مجوهرات «نور».. عين على استجلاب الحظ وعين على التوسع

نور فارس تحتفل بمرور عام على طرح ماركتها بالعاج الأسود والذهب والماس

TT

احتفلت «نور» مؤخرا بعيد ميلادها الأول. والمقصود هنا ماركة «نور» للمجوهرات وليس نور فارس مصممتها الشابة، التي استطاعت في فترة وجيزة أن تجد لها مكانة مميزة بين مصممي المجوهرات. فهي متوفرة في محلات «هارودز» كما تشارك في العديد من المزادات والمعارض العالمية مثل معارض دبي والدوحة وغيرها. أما ماركتها المسجلة التي تميزها العارفات بنظرة واحدة فهي عبارة عن عين صغيرة جدا ترصع مشابكها، وتكون دائما بالذهب الأصفر والسفير الأزرق للحماية من عين الحسود.

ورغم أن نور فارس تلعب على مفهوم الحظ في العديد من تصاميمها، من خلال استعمالها العين والخميسة وغيرها من الرموز التي استلهمتها من ثقافات متعددة بحكم عشقها للسفر، فإن نجاحها لم يكن حظا. فقد درست تاريخ الفن في جامعة تافتس بيوستن، قبل أن تلتحق بمعهد سانت مارتنز الشهير بلندن، وبعدها بجامعة لندن للموضة، لدراسة العلاقات العامة في الموضة، ثم الصحافة. وتوجت كل هذا بدبلوم في تصميم المجوهرات، وآخر في درجات الماس وغيره من الأحجار الكريمة الملونة من مركز المجوهرات العالمي بأميركا.

من يراها، يرى شابة في مقتبل العمر، أنيقة وراقية في الوقت ذاته، ولا يشك في أنها تعشق الموضة، مما يدعو للتساؤل لماذا لم تتوجه إلى تصميم الأزياء؟ ويأتي ردها بسيطا تلخصه في أن الموضة متغيرة وليس لها أمان، بينما تبقى المجوهرات للأبد. وتشرح أنها عشقت هذا المجال منذ أن كانت طفلة تلعب بمجوهرات والدتها بأن تغطي جسمها الصغير بكل ما تقع عليه يداها وتمشي فرحة بها من دون أن تشعر بثقلها. كبرت وكبر معها هذا العشق، فقررت أن تكمله بدراسة التصميم والغوص في أنواع المعادن واستعمالاتها المتعددة، علما بأن الذهب والأحجار ليست الخامات الوحيدة التي تستعملها نور، فهناك أنواع أخرى مثل الأخشاب والعاج الأسود الذي لا تقاوم ترصيعه بالأحجار وتصممه بشكل لا يترك أدنى شك لدى الناظر بأنها متأثرة بالفن المعماري، سواء كان أسلوب فرانك غيري، أو أسلوب زها حديد، صديقة العائلة.

بمناسبة مرور سنة على طرحها ماركة «نور»، كان هذا اللقاء وهذه الحصيلة:

* كيف تحددين أسلوب مجوهراتك؟

- إنه بسيط، مما يسهل تنسيقه مع أي زي سواء في النهار أو المساء.

* هل هناك معدن معين تفضلين التعامل معه؟

ـ أعشق التعامل مع البرونز، لوزنه وملمسه، وأيضا للألوان التي يمكن أن تتولد منه، مما يعطي للمجوهرات لمسة «فينتاج».

* ما الذي يلهمك؟

ـ الفن، والمعمار، والرموز الشعبية، والأقمشة، وأسفاري.. بعبارة أخرى، أي شيء تقع عليه عيناي.

* لكل فنان طريقة عمل، ما طريقتك، هل تبدأين مثلا باختيار المعادن والخامات والأحجار أم بالتصميم؟

- أبدأ باختيار المعادن والخامات، ثم أرسم على أساس أنواعها وألوانها.

* ما الذي جعلك تقررين أن تصبحي مصممة مجوهرات؟

- منذ أن كنت صغيرة وأنا أستمتع باللعب بكل أنواع الأحجار، وأفضل المجوهرات والإكسسوارات على الأزياء لأسباب عديدة؛ فالمجوهرات لا تعترف بزمن، كونها للأبد، وثانيا لأن لكل قطعة مجوهرات قصة وحكاية. فهي تذكر صاحبتها بلحظة حب أو بشخص معين، كون العديد منها إما يتوارث أو يتم الحصول عليه كهدية. بالإضافة إلى هذا، فإنها تكمل مظهر المرأة وتضفي عليها أناقة لا مثيل لها، حتى لو كانت ترتدي مجرد «تي شيرت» بسيط وبنطلون جينز. فلا أحد ينكر أهمية الإكسسوارات، سواء كانت حذاء أو حقيبة يد أو قطعة مجوهرات راقية. وزادت رغبتي في أن أتخصص في هذا المجال بعد التحاقي بمركز المجوهرات العالمي «GIA» ودراستي فيه.

* كشابة في مقتبل العمر وكمصممة، ما أهمية الموضة بالنسبة لك؟

- بلا شك أنها جد مهمة، ولا أنكر أنني أستمد الكثير منها، لا سيما من اتجاهاتها الماضية، فأنا أعشق أسلوب السبعينات، مثلا. لكن على الرغم من كوني متابعة لموضة هذه الأيام، وكل ما تطرحه، فإنني لا أتبعها بشكل أعمى وأختار ما يناسبني. فأنا لا أقبل سوى على ما يشعرني بالراحة، ولا أفسح لها المجال كي تفرضها علي نفسها.

* من هي زبونة نور فارس؟

- امرأة تتمتع بذوق رفيع ولها أسلوبها الخاص والمتميز.

* تكلمت عن الأسلوب الخاص والمتميز، ما هذا الأسلوب في نظرك؟

- إنه أسلوب خاص بكل واحد منا، وهو ما يميزنا عن الآخر. فشخص يتمتع بأسلوب متميز هو الذي تظهر شخصيته من خلال ما يلبسه، وليس العكس. فأزياؤه وطريقة تنسيقها، تكون مناسبة له ولا تعطي الانطباع بأنه تابع أو ضحية موضة، خصوصا أنه يكون قادرا على مزج أساليب مختلفة، كأن يجمع القديم بالجديد، وتنسيق الألوان المتضاربة بعضها مع بعضها، حتى وإن كانت تظهر للوهلة الأولى وكأنها غير متناغمة.

* ما أسلوبك الشخصي؟

- لا أنكر أني أعشق الموضة ببساطتها وإبهارها على حد سواء، لكن بشرط أن تكون مريحة وغير مقيدة. ففي الأيام العادية ألبس دائما أحذية من دون كعب، وقلما أضع ماكياجا على وجهي.

* ما مصممك المفضل؟

- «جار آند هيمرلي».

* ما القطع التي توجد بخزانتك ولا يمكنك أن تتخلي عنها مهما تغيرت المواسم؟

- الكنزات الصوفية القديمة التي مهما قدمت لا أرميها، لأنها تكتسب نعومة أكبر مع الوقت من جهة، ولأنها تحمل الكثير من الذكريات الخاصة بالنسبة لي من جهة ثانية. أحب أيضا تصاميم عز الدين علايا، وأتوفر على عدد من الفساتين بتوقيعه، لأنها لا تعترف بزمن وتبدو دائما أنيقة. فرغم أني ارتديتها في مناسبات عديدة، فإنني لم أمل منها أبدا.

* ماذا عن المجوهرات.. هل هناك قطعة قمت بتصميمها ثم احتفظت بها لنفسك لأنك استخسرت بيعها؟

- نعم، قلادة صممتها وأنا ما زلت طالبة، فقد كانت أول تصميم لي، واحتفظت بها لنفسي.

* هل هناك قطعة معينة في مجموعتك تشعرين أنها كلاسيكية وأنه على كل امرأة أن تكون لها واحدة منها؟

- سوار من الخشب مرصع بالأحجار، لأنه بإمكان أي امرأة أن ترتديه مع أي زي وفي أي مناسبة.

* عندما لا تلبسين مجوهرات «نور» أي الماركات تروق لك؟

- أستعمل مجوهرات من «روبي كوبو»، «ندى لوكافولييه»، «دسيزو» للمصممة سارة بلتران، وغيرها، فأنا أحب كل ما هو «فينتاج» ومعتق سواء وجدته في الأسواق أو في المزادات.

* ما الذي يحدد اختيارك لها؟

- فكرتها وتصميمها.

* كيف ترى نور فارس المستقبل؟

- أرى نفسي أعيش وسط عائلة كبيرة محاطة بعدة أطفال، لكن في الوقت ذاته أرى نفسي امرأة عاملة ومصممة مجوهرات تكبر على المستوى المهني والإبداعي.

* هل وضعت لنفسك أهدافا معينة؟

- أحلم بأن أفتتح محلا خاصا بي في المستقبل القريب.