مع الكروشيه في ابتكار أحزمة وحقائب يد تعكس هذا الطابع».

ورغم أنه بالإمكان تطعيم حلي الكروشيه بخامات متاحة للكل، فإن مها تفضل استخدام الأحجار الكريمة والفضة والكريستال لتعكس قيمة منتجاتها بالإضافة إلى عمليتها، بالنظر إلى أن إكسسوارات الكروشيه خفيفة الوزن ومتينة من الصعب تقطعها عدا أنها تناسب كل المواسم. فحسب ما تقوله مها فإن لكل فصل من فصول السنة خيوطه الخاصة. ففي الصيف تستخدم الخيوط القطنية والفسكوز، وفي الشتاء خيوط الصوف وتشمل القطيفة والفرو، على سبيل المثال. نفس الأمر ينطبق على مناسبات النهار والمساء، فللنهار تنصح بارتداء الحلي المصنوعة بالكامل من الكروشيه والمستخدم فيها الخيوط القطنية ذات الألوان المبهجة. أما للمساء، فتنصح بالقطع الممزوجة فيها الأحجار مع الكروشيه أو المصنوعة من خيوط باللون الذهبي والفضي والمطعمة بالأحجار. وحتى للعرائس تقوم بتطريز الطرحة بالكروشيه مستخدمة خيوطا باللون الفضي تطعمها بالأحجار والفصوص واللؤلؤ توضع على الجزء الأمامي من الطرحة حتى تغني عن التاج. لكن يبقى المهم بالنسبة لمها هو طريقة تعامل المرأة مع قطعها. فكل واحدة يجب أن تعكس شخصية صاحبتها، مما يجعلها تناقش الزبونة، للتعرف على شخصيتها والألوان المفضلة لديها حتى تعطيها ما يناسبها. فالكروشيه، يقوم أساسا على تمازج الألوان، مما يجعل من الضروري أن تكون مريحة لصاحبتها ومفضلة لديها.