ساعات تحكي عشق اللؤلؤ وتحاكي المجوهرات

صممت للملوك والنخبة أساسا ولا تزال رمزا للأبهة والفخامة

TT

على الرغم من مزاحمة أجهزة كثيرة لها في وظيفتها، وعلى رأسها الهاتف الجوال، فإن الساعة لا تزال واحدة من رموز الأبهة والفخامة، ولا يمكن الاستغناء عنها، خاصة إذا طعمت بمعادن وخامات ثمينة وعلى رأسها اللؤلؤ رمز الصفاء والنقاء والرقة. فمنذ القديم وهو يجذب صناع الحلي والمجوهرات، الذين يستخدمونه كجزء أساسي في تصميماتهم ذات المضامين والدلالات الخاصة بالملوك وطبقات النخبة. فحبات اللؤلؤ كقطع النجوم تتمتع بجمال أخاذ وتألق ليس له مثيل. ويعتبر اللؤلؤ أول حجر كريم عرفته البشرية، حسبما يقول جورج سعد أحد المتخصصين ببيع الساعات السويسرية في مصر: «فمع بداية القرن الثامن عشر، بدأ الاهتمام بالأصداف وأصبح جمع المحار عملا مستقلا بذاته، حيث كانت 20 طنا من المحار تنتج رطلا واحدا من اللؤلؤ، وكان أول من عرف قيمة صدف اللؤلؤ الفارغ سكان المناطق المحيطة بالسواحل، الذين صنعوا منه الكثير من أدوات التزيين والإكسسوارات. وفي عام 1819 صنعت أول ساعة للجيب من صدف اللؤلؤ للملك جورج الثالث، وتم تطعيم الغطاء بالذهب وبعض فصوص الماس. كان هذا على يد (إدوارد بوفت)، الذي أصبح في ما بعد صاحب قلعة الساعات السويسرية Bovet» الشهيرة. وكان إدوارد قد صنع وقتها عددا من ساعات الجيب اللؤلؤية وجهها خصيصا للسوق الصينية، ليدخل بعدها الميناء اللؤلؤي عالم الساعات من البوابة الملكية الفاخرة. وكان من البديهي أن يشجع هذا الأمر باقي الماركات السويسرية على إنتاج ساعات اللؤلؤ وأطلقوا عليها اسم «mother of pearl». ويوضح جورج أن هذه التسمية تجوز عندما يكون الميناء هو المغطى بمحار اللؤلؤ. أما ما يعرف بـ«pearl fisher»، فيضاف إلى ميناء الساعة اللؤلؤى بعض حبات اللؤلؤ لتتدلى من السوار أو تترك طليقة بين الزجاج والميناء، وكانت في طليعة الماركات ساعات «تيسو» التي شهدت ولادتها في «لولوكل» بسويسرا في 1853.

وكانت هي أول من أصدر ساعة بميناء اللؤلؤ عام 1986. وبعد 150 عاما من الابتكار من هذه الشركة العريقة أصدرت مؤخرا مجموعة مميزة تعد من أروع المجموعات التي أنتجتها «Tissot»، تجمع بين الكلاسيكية والفخامة في آن واحد. كما تتكون هذه المجموعة من عدة ساعات مدهشة صممت لتلائم المرأة التي تعشق الفخامة والترف، ميناؤها مصنوع من اللؤلؤ الأبيض أو الزهري، أما سوارها فمصنوع من الذهب عيار 18 قيراطا. وتأتي بعض هذه الساعات في سوار جلدي مرصع بحبات اللؤلؤ وتتدلى منه بعض الحبات في عذوبة ودلال، مما يعطي إحساسا رائعا بقيمة الوقت. فهي ليست مجرد ساعة بل هي قطعة إكسسوار ثمينة. أما ساعات رولكس السويسرية، فطرحت هي الأخرى بعض التصميمات الرجالية ذات الميناء اللؤلؤي تناسب الرجل الكلاسيكي أكثر، وهي ساعة صنعت علبتها من الذهب الأبيض أو الأصفر عيار 18 قيراطا ومقاومة للماء حتى 30 مترا، وزجاج الساعة مصنوع من الزفير، وسوارها من الذهب زيادة في الفخامة. وسرعان ما توالت إبداعات شركات الساعات وبيوت الأزياء والمجوهرات الأخرى التي التحقت بمعامل سويسرا، لتطرح لنا تصميمات تحاكي المجوهرات والتحف، بدءا من «فان كليف آند أربلز» إلى «ديور» وغيرهما. ويضيف جورج: «ميناء الساعة اللؤلؤي، خاصة المقبل من البحر الجنوبي التاهيتي يضفي عليها أناقة وفخامة، لا سيما عندما يتعانق مع الذهب أو الماس، وأغلب صانعي ومصممي الساعات السويسرية أدركوا هذا الأمر فأخذ كل منهم بطرح الكثير من الموديلات لتناسب جميع الأذواق، وتتماشى مع خطوط الموضة». ويشير جورج إلى أن ما ساعد على هذا الانتشار والإقبال أن محارة اللؤلؤ من الداخل لها عدة ألوان تتنوع ما بين أبيض ناصع، أبيض مائل للاصفرار، أبيض مائل إلى الأزرق، وردي، أسود، وجميعها تتشابه باحتوائها على تجزيعات الألوان القزحية الزاهية التي تتيح للمصممين الإبداع والابتكار. ويلفت جورج إلى أن الإقبال على شرائها يزيد في مواسم الأعراس، لأن هناك رواية قديمة تقول إن ارتداء اللؤلؤ في ليلة الزفاف فأل خير، ودليل على حياة زوجية سعيدة.