حقائب صغيرة.. لأناقة راقية

«مارسيلو».. «مارسي».. «لايدي دي».. تناديك برقة ونعومة

TT

لا بد أنك لاحظت أن كعوب الأحذية تزيد ارتفاعا، بينما حجم حقائب اليد يزيد تقلصا، وفي هذا الحالة لا بد أن تكون قد دارت بخلدك مقولة إن كل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده. وهذا بالفعل ما حصل في ما يخص الحقائب الضخمة التي وصلت إلى أحجام لا تطاق في فترة من الفترات، وعملت الماكينة الترويجية على تبريرها بأنها مناسبة للعصر وتلبي حاجة المرأة العاملة ومسؤولياتها المتزايدة، بينما الحقيقة أنها زادت فقط من أوجاعها، وشجعتها على حمل كماليات وأغراض لا حاجة لها بها على الإطلاق. جولة سريعة في الأسواق حاليا تشير إلى أن معظم بيوت الأزياء والإكسسوارات عادت إلى الوراء، وأعادت إلينا حقائب بأحجام متوسطة إن لم نقل صغيرة، مستوحاة في الكثير من الأحيان من حقائب الملكات والأميرات، ومن حقائب السهرة التي تحمل بين الكف، مع إضافة مسكة يد أو حزام لكي تحمل على الكتف في النهار. والملاحظ أنه بعد أن تبخر الإحساس الأولي بالخيانة لحقيبة لازمتها لعدة سنوات، ووجدت تبريرات كثيرة لشرائها وحملها إلى حد أصبحت معه بمثابة الرفيقة المخلصة التي تحمل كل ما تحتاجه ولا تحتاجه، بدأت المرأة الأنيقة تتأقلم مع الأحجام الجديدة. بل إن بعض النساء بتن يتغنين بمزاياها ويعتبرنها بمثابة هدية من صناع الموضة تعفيهن من حمل حقائب بأحجام ضخمة يمكن أن تحمل فيها الواحدة منهن شاشة تلفزيون وليس مجرد كمبيوتر محمول فحسب. صحيح أن المرأة في ذلك الوقت لم تشتك ودخلت في المقابل في مباريات ساخنة في حمل الأثقال باسم الموضة، إلا أنها، ومن دون أن تعترف بذلك علنا، بدأت تتنفس الصعداء وتشكر صناعها في قرارة نفسها. ففي عام 2007 مثلا، وحسبما نشرت إحدى الدراسات، كانت المرأة تحمل ما لا يقل عن ثلاثة كيلوغرامات في أحسن الحالات مقابل نصف كيلو، وزن الحقيبة الحالية، وهذا في حد ذاته يعتبر مكسبا قيما في هذا الموسم. فالتصميمات الجديدة لن تكون رحيمة على العمود الفقري والأكتاف فحسب، بل ستكون أيضا خفيفة على العين والجيب، كونها ستستعمل في النهار كما في مناسبات المساء والسهرة، وأسعارها تقدر بنصف أسعار الكبيرة الحجم في الكثير من الحالات.

صحيح أن بعض النساء ممن تعودن على الحجم الكبير سيشتكين أن النسخ الجديدة غير عملية بالنسبة للمرأة العاملة، لكن الحقيقة أن الكثير منها يتوفر على جيوب متعددة لا تحتاج سوى لبعض التنظيم والانضباط بحمل ما قل ودل فقط، مثل حقيبة «مارسيلو» من «كارتييه»، التي رغم حجمها الصغير مقارنة بالنسخة الكبيرة، تكفي لحمل أهم الأغراض، كما تناسب كل الأجواء والمواسم والمناسبات وتأتي بثلاثة أحجام، كذلك الأمر بالنسبة لـ«مارسي» التي قدمتها «كلوي» في عرضها لربيع وصيف 2010، فهي، مثل «مارسيلو»، تأتي بعدة خامات وألوان، ومنها ما هو من جلد العجل المغسول، ومنها ما هو من جلد الثعبان المعالج بألوان طبيعية أو مغشاة بالرذاذ وهلم جرا. «لايدي دي» أيقونة دار «ديور» هي الأخرى تأتي بأحجام متعددة، لتوفير خيارات أكبر للمرأة، على العكس من مجموعة «سونيا ريكييل» لهذا الموسم، والتي تتميز بصغرها في الغالب من دون أن تفقد عمليتها، حيث تقول إنه تتحمل كل ما تحتاج المرأة العصرية أن تحمله معها، تليفونها الجوال، بطاقة التأمين مع محفظة صغيرة، وقلم أحمر.

لكل هذا نهمس في أذنك بترك حقيبة «داونتاون» من «إيف سان لوران»، أو «هيلوسيس» من «كلوي» جانبا، وعليك بحقيبة مثل «مارسي» من كلوي، أو «مارسيلو» من «كارتييه»، أو «لايدي دي» من «ديور»، أو النسخة الصغيرة لـ«أليكسا» من«مالبوري» وغيرها.