«تي شيرت 25 يناير» أحدث إبداعات الثورة المصرية

نصف أرباحه مخصص لعلاج المصابين ويباع على موقع الـ«فيس بوك»

نمازج من «تي شيرت 25 يناير»
TT

دخل «تي شيرت 25 يناير» عالم الموضة الشبابية في مصر، وتحول من مجرد رمز لثورتهم، إلى وسيلة مبتكرة لتخليدها في الذاكرة، والتأكيد على قيمها الوطنية وتكريم شهدائها والمصابين فيها.

أحمد صبحي، صاحب فكرة «تي شيرت 25 يناير» يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أستطع المشاركة في ثورة (25 يناير)، ولكن حبي لبلدي جعلني أرغب في المساهمة بأي عمل إيجابي، ومن هنا ولدت فكرة تصميم (تي شيرت) يعبر عن الأحداث التي تمر بها مصر يعبر من خلاله الشباب عن فخرهم بمصريتهم وثورتهم، ويذهب عائد بيعه للأعمال الخيرية».

يستطرد: «عرضت الفكرة على صديقي شريف حسني صاحب شركة (PMC Egypt) للدعاية والإعلان، وهي شركة تهدف لدعم الشعب المصري من خلال توجيه رسائل إيجابية في صورة فيديوهات مثل فيديو (علشان مصر مافيش حاجة تانية) و(ارفع رأسك إنت مصري)، وبالفعل تحمس شريف جدا للفكرة وبدأنا نفكر معا في تصميم الـ(تي شيرت)».

في البداية فكر أحمد وشريف في أن يكون الـ«تي شيرت» على شكل علم مصر، ولكنهما وجدا أن بعض الشباب في ميدان التحرير سبقوهما لتنفيذ هذه الفكرة، مما دفعهما للبحث عن تصميم آخر يكون متميزا وفي نفس الوقت يكون جذابا للشباب. ولم يكن أفضل من رقم 25 ليلعب الدور الرئيسي في التصميم كما يوضح أحمد: «أردنا أن يعبر التصميم عن الثورة وأحداثها، ويكون شبابيا في نفس الوقت، فلم نجد أفضل من استخدام تاريخ الثورة (25 يناير) ليحتل صدر وظهر الـ(تي شيرت)، فهذا التاريخ أصبح خالدا في الذاكرة فهو بمثابة تاريخ ميلاد كل شباب مصر».

وعلى طريقة «فانيلات» لاعبي الكرة تجد رقم 25 باللغة الإنجليزية يتوسط ظهر الـ«تي شيرت» بالبنط العريض ومكتوبا تحته يناير بالإنجليزية، وفوق التاريخ تجد جملة «The Day We Changed EGYPT» أي اليوم الذي غيرنا فيه مصر، أما الصدر فمكتوب عليه باللغة العربية «25 يناير صنعنا تاريخنا وهنبني بلدنا إحنا مصريين» وعلى أكمام الـ«تي شيرت» نجد علم مصر.

ويضيف أحمد: «هناك تصميم آخر يعبر أيضا عن الثورة نعمل على الانتهاء منه لطرحه للبيع، كما نفكر أيضا في طبع هذه التصميمات على حقائب يد وإيشاربات».

يتوفر الـ«تي شيرت» باللونين الأحمر والأبيض وبجميع المقاسات ويباع بمبلغ 40 جنيها، وبحسب أحمد: «نخصص 50 في المائة من إجمالي أرباح المبيعات للعمل الخيري. في البداية فكرنا أن نوجه هذه المبالغ لعمل نصب تذكاري للشهداء ولكن وجدنا عددا كبيرا من الأشخاص تكفلوا بهذا المشروع، فقررنا توجيه الأموال لعلاج مصابي الثورة، خاصة أن عددهم كبير جدا وأغلبهم يحتاج لعدة عمليات جراحية خطيرة ومكلفة، وبالفعل قمنا بشراء أدوية لمستشفى الرمد من عائد أول مجموعة تي شيرتات تم بيعها». ويتابع: «أما باقي الأرباح فسنوجهها لتوجيه رسائل إيجابية للشعب المصري من خلال الفيديوهات».

وعن الصعوبات التي تواجههم، أشار أحمد إلى أزمة الثقة: «الـ(تي شيرت) لقي رواجا كبيرا، وأعجب الكثير من الشباب، لكن عددا قليلا من الأشخاص يترددون في الشراء خوفا من أن نكون غير جادين في توجيه نسبة الـ50 في المائة من الأرباح للمصابين، لدرجة أنهم يطلبون منا أن نقسم لهم على حسن نيتنا، فنرد عليهم بأنهم لا يدفعون تبرعا وإنما يشترون منتجا عالي الجودة يخصص نصف أرباحه لعمل الخير، وبالتالي فالأموال التي يدفعونها يحصلون بها على (تي شيرت) وثواب. ولطمأنة الجميع سنعلن في وسائل الإعلام عن تفاصيل التبرع بمجرد الانتهاء من تجميع مبلغ مالي كبير ليطمئن الجميع».

يباع الـ«تي شيرت» من خلال الموقع الاجتماعي الشهير «فيس بوك» وكذلك في المعارض التي تنظمها بعض الأندية الرياضية، وفي الحملات التي ينظمها الشباب مثل حملات إعادة تنشيط السياحة، وأيضا في ميدان التحرير أيام المظاهرات المليونية التي لا يزال ينظمها شباب الثورة حتى تتحقق كل مطالبهم.