قصة حيازة الملكة رانيا «حقيبة سارة»

العربيات يفاخرن بارتداء الخط العربي مثل جدتهن ولادة بنت المستكفي

مجموعة من حقائب «سارة»
TT

المصممة اللبنانية سارة بيضون التي اشتهرت بحقائبها المصنوعة بأنامل السجينات اللبنانيات، وبعضها تزينه عبارات عربية شهيرة أو أبيات شعر معروفة، وربما جملة من أغنية يرددها الناس، ترى أن الخط العربي بات جذابا بالنسبة لكثيرات، وعبارات الحب بشكل خاص لها سحرها عند المرأة العربية. فقد بدأت بيضون تصميم حقائبها المزينة بالخط العربي عام 2002 وبقيت تبيع منها حتى عام 2004، حيث شعرت أنه لا بد من الانتهاء من هذه المجموعة والانتقال إلى فكرة جديدة مختلفة، لكنها بسبب الطلب الدائم على هذا النوع من حقائب اليد، وجدت نفسها مضطرة لأن تبقي عليها، وتحولها إلى جزء من كلاسيكياتها التي تسأل عنها السيدات باستمرار.

تضحك سارة لو سألتها عن سبب الاهتمام الشديد بالخط العربي، بينما كثير من العرب اليوم يحبون الرطن بالإفرنجية، وتقول: «هناك سيدات متفرنجات هذا صحيح، لكن هناك أخريات يعتبرن أنهن حين يحملن حقيبة يد من هذا النوع فإنهن بشكل أو بآخر، يحملن ما هو طالع من جذورهن». وتشرح بأن النساء العربيات بتن يسافرن كثيرا، وبينهن من تقيم في الخارج، وهؤلاء حين يحملن ما هو آت من حضارتهن يشعرن بالفخر. نادرا ما تأخذ سارة معها هذا النوع من الحقائب حين تعرض في أوروبا، فليس هذا ما تريده الغربيات. «أما العربية فهي تحمل مثل هذه الحقيبة لتكون منسجمة مع عباءتها حين تكون بلباس شرقي، وتحملها أيضا مع ملابس غربية ليبدو مظهرها مبتكرا وكاسرا للمألوف».

من العبارات التي وجدت رواجا على حقائب سارة «إن راح منك يا عين حيروح من قلبي فين»، وأيضا «هوا العمر إيه غير ليلة زي الليلة». عبارات الحب هذه مغرية لحملها من قبل سيدات يردن أن يظهرن مختلفات في عيون الآخرين. أما الحقيبة التي كانت من حصة الملكة رانيا العبد الله، فهذه لها قصة أخرى. وتروي سارة أن صديقة للملكة أهدتها حقيبة، كتب عليها الشطر الأول للبيت الشهير للمتنبي «على قدر أهل العزم تأتي العزائم» وصادف أن هذا هو شعار المملكة الأردنية، فباتت الملكة رانيا حين تحمله فكأنما هي تجول بشعار بلدها أينما حلت.

«حين بدأنا بالفكرة وجدنا رواجا لأن الخط العربي لم يكن مألوفا على المنسوجات، كانت الموضة عندنا آتية بشكل عام من الخارج». تقول سارة بيضون: «اليوم تغير الوضع صار في العالم العربي مصممون، يعرفون كيف يجعلون الموضة تخرج من مكونات ثقافتهم، لهذا لم يعد نادرا أن نرى الخط العربي يزين الملابس والحقائب وحتى القلادات والأساور». وتتحدث سارة مثلا عن المصمم اللبناني خالد المصري، الذي أجاد صناعة أزياء أنيقة مزينة بالخط العربي، كما أن أنواعا عديدة من الأقمشة التي تصدرها مصر باتت مزدانة بالحروف والعبارات العربية. وهذا كله يذكر بجدتنا التي سبقتنا إلى هذه الصيحة منذ ما يقارب ألف سنة وهي الشاعرة الأندلسية والأميرة الشهيرة ولادة بنت المستكفي يوم كانت تكتب أبياتها في الحب على ملابسها، وأشهر تلك الأبيات في التاريخ العربي: أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها أمكّن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها