4 عواصم.. 4 ألوان وحقيبة واحدة

«ديور» تضع نقطة النهاية لرحلتها المثيرة بالرمادي

TT

يوم الجمعة الماضي كانت لندن المحطة الرابعة والأخيرة في رحلة حقيبة «لايدي ديور». رحلة بدأت في باريس بـ«لايدي نوار» في حبكة بوليسية تجمع بين التشويق والفيلم «نوار»، قبل أن تنتقل إلى نيويورك بـ«لايدي روج»، وشنغهاي بـ«لايدي بلو» وأخيرا في لندن بـ«لايدي غري». النهاية كانت شاعرية تلعب على ضبابية سماء لندن، كما تحتفل بالرمادي الذي يعتبر لون الدار الفرنسية العريقة الرسمي، وماركتها المسجلة. فهو الذي يستقبل الزوار في كل محلاتها العالمية، من الكراسي إلى الجدران وباقي الديكورات عدا الأزياء والإكسسوارات. ونظرا لأهمية هذا اللون، فإن الدار كانت يوم الجمعة كمن تقول بأن لندن هي مسك الختام، وأنها تركت الأفضل للأخير من خلال حقيبتها «لايدي غري»، من دون أن تحرم المرأة من الخيارات الأخرى، التي يحكي كل لون منها قصة مختلفة تماما. لأن الحملات الترويجية تطورت كثيرا ولم تعد مجرد جلسات تصوير يقوم بها مصور عالمي أو فيلم مباشر من بضع دقائق إن لم نقل ثواني، فإن «لايدي غري» مثل سابقيها، كانت معبأة بكل عناصر التشويق والترفيه التي من شأنها جذب الانتباه إلى حقيبتها الأيقونية التي تعتز بها الدار وتعتبرها من أهم كلاسيكيتها تماما مثل الجاكيت المفصل عند الخصر. فمنذ أن طرحتها عام 1995 وهي تعود إليها وتتفنن في ألوانها وخاماتها من دون أن تمس بأساسياتها. صحيح أن الفيلم، وهو من إخراج الأميركي جايمس كاميرون ميتشل، لم يستغرق أكثر من 10 دقائق تقريبا، إلا أنه بدا وكأنه مكون من عدة فصول وقصص مختلفة بتأثيرات تغني عن الكلام، خصوصا أن الرابط بين هذه القصص والفصول كانت النجمة ماريون كوتيار، التي جسدت امرأة غامضة وساحرة على حد سواء. فهي امرأة تلمس حياة رجلين من بيئتين وجيلين مختلفين تماما. الأول هو الممثل العجوز إيان ماكالان، الذي يكون فاقدا لطعم الحياة لأنه سجين كرسي نقال يوحي بأنه مشلول لتأتي ماريون وتبث في أوصاله الحياة وتشعره برجولته من جديد. أما الثاني فهو الشاب روبرت توفي، الفنان البوهيمي الذي تلهمه وتجعله يبدع بجنون لم يكن يتخيل أنه يقدر عليه. كل ما في الفيلم هذه المرة كان يضج بالإثارة والإيحاءات الحسية، الأمر الذي جسدته الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، أحسن تجسيد بطريقة تدغدغ الخيال وتجعلك تشعر وكأن الأبطال في حلم أو يعيشون أحلام يقظة أقرب إلى الفانتازيا.

سيمكن لأي أحد أن يتابع أحداث الفيلم بدءا من الثامن من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل على موقع الدار، لكن من يريد الحصول على الحقيبة، فلا حاجة للانتظار لأنها مطروحة للبيع على الأقل في محل «ديور» بـ«سلوان ستريت» Sloane Street بأسعار تتراوح بين 1.500 و1.800 جنيه إسترليني. لكن قبل أن تتسرعي وتتهمي الدار بعدم الديمقراطية إذا كنت ممن ليست لديه القدرة على هذه المبالغ، فقد طرحت لك طلاء الأظافر بثلاث درجات من لون الحقيبة بمبلغ لا يتعدى الـ17 جنيها إسترلينيا تجعلك تعيشين حلم «ديور» بالرمادي.