مصممة الأزياء سارة العمري: أحلم بأن تتوفر عباءاتي في محلات مثل «هارودز»

جددت شكلها التقليدي وجعلتها أقرب إلى فساتين سهرة

TT

ازدادت شعبية العباءات في السنوات الأخيرة ولم يعد ارتداؤها قاصرا على النساء في دول الخليج فقط، لهذا جعلها الكثير من المصممين الشباب موضوعا دسما لإبداعاتهم يتفننون فيها ويطعمونها بروح الشباب والعصر.

سارة العمري، واحدة من هؤلاء. فقد استطاعت هذه المصممة المصرية التي لم تتعد العشرينات من العمر، وفي فترة قصيرة، أن تحفر اسمها في مجال العباءات متفردة بتصميمات بسيطة لا تخرج عن نطاق اللون الأسود في الغالب.

فهو بالنسبة لها ملك الألوان لأنه يخفي عيوب الجسد ويبرز أنوثة المرأة، فضلا عن أنه من الصعب اعتباره لونا مؤقتا أو صرعة تظهر في موسم ثم تختفي في موسم آخر. والأهم من كل هذا، فهو يلائم الفتاة المحجبة كما يلائم المناسبات المسائية والسهرات بحسب طريقة التعامل معه.

كل ما قامت به سارة أنها أخرجت العباءة من شكلها التقليدي بأن أصبغت عليها تصميمات أقرب إلى فساتين السهرة والمساء، بدءا من التطريزات على الألوان الهادئة. وتقوم حاليا بتنفيذ كل شيء بنفسها بداية من رسم الموديل وقصه إلى التقفيل النهائي الذي تستخدم فيه أقمشة الساتان والحرير الأسود وتصميم الإكسسوارات الخاصة بالعباءة، لذا تأخذ تصميماتها وقتا طويلا.

اللافت أنه على الرغم من عشق سارة لمجال تصميم الأزياء، فإنها لم تدرس الموضة بشكل أكاديمي، فالفرصة جاءتها عندما سافرت إلى أميركا والتحقت بمدارس متخصصة في هذا المجال صقلت فيها موهبتها. وعندما عرضت على ما تعرفهم والمتخصصين بعض تصميماتها وجدت ترحيبا وقبولا، شجعاها على التفكير في عرضها على بيوت أزياء كبيرة مثل «ديور» و«شانيل» وخصوصا مع تزايد الإقبال على العباءة في الخارج. تعلق: «رأيت في أميركا محلات كثيرة للعباءات يمتلكها أجانب ولكنها بعيدة كل البعد عن طابعنا العربي ومع ذلك تلقى إقبالا شديدا من كل الجنسيات»، وهذا ما حفزها على طرحها بالشكل الذي يتناسب مع البيئة العربية من دون أن تنسى أن تضفي عليها لمسات عصرية. المشكلة أن عودتها إلى مصر حالت، بشكل مؤقت، دون تحقيق هذا الحلم، الذي بقي يراودها وتتحين الفرصة المناسبة لتحقيقه.

تشرح سارة: «بعد عودتي لمصر، ظلت الفكرة تراودني، ولكنني لم أكن أعرف كيف أبدأ بتنفيذها، إلى أن نصحتني إحدى صديقاتي بتحديد وقت معين أنتهي خلاله من تصميم أول مجموعة عباءات تحمل اسمي. وبالفعل نفذت بعض التصميمات في ورش خارجية قبل أن أتمكن من فتح ورشة حياكة وتصميم في منزلي، وعملت على إطلاق أول مجموعة عباءات شتوية تحمل الطابع الكلاسيكي. على سبيل المثال استخدمت أنواعا من الأقمشة غير المنتشرة أو المألوفة في تصميمات العباءات، مثل قماش التول والساتان والدانتيل وغيرها».

وترى سارة أن الأقمشة والتفصيل أهم من التطريزات، لهذا تحرص ألا تبالغ فيها. فالأقمشة، إذا كانت مترفة وأنيقة، يمكن أن تغني عن أي تفاصيل لتزيينها.

نجاح المجموعة الأولى شجع سارة، حسبما تقول، على إطلاق مجموعة أخرى لموسم الصيف استقتها أيضا من الموضة «العربية»، لا سيما منطقة الخليج مع إضافة الطابع المصري عليها، حيث تميزت بتصميمات واسعة وفضفاضة إلى جانب إكسسوارات مبتكرة، مثل أحزمة من الجلد أو المعدن كان الهدف منها تحويل العباءة إلى فستان يمكن ارتداؤه في المناسبات المختلفة للمحجبات وغير المحجبات. تعلق: «تصميماتي أقرب إلى الفساتين منها إلى العباءات، لأنني لمست الحيرة الشديدة التي تقع فيها المحجبات عند حلول مناسبة مهمة، أو عند تلقيهن دعوة لحضور عرس. ولاحظت أنه غالبا ما يكون اللون أو التصميم اللذان يخترنهما غير ملائمين للحجاب فيضطررن إلى تغطيته وإخفاء معالمه، مما يضيع شكله الأصلي. تفاديا لكل ذلك وجدت أن العباءة هي الحل الأمثل لهذه المناسبات». مؤخرا قامت سارة بإدخال تطريزات بأقمشة ملونة إلى العباءة - قماش السجاد البدوي - كتصميم جديد وأيضا مزجت اللونين الأبيض والأسود، أيضا عن طريق «اللعب بالأقمشة» والابتعاد عن التطريز تماما، وإن احتفظت بتطريزات خفيفة ركزت فيها على الخط العربي.

تضيف «تصميماتي تمتاز بالمرونة، فالعباءة كما يمكن تحويلها لفستان يمكن أيضا ارتداء بنطلون معها وإضافة أي إكسسوارات تلائم المناسبة التي سيتم ارتداؤها فيها. فهدفي هو التأكيد على أن الفتاة المحجبة يمكنها أن تكون أنيقة وبسيطة في الوقت ذاته، ويظل حلمي الذي أعمل على تحقيقه الآن هو إطلاق مجموعة عباءات تحمل توقيعي للعرض في الخارج ورؤيتها في محلات كبيرة مثل (هارودز) بجانب العباءات الأجنبية مع فرق كبير وهو أنها ستكون بتوقيع مصممة أزياء مصرية».