الكريستال.. نجم يحلق في فضاء بيتك

جديده يكتسي بألوان الحلوى والشوكولاته.. وتأثيراته على النفس قوية

TT

مع تطور نظم الديكور والإضاءة أصبح الكريستال نجما يحلق في فضاء بيتك، وتحولت الثريات إلى معزوفة لونية مبهجة، تتناثر في ومضها أطياف قوس قزح الأسيرة، وتتدرج من ألوان دافئة وحارة، إلى أخرى ناعمة وهادئة، تتناغم مع حالتك الجسدية، وتمسح عنك غبار الأيام والحياة اليومية.

اشتقت كلمة كريستال من الكلمة اليونانية «krystallos»، بمعنى «الضوء المجمد». وعلى مر العصور تم استخدام الكريستال في عدد لا يحصى من المنافع، بدءا من العلاج والوقاية، وانتهاء بالزينة والإضاءة في القصور والبيوت. ولا تزال منافعه تتجدد يوما بعد آخر.

لكن من أطرف تحولات الكريستال تلوُّنه بألوان «البونبون». وحسبما تقول مصممة الديكور مروة علي، فالثريا أو «النجف» كانت إلى وقت قريب أحادية اللون كريستالية الإضاءة، ولأن الفنون جنون ابتكر مصممو الديكور ثريات تتلألأ بألوان الحلويات والشوكولاته لإضافة البهجة والتميز إلى كل ما يحيط بنا من أشياء.

وتلفت مروة إلى أنه يجب أن ندرك معلومة مهمة، وهي أن هذا الجنون ما هو إلا محاكاة لما في الطبيعة من إبداع. فالكريستال الطبيعي كان معروفا عند القدماء بأنه أحجار سقطت من السماء تبلورت بتأثير الضغط والحرارة الطبيعية، أنقاها وأبهظها ثمنا حجارة الماس الشفافة، يوازيها في القيمة اللازورد الأزرق، والكريستال الطبيعي هو أقل درجات الماس نقاء. ولم يكن يوجد إلا في بيوت الملوك والأثرياء، لكن مع تطور صناعة الزجاج أصبح بالإمكان الحصول عليه بواسطة عملية مزج الزجاج بالرصاص، وتسمى هذه العملية «crystalization»، فتكون النتيجة كريستالا أشبه بالطبيعي خاليا من الشقوق، يتميز بالتلألؤ وينشر الضوء على مساحات واسعة ويصنع عادة على شكل حبات دائرية أو قطرات الندى. وتذكر مروة أنه في الآونة الأخيرة أصبح بالإمكان مزج عجينة مكونة منه بألوان زاهية مثل الأحمر الياقوتي، أو الأزرق اللازوردي، بالإضافة إلى عدد من الألوان المبهجة الأخرى، علما بأن عملية التلوين هذه تعتبر باهظة الثمن بعض الشيء لأنها تحتاج إلى دقة وإتقان شديدين. وتقول مروة إن المصممين لم يلجأوا إلى هذه العملية إلا بعد معرفتهم بفوائد شعاع الكريستال على النفس والعين والجسد أيضا. فاقتناء الكريستال، خصوصا الأصلي منه، يعمل على حث الطاقة وإخراجها من مراكزها لدى الإنسان. وكل نوع من الكريستال يقوم بدور مختلف عن غيره، خاصة أن العالم اليوم يتجه نحو العلاج الطبيعي، ومن الصين والهند أتت الكثير من طرق التداوي بالكريستال الطبيعي أو «الحجارة السماوية» كما يطلق عليها هناك. وبالفعل ثبت علميا تأثيرها على منافذ الطاقة الجسدية التي يطلق عليها «chakra» (شاكرا)، إذ إنها تخلصه من الطاقات السلبية وتحفز الإيجابية وتختزنها. ويحتوي جسم الإنسان على 7 منها كل واحدة يؤثر عليها نوع من هذه الحجارة.

وتضيف مروة «لهذا نجد أن الإضاءات الكريستالية الملونة يشعر البعض نحوها بانجذاب من نوع خاص عندما يراها، فيقدم بالتالي على شرائها، وليس فقط لأنها موضة حديثة. وهذا ما عزز انتشار الكريستال الملون، خصوصا في الثريات بأشكاله وأحجامه وأيضا على الحوائط والأباجورات في كل مكان في المنزل والمكتب، بالإضافة إلى قطع الإكسسوار مثل المزهريات وإطارات الصور وغيرها».

ولذلك تنصح مصممة الديكور بأنه إذا كانت الرغبة هي إضافة بهجة وتأثير فاخر على المكان، فإن الحل يكمن في الإضاءة. وتدلل مروة على ذلك بأنه «لو حصلنا - على سبيل المثال - على نجفة من الكريستال الأخضر الفاتح، فهذا يدعم الطبيعة في المنزل، ويبعث على الراحة، وتهدئة الأعصاب والعواطف. ولو كانت باللون البنفسجي فالضوء المتناثر منها يحفز على التأمل والتركيز المغذي لمراكز الفهم، كما يساعد هذا اللون أيضا على التصالح مع الذات والرضا. أما الأحمر الياقوتي فهو يولد انطباعا بالثراء والجاه، كما أنه محفز للطاقة ومجدد للمشاعر، ومانح للدفء العاطفي والنفسي».

وتتابع مروة «في غرفة طفلة مثلا يمكن اختيار نجفة واحدة تحتوي على الكثير من الألوان المتناثرة بعفوية كالأصفر والزهري والسماوي، فهذا سيمنحها شعورا دائما بالطفولة. أما في غرف استقبال الضيوف فالأسود والأزرق والفوشيا اختيارات مثالية». وتشير أيضا إلى أن «أغلبية هذه الوحدات تتماشى مع الأثاث العصري، إذا كانت مصنوعة من المعدن، لكن إذا كانت مطعمة بقطع من النحاس المعشّق أو الخشب المزخرف فسوف ترتدي ثوبا آخر ينقلك إلى عصر كلاسيكي وطراز عريق».

وتحذر مروة من الخطأ في تنسيق لونها مع لون باقي الأثاث، وتقول إن «العكس صحيح.. فإذا كان الأثاث باللون الأحمر الناري، فمن المفضل اختيار ثريا بالأخضر الداكن وليس الفاتح. أما بالنسبة لمن لا يحبون الألوان المتناقضة، فيمكن تطعيم أي لون بلون آخر مضاد له، حتى نحصل على نتيجة رائعة، مع عدم إغفال أن لكل منزل بصمة خاصة بأصحابه وذوقهم». وتضيف «أيضا لا يجب أن ننشغل باختيار اللون من دون تحديد نسبة محيط دائرة النجف وارتفاعه مع مساحة الغرفة وارتفاع السقف، وقوة إضاءة الثريات. فمراعاة كل ذلك تكسب البيت مزيدا من الفخامة، خاصة عندما تكون في المداخل وغرف الضيوف، أو عندما يكون بسقف المنزل قبة أو زخارف على الحوائط».

لكن من المهم بالنسبة لها الاهتمام بتنظيف قطع الكريستال من فترة إلى أخرى حتى تحافظ على بريقها، إما بفركها بالماء المالح، أو نقعها في ماء به خل أبيض، مع تعريضها لأشعة الشمس. وحتى لا تنجذب الحشرات إلى حبات الكريستال يمكن فركها بقشر البرتقال أو الليمون.