ديكور جديد يناسب حياة عصرية

إسطبل خيول يتحول إلى بيت عصري في استوكهولم

TT

رغب كل من لينارت ولوتا ساندبيرغ في حياة جديدة بوسط المدينة بعد تربية 3 أطفال في ضواحيها. ويعني ذلك بالنسبة إلى دكتور ساندبيرغ، طبيب عيون الأطفال البالغ من العمر 53 عاما، العثور على منزل من دون باحة تحتاج إلى عناية مستمرة، فضلا عن البدء من نقطة الصفر، بكل ما في الكلمة من معنى أساسي، أي مساحة خالية تمكنهما من تحقيق تصورهما لدور علوي بمنطقة حضرية. تقول لوتا، التي تعمل مشرفة على حضانات عامة وتبلغ من العمر 47 عاما: «بهذه الطريقة نستطيع أن نشارك في تصميم ما نريد، فهذا أكثر جاذبية من شراء مسكن جاهز».

لكن سرعان ما تبين لهما صعوبة هذا، فالمساحة التي اشترياها عام 2002 مقابل 5,2 مليون كرونة سويدي (بما يعادل نحو 750 ألف دولار) كانت ذات إمكانية كبرى؛ حيث تتسع لبناء شقة داخلية في حي فاساستان شمال وسط المدينة المزدحم. وكانت الشقة قد بنيت في القرن الـ19 كسطح إسطبل للخيول المستخدمة في تنظيف شوارع المدينة. لكن بعد شرائها بعامين، أنفقت أسرة ساندبيرغ 145 ألف دولار واستعانت بمهندسين معماريين ثم تخلت عن خدماتهم من دون أن يكون لديها مخطط للشقة. كانت الأسرة على وشك التخلي عن هذا الأمر تماما، نتيجة الإرهاق والإحباط عندما قابلت لوتا بيتي غرانلوند، مصممة ديكور داخلي تتمرن في صالة الألعاب الرياضية التي تشترك بها، وسرعان ما اكتشفتا تشابه ذوقيهما في الديكور. وافقت بيتي، التي تملك شركة «غيكو» في مدينة استوكهولم، على أن تساعدهما في رسم مخططات تصميم المنزل والإشراف على عملية التجديد، وكذلك ساعدتهما في الحصول على موافقة من المجالس البلدية المختلفة على التصميم والتي تعتبر لازمة لأن المنزل يعتبر أثرا تاريخيا.

بدأت أعمال البناء عام 2006 وأخذ دكتور ساندبيرغ يمر على الشقة قبل العمل وبعده بصفته مديرا للمشروع؛ حيث قال: «كنت آتي إلى هنا يوميا صباحا ومساء لمدة عام ونصف العام». لكنه يرى أن الأمر يستحق العناء، فقد حولت عملية التجديد الواسعة، التي بلغت تكلفتها نحو 2,5 مليون دولار، المكان بأكمله إلى شقة حديثة ولم يبق سوى أثر واحد يدل على حالته القديمة وهو تمثال نصفي لحصان فوق بوابة بالخارج.

في البداية تم تقسيم المساحة التي تبلغ 2800 قدم مربع إلى شقتين، إحداهما كبيرة تسكن بها أسرة ساندبيرغ وأخرى أصغر يؤجرونها. وأتاح السقف الذي يبلغ طوله 23 قدما بناء طابق ثانٍ داخل الشقة، مما وفر مساحة إضافية قدرها 1000 قدم مربع. وتم استغلال هذه المساحة كمكان للمطبخ وغرفة تناول طعام مفتوحة على شرفة مسقوفة (تم بناء الشرفة في السطح لعدم قانونية عمل تغييرات في واجهة المبنى).

وهناك سلم داخلي ومصعد صغير يربط المطبخ وغرفة تناول الطعام بغرفة المعيشة وغرفتي النوم بالطابق السفلي. جدير بالذكر أن تركيب المصعد تنص عليه اللوائح الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة التي تفرض على الشقق الجديدة كلها في السويد توفير مدخل للكراسي المتحركة إلى الغرف الأساسية مثل المطابخ وغرف النوم والحمامات. وتعتبر المفروشات في الشقة قليلة ويغلب عليها اللون الأبيض، مما يمنح خلفية رائعة لمجموعة المقتنيات الفنية للأسرة. وتناسب مساحة الفراغ الجمالية الزوجين اللذين لم يحضرا أي أثاث من منزلهما القديم في ضواحي المدينة عندما انتقلا إلى هذه الشقة منذ عامين. تقول لوتا: «لقد شعرنا بعدم الحاجة إلى الكثير من الأثاث في منزلنا، فمن المريح أن تعود إلى منزلك لتجد الأشياء التي تفضلها فقط».

والمثير أن شقة لوتا ولينارت كانت قد بنيت في استوكهولم في القرن الـ18 كمخزن تبن لخيول كانت تستخدم في تنظيف شوارع المدينة وتحولت بفضل عملية التجديد الشاملة إلى شقة حديثة لسقفها على ارتفاع 23 قدما. وقامت شركة «أندريا ديزاين» بصناعة الأريكة الموجودة في غرفة المعيشة وشركة «فورناسيتي أند جوزيف فرانك» بصناعة الوسائد. أما طاولة الطعام فمن تصميم «كوريان» واللمبة المعلقة فوقها من تصميم المصمم الهولندي بيرتجان بوت، وعلى الحائط لوحة للفنانة أنا فان هيرل من لوس أنجليس. وتبلغ مساحة المطبخ وغرفة تناول الطعام المفتوحة بالطابق الثاني 1000 قدم مربع وتطل على غرفة المعيشة. وأثاث المطبخ من شركة «بوفي» بينما الأجهزة الكهربائية من «غاغينوا». وتعيش أماندا، الابنة الكبرى لساندبيرغ، التي تبلغ من العمر 24 عاما، بالقرب من الأسرة وتداوم على زيارتها. وصنف هذا المبنى كأثر؛ لذا غير مسموح بالقيام بأي تعديلات في الواجهة وكان لزاما أن توقع عدة مكاتب بلدية على طلب التجديد.

تم دمج الشرفة، التي أضافتها أسرة ساندبيرغ، مع السطح في الطابق الثاني وتعلوها سخانات مياه كهربائية وذات سقف قابل للطي. ومن أجل توفير مساحة للتخزين في غرفة النوم الرئيسية على النحو الأفضل، تم وضع خزانات بطول الحائط الخلفي وتم إخفاء خزانة الأحذية بمقدمة السرير، وهو من تصميم شركة «كاربي دييم» السويدية.

* خدمة «نيويورك تايمز»